«المفرق»: يؤثر سلباً في العمل والدراسة والحياة.. وموقع إلكتروني للتوعية بالعلاج

%10 من النساء دون الـ 35 عاماً يعانين «البطانة المهاجرة»

بعض النساء يخضعن لجراحات بالمنظار لإزالة بطانة الرحم المهاجرة. الإمارات اليوم

أكد رئيس قسم النساء والولادة في مستشفى المفرق، الاستشاري الدكتور كريم المصري، أن 10% من النساء في الدولة من عمر 18 عاماً حتى 35 عاماً، يتعرضن لآلام شديدة بسبب مرض بطانة الرحم المهاجرة، لافتاً إلى أن دوافع الألم تسبب عوارض نفسية تنعكس سلباً على أداء العمل والدراسة والحياة المعيشية بصفة عامة لتلك الشريحة من النساء، فيما يؤسس مجموعة من أطباء النساء حالياً رابطة ستعمل على إنشاء موقع إلكتروني للتوعية بطرق العلاج.

وعرّف مرض «بطانة الرحم المهاجرة» بأنه عبارة عن خلايا نشطة موجودة في غير مكانها بباطن الرحم لدى النساء وتستجيب لتغيرات هرمونية، ما يحدث آلاماً أثناء الجماع وربما شهرياً أو أثناء الولادة.

وأفاد بأن معدل الإنفاق السنوي العالمي، بحسب منظمة الصحة العالمية، على علاج المرض يبلغ 70 مليار دولار سنوياً، إذ تختلف معدلات الإصابة في الدولة عند النساء من فئة عمرية إلى أخرى، وتصل نسبة الإصابة إلى 46% من عمر 20 عاماً إلى 40 عاماً، و30% من عمر 30 عاماً إلى 39 عاماً، و18% للفئة العمرية من 10 حتى 19 عاماً، مؤكداً أن نسبة تراوح ما بين 35% و50% من النساء اللاتي يعانين آلاماً شديدة في الرحم أو مشكلات في الإنجاب يعانين مرض البطانة المهاجرة، ويبحثن عن حلول علاجية.

وكشف المصري عن قيام الجهات المعنية في الدولة بتسجيل واعتماد دواء جديد يحمل اسم «فيزان»، يعطى للمرضى في صورة حبوب تساعد على تلاشي الألم، مؤكداً تصغير المادة الفعالة من الدواء لحجم البطانة المهاجرة، ما يقلل من شدة الألم، لافتاً إلى تميز الدواء نفسه بقلة أعراضه الجانبية.

وقال: لايزال التعامل مع تلك التقلصات بدائياً، فبعض النساء يتعاطين حتى الآن مسكنات، وأخريات يتعاطين الحقن للحد من استجابة البطانة المهاجرة للهرمونات، مضيفاً أن وخز الإبر يدخل إلى الوصفات العلاجية، ومدته ستة أشهر للفتيات صغار السن، ويفقدهن القدرة على الإنجاب خلال مرحلة العلاج، فيما تلجأ نساء أخريات إلى أقراص منع الحمل لتخفيف الآلام، في حين أن 30% من النساء المصابات لم يستجبن للعلاج بحبوب منع الحمل.

وقال: نجري في بعض الأوقات جراحات بالمنظار لإزالة بطانة الرحم المهاجرة، وقد نجد أن نسبة تراوح بين 20% و40% لم تستجب للعلاج، وتعود إليها الآلام مرة ثانية، إذ يؤسس حالياً مجموعة من أطباء النساء والولادة في الدولة رابطة ستعمل على إنشاء موقع إلكتروني على الإنترنت للتخاطب مع الأطباء والمرضى للتوعية بطرق العلاج من المرض.

وتابع المصري، أن إحدى النظريات تشير إلى أن حدوث البطانة المهاجرة يعود إلى خروج خلايا من بطانة الرحم شهرياً بطريقة عكسية (ليس خارج الجسم)، إذ تعود عن طريق أنابيب الحالب إلى الحوض، وقد تتجه تلك الخلايا إلى المبايض أو المثانة أو أنبوب فالوب أو الرباط الرحمي، ما يسبب الآلام الشديدة، وقد تصاب النساء بتغيرات دورية مزاجية أو تقلبات انفعالية إلى جانب الألم الدوري، خلالها تشعر المرأة بالغضب والإحباط، أو الاكتئاب.

وبين المصري أن كثيراً من النساء قادرات على الحمل والإنجاب بعد العلاج، إذ أثبتت الدراسات الأخيرة أن 70% من النساء اللاتي شفين لم يصبن بالمرض ثانية، وقد يخفف الحمل من أعراض الألم لفترة محدودة على الأقل.

وذكر أن مزاولة الرياضة أسبوعياً وبصفة منتظمة تقلل الألم، ناصحاً الفتيات اللاتي يشتكين من آلام شديدة أو يعانين نزفاً شديداً شهرياً بالكشف الطبي، خصوصاً إذا كان مرض بطانة الرحم المهاجرة متوارث في العائلة، إذ لايزال باحثون يحاولون معرفة أسباب المرض الذي يمكن أن يتطور محدثاً التهابات في المثانة، أو ضرراً في الأمعاء، أو نزفاً شديداً بين «1 لكل 500 حالة»، أو حدوث وفاة واحدة لكل 20 ألف حالة مرضية.

تويتر