النظرة السلبية من المجتمع تعيق دمج المتوحدين. تصوير: أحمد عرديتي

ضعف التأهيل المهني يعيق إدماج المتوحدين

كشفت رئيسة وحدة خدمة المجتمع في مركز دبي للتوحد سارة باقر، عن عدم وجود تأهيل مهني حقيقي للمتوحدين في مراكز الدولة، مشيرة إلى أن المتوحدين يقضون حياتهم في منازلهم بعد تخطيهم سن وجودهم في مراكز التأهيل وهي 18 عاماً.

وأوضحت أن أهمية التدريب المهني تكمن في تحقيق الاندماج الفعلي للمتوحد في المجتمع، وتحويله إلى إنسان منتج، يعتمد على نفسه في تحصيل رزقه من خلال عمله، خصوصاً أن إعاقة التوحد لم تدرج رسمياً ضمن الإعاقات المدمجة في التعليم العادي في الدولة.

دمج المتوحدين

أكدت رئيسة وحدة خدمة المجتمع في مركز دبي للتوحد، سارة باقر، أن نحو 30% من أطفال التوحد قادرون على الاندماج في المدارس العادية، والوصول إلى أعلى الشهادات العلمية، في حال حصلوا على التأهيل والرعاية اللازمة، مشيرة إلى أن دمج المتوحدين في المدارس لايزال في حاجة إلى رعاية مبكرة جيدة، فضلاً عن مدرس مرافق في مدارس الدمج لفترة مؤقتة، يكون بعدها المتوحد جاهزاً للانطلاق بمفرده، كاشفة عن دمج طفلين متوحدين من مركز دبي للتوحد في المدارس العادية.

سوق العمل

قالت رئيسة وحدة خدمة المجتمع في مركز دبي للتوحد، سارة باقر، إن رفض سوق العمل لذوي الإعاقة، وعدم اتاحة الفرصة أمامهم لاختبار قدراتهم، يعيق عملية دمج المعاقين، مبينة أن وجود أصحاب الإعاقة في سوق العمل سيزيد من تعود الجمهور عليهم والوثوق بقدراتهم، وإلغاء النظرة الدونية إليهم، مطالبة رجال الأعمال، وأصحاب العمل بفتح المجال أمام أصحاب الإعاقة، لإظهار قدراتهم والإسهام في انتاجية المجتمع وبنائه.

وأشارت إلى أنه في حال إدراج المتوحدين في الدمج بعد اجتياز الاختبارات، فسيحققون شهادات علمية تضمن لهم وظائف في المستقبل، غير أن بقاءهم من دون شهادات علمية أو تأهيل مهني، يزيد من عزلتهم مع الوقت، ويفقدهم ما تعلموه في مراكز التأهيل، جراء عدم الاستمرار في التواصل مع الآخرين.

وأكدت باقر أهمية وجود مراكز خاصة لرعاية المتوحدين بعد سن الـ 18 عاماً، تكون بمثابة مراكز ترفيهية واجتماعية، فضلاً عن كونها مراكز تأهيل مهني، تعمل على دعم ما تلقاه المتوحد في مراكز الإعاقة وتمكينه منها، وصولاً إلى تأمين فرصة عمل له، منوهة بأهمية نجاح حملة «نتوحد من أجلهم» التي أطلقتها «الإمارات اليوم» بالتعاون مع مركز دبي للتوحد لاستكمال بناء وتجهيز مركز حديث لأطفال التوحد في دبي.

ودعت رجال الأعمال والشركات العاملة في الدولة إلى الإسهام في الحملة التي تستمر شهراً كاملاً، وتستهدف جمع مبلغ 50 مليون درهم، مشيرة إلى أن نجاح الحملة يسهم في تخفيف معاناة نحو 300 أسرة، لديها أطفال متوحدون لا يجدون مركزاً مناسباً لرعايتهم.

وكان صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، أول المتبرعين للمركز بما يقدر بنحو 100 مليون درهم، تشمل قيمة الأرض وأساسات المبنى.

والجدير بالذكر أن الحملة نجحت في جمع مبلغ 20 مليوناً و500 ألف درهم حتى اليوم الـ 21 من إطلاقها، ولاتزال في حاجة إلى 29 مليوناً و500 ألف درهم، علماً بأنه بقي للحملة نحو تسعة أيام على انتهائها.

وأضافت باقر أن أصحاب التوحد يملكون مواهب عالية في مجالات محددة، غير أن المراكز الموجودة في الدولة لم تصل حتى الآن إلى تلك المرحلة من صقل المواهب خلال فترات مبكرة من عمر المتوحد، والتركيز عليها، وزيادة تأهيل المتوحد في مجال الإبداع الخاص به، مبينة أن نسبة كبيرة من المتوحدين مبدعون في حال حصلوا على التأهيل المناسب في مجالات اهتمامهم.

للإطلاع على الموضوع كاملا يرجى الضغط على هذا الرابط.

وأشارت إلى أنه في الوضع الجاري فإن أصحاب التوحد قادرون على القيام بالأعمال المطلوبة بدقة بالغة، في حال تدريبهم عليها، لافتة إلى وجود العديد من المتوحدين النمطيين يدرسون في الجامعات، ويخرجون أفضل الأفلام الإبداعية، وبعضهم متفوق في الرياضيات وغيرها، وذلك في العديد من دول العالم.

وقالت باقر إن النظرة السلبية التي تحاصر المعاقين في المجتمعات العربية، تزيد في حدتها على حدة الإعاقة ذاتها، خصوصاً للمصابين بالتوحد، مبينة ان التوحد اعاقة عصبية وليست ذهنية، وأن 30% من المتوحدين قادرون على الدمج في المدارس والوصول إلى صفوف متقدمة، والحصول على شهادات جامعية، غير أن نظرة الدونية والشفقة تعيق اندماجهم في المجتمع.

وتابعت أن أي طفل سليم يعامل معاملة أصحاب الإعاقة من الانغلاق، وعدم الثقة، والدونية، سيعاني مشكلات تفاعلية وتواصلية ونفسية، مبينة أن العديد من الأسر تبالغ في الخجل الاجتماعي من وجود طفل معاق في الأسرة، ما يزيد من إعاقته، خصوصاً أصحاب التوحد.

 

الأكثر مشاركة