«موزة» تـتجاوز إعاقتها وتـندمج في روضة حكومية
تجاوزت الطفلة المتوحدة موزة (ست سنوات) إعاقتها، واندمجت مع اقرانها في روضة السلام الحكومية، بفضل جهود والديها، والوقوف على متطلبات الرعاية المبكرة للطفلة، وتشكيلهم وعياً اسرياً خاصاً برعايتها بين أفراد العائلة خصوصاً الأطفال، ما أدى في النهاية إلى تجاوز موزة الكثير من عقبات الاندماج الخاصة بالتوحد.
اختبار الدمج قالت (أم موزة)، التي تشغل منصب رئيس قسم الإعلام والعلاقات العامة في جمعية الإمارات للتوحد، إن اختبارات دمج المتوحدين يجب أن تختلف عن الاعاقات الاخرى، فمن غير الممكن بقاء الطفل المتوحد في الاختبار لمدة 45 دقيقة من دون التواصل المسبق مع اللجنة. وأشارت إلى ان العمل على اختبار المتوحدين يحتاج نحو ست جلسات تبدأ بألعاب بسيطة ومحاولة خلق تواصل بين الطرفين، لان طفل التوحد يبدأ في تنفيذ ما يفكر فيه فقط في حال شعوره بالضغط والمضايقة، موضحة أن معلمات الروضة يبذلن جهداً شخصياً لدعم «موزة». التدخل المبكر أكدت (أم موزة) أن التدخل المبكر يطور الطفل المتوحد ويحسن حالته، ويخلصه من السلوكيات السلبية، لافتة إلى أن لكل طفل متوحد «مفتاحه»، والتوصل إلى هذا المفتاح أو الطريقة من شأنه أن يجعل التواصل سهلا مع المتوحد، وبالتالي ايصال المعلومة أو الفكرة له بسهولة. |
وتواظب موزة حالياً على الدوام في روضة السلام الحكومية في الشارقة، بعد اجتيازها الاختبارات اللازمة في وزارة الشؤون الاجتماعية، والمنطقة التعليمية، وبات لها شعبية واسعة بين الأطفال، ولديها أصدقاء يدعمونها على التقدم، ما حسن من نطقها، وتصرفاتها، فضلاً عن السيطرة على انفعالاتها، حيث باتت معتادة البقاء في جو من الضجيج، وعدد كبير من الناس، على خلاف المراحل الاولى لاكتشاف اضطراب التوحد لديها.
وأفادت (أم موزة) بأن الطفلة كانت قابلة للدمج منذ العام الدراسي الماضي، غير انها فضلت بقاءها في مركز رعاية خاص بالتوحد، لتمكينها من الحركات الوظيفية، مشيرة إلى أن الدمج يجب الا يكون هدفاً بحد ذاته، وانما مصلحة الطفل وتقدمه يجب أن يحظى بالاهتمام الأول للأسرة.
واعتبرت (أم موزة) حملة «نتوحد من أجلهم»، التي أطلقتها «الإمارات اليوم» بالتعاون مع مركز دبي للتوحد، لاستكمال بناء وتجهيز مركز حديث لأطفال التوحد في دبي، أحد أهم حملات الدعم والتوعية التي يجب أن تلاقي اصداء واسعة في المجتمع.
وكان صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، أول الداعمين للمركز الجديد بتقديمه الارض، وقيمة الاساسات، التي بلغت نحو 100 مليون درهم، بينما تعمل الحملة على جمع مبلغ 50 مليون درهم اللازمة لاستكمال بناء وإنجاز بقية أجزاء المبنى.
وأشارت (أم موزة) إلى أنها اكتشفت اعاقة طفلتها في الثانية من عمرها، وحاولت تأمين رعاية جيدة لها، إذ ألحقتها في مدينة الشارقة للخدمات الانسانية، ومركز الشارقة للتوحد، إذ حصلت موزة على الرعاية المبكرة، مضيفة أنها عملت مع والد الطفلة على الاحاطة باضطراب التوحد، والاطلاع على خصوصيته من خلال الكتب والمواقع الإلكترونية وسؤال الاختصاصيين، والاشتراك في مجموعات الامهات على الـ«بلاك بيري» وغيره، للاستفادة من تجارب الآخرين.
للإطلاع على الموضوع كاملا يرجى الضغط على هذا الرابط. |
وأضافت أن الخطوة الثانية أعتمدت على نشر الوعي في العائلة بشكل عام، حيث بات أفراد العائلة داعمين للطفلة، وذلك من خلال ايصال الفكرة وطريقة التعامل للاطفال بطريقة مبسطة.
وأشارت إلى أن الاهتمام المتواصل أسهم في تعلم موزة النطق في سن الثالثة تقريباً، مع تكرار الكلام معها بطريقة مناسبة لها، ومن خلال جمل لا تزيد على كلمتين، فضلاً عن التشجيع والتحفيز المستمر.
وقالت إن «موزة» شاركت في مخيم صيفي مع الأطفال، ومارست النشاطات المختلفة، لافتة إلى أنها قدمت ندوة توعية للأطفال في المخيم عن التوحد، وشرحت لهم اختلاف أطفال التوحد عن غيرهم، ما أسهم في تفهم الأطفال طريقة التعامل مع موزة ودعمها.
قالت (أم موزة) إنها بدأت مع المدرسة في الدمج الجزئي للطفلة، مشيدة بروضة السلام التي ارسلت معلماتها إلى مدينة الشارقة للخدمات الانسانية للتعرف إلى اضطراب التوحد وطرق التعامل معه، فضلاً عن تمكين العلاقة بين الاسرة والمعلمة، الذي يعتبر من اساسيات عملية الدمج.