مبنى مركز دبي للتوحد بانتظار أموال المتبرعين لاستكماله. من المصدر

مركز دبي للتوحد معلم حضاري في الإمارات

قال مدير عام مركز دبي للتوحد، محمد العمادي، إن مراكز المعاقين في دول العالم المتقدمة تعد معالم حضارية، تقاس من خلالها درجة تطور تلك الدول، ومستوى تأمينها لحقوق الشرائح المختلفة فيها، مؤكداً أن مركز دبي للتوحد سيكون أحد المعالم الحضارية التي ستزيد من رفعة دبي وتصنيفها في مقدمة أفضل الدول جاذبية للمعيشة فيها.

قوائم الانتظار

تمكنت حملة «نتوحد من أجلهم» من جمع 18 مليوناً و500 ألف درهم حتى يومها الـ16، ولاتزال في حاجة إلى 31 مليوناً، لاستكمال المبلغ المطلوب.

وأفاد مدير عام مركز دبي للتوحد، محمد العمادي، بأن المركز الجديد سيكون جاهزاً لاستقبال المتوحدين خلال أقل من 12 شهراً في حال جمع المبلغ المطلوب، ما من شأنه تأمين الرعاية المبكرة للأطفال الذين ينتظرون دورهم.

معايـيـرعالمية

أكد مدير عام مركز دبي للتوحد، محمد العمادي، أن المركز يعمل وفق أفضل المعايير العالمية، على الرغم من المشكلات المالية التي تواجهه نتيجة اعتماده على التبرعات، لافتاً إلى وجود معلمة لكل طفلين متوحدين، وأن الفصل الواحد يحوي أربعة طلاب، فضلاً عن أخصائيي العلاج الوظيفي والنطق وغيرها من العلاجات الطبية، والتدريبات المهنية، المشمولة ضمن رسوم المركز التي لا تزيد على 40 ألف درهم سنوياً، بينما تتلقى مراكز خاصة نحو 400 ألف درهم لاستقبال الاطفال، فضلاً عن رسوم خاصة بكل خدمة من خدمات اللغة والعلاج الوظيفي وغيرها، ما يزيد على قدرات معظم أسر المتوحدين.

وأوضح أن عدداً من الأسر لديها أطفال مصابون بالتوحد، ووجود مراكز ملائمة لرعايتهم يحتل أولويات تلك الاسر في حال السفر للعمل أو السياحة، معتبراً أن المركز الجديد سيكون من أهم المراكز في المنطقة بعد إنجازه، بسبب تكامليته ومساحته، وموقعه، ما سيضيف صرحاً حضارياً جديدا إلى مدينة دبي.

ودعا العمادي رجال الأعمال والمنشآت العاملة في الدولة إلى التجاوب مع حملة «نتوحد من أجلهم» التي أطلقتها «الإمارات اليوم» بالتعاون مع مركز دبي للتوحد، لاستكمال بناء وتجهيز مركز حديث لأطفال التوحد في دبي.

وتسعى الحملة التي تستمر شهراً كاملاً إلى جمع مبلغ 50 مليون درهم، اللازمة لإنجاز المبنى المؤلف من أربعة طوابق، ويحتوي على غرف علاجية ونوادٍ رياضية ومسابح وصفوف، بما يحقق علاجاً متكاملاً للمتوحدين في الدولة، وجمعت الحملة مبلغ 19 مليوناً و500 ألف درهم، ولاتزال في حاجة إلى 30 مليوناً و500 ألف درهم.

وأشار إلى أن العديد من الاسر أرسلت أطفالها المتوحدين إلى مراكز خارج الدولة، بحثاً عن العلاج، بسبب نقص الشواغر في المراكز الحكومية، وارتفاع رسوم المراكز الخاصة، فضلاً عن وجود مراكز متكاملة لعلاج التوحد في تلك الدول.

وأوضح العمادي أن فئة المتوحدين في حاجة إلى تضافر الجهود المجتمعية لدعمها، مشيراً إلى أن المتوحدين من الفئات المظلومة، لعدم معرفة المجتمع بحاجاتهم وقدراتهم على حد سواء، فضلاً عن عدم معرفة المجتمع بأعدادهم التي تتزايد يوماً بعد آخر، وذلك بسبب مظهرهم الطبيعي الذي لا يمكن تمييزه في حال وجودهم حارج منازلهم إلا في حال التعامل معهم.

وأضاف أنه يجب النظر إلى المعاقين في المجتمع بصفتهم جزءاً منه، لهم حقوقهم الكاملة، وأهمها وجود مراكز لرعايتهم، كونهم في حاجة إلى رعاية خاصة، مؤكداً أن التشريع في دولة الإمارات يمنح للمعاقين حقوقهم الكاملة في الاندماج في المجتمع، وتأمين احتياجاتهم، غير أن دمج المعاقين في حاجة إلى تكافل وقبول اجتماعي.

للإطلاع على الموضوع كاملا يرجى الضغط على هذا الرابط.

وأكد العمادي أنه بدأ في إنشاء المركز الجديد فعلياً، وعمليات الإنشاء وصلت إلى الطابق الثاني، وذلك من خلال التبرعات الجزئية، ومحاولة «مركز دبي للتوحد» الاستفادة من كل ما يمكن توفيره لمصلحة المركز الجديد.

وأوضح العمادي أن المركز الجديد حاجة حقيقية، فضلاً عن أن وجود المركز سيخفف معاناة نحو 300 أسرة في الدولة، مشيراً إلى أن وجود طفل متوحد يغير من حال الاسر بشكل عام، من حيث قدرتها على الحركة والسفر، وأوقات دوامها واستضافتها للضيوف وغيرها من الأمور الحياتية، التي يمكن تحسينها من خلال العمل مع أصحاب التوحد في المراكز، من حيث تدريبهم على التصرف، وكيفية السيطرة على انفعالاتهم، ما يجعلهم قادرين على الاختلاط بالمجتمع.

وأشار العمادي إلى أن تأمين مراكز جيدة لخدمة المتوحدين من شأنه أن يجعل من تلك الفئة فئة منتجة في المجتمع، مشيراً إلى أن نحو 10% من المتوحدين يصنفون ضمن فئة العباقرة، في حال تنمية مواهبهم، لافتاً إلى أن دور المراكز أساسي في الكشف عن الموهب وتنميتها، من خلال الأخصائيين.

 

الأكثر مشاركة