400 ألف درهم كلفة علاج التوحد في بعض المراكز الخاصة. تصوير: تشاندرا بالان

7 أيام على اختتام «نتوحد من أجلهم» ومازالت بحاجة إلى 28.5 مليوناً

دعا مدير عام مركز دبي للتوحد محمد العمادي، رجال الأعمال والشركات العاملة في الدولة، إلى التجاوب مع حملة «نتوحد من أجلهم» التي أطلقتها صحيفة «الإمارات اليوم» بالتعاون مع المركز، لاستكمال بناء وتجهيز مركز حديث لأطفال التوحد في دبي، مشيراً إلى أن الحملة استنفذت الجزء الأكبر من المدة المحددة لها، وبقي نحو سبعة أيام على انتهائها من دون تحقيق هدفها.

دخل ثابت

أكد مدير عام مركز دبي للتوحد محمد العمادي، أهمية تخصيص مشروع أو عقار ثابت يستثمره المركز لتحقيق دخل ثابت سنوياً يعينه في مصروفاته الرئيسة، بدلاً من اعتماد المركز على التبرعات في كامل موازنته، ما يؤثر في بعض أساسيات عمله حال انخفاض تلك التبرعات.

وأشار إلى أن تأثيرات الأزمة المالية العالمية على سبيل المثال وضعت المركز في موقف صعب للغاية نتيجة انخفاض أموال التبرعات إلى حد كبـير، واضطر المركز لتقليص النفقات وتوسيع قاعدة الدعم وقضاء الوقت في البحث عن متبرعين.

فحوص طبـية لـ 40 متوحداً

قالت مدير إدارة رعاية وتأهيل المعاقين في وزارة الشؤون الاجتماعية وفاء حمد بن سليمان، إن الوزارة أطلقت مبادرة لمتابعة 40 حالة توحد مسجلة في مراكز المعاقين التابعة لوزارة الشؤون الاجتماعية، تشمل توفير فحوص طبـية مجانية خاصة بجهاز المناعة والجينات والتغذية والمعادن، كما تتضمن المبادرة تقديم برامج غذائية لكل حالة بناءً على نتائج الفحوص الطبـية ومتابعتها. وأكدت حرص الوزارة على تقديم أفضل الخدمات لفئة التوحد، وفي إطار التعاون المشترك، وتعزيزاً للشراكة المجتمعية أطلقت الوزارة مبادرة «غذائي علاجي» بالتعاون مع مركز الطارق للتأهيل والتوحد. وقالت بن سليمان إن المركز استقبل حتى اليوم 12 حالة من حالات التوحد المسجلة في مراكز الوزارة، وأجريت لهم الفحوص اللازمة، بينما يتم انتظار النتائج لوضع البرامج الغذائية المناسبة لهم. وأشارت إلى أنه سبق المبادرة خمسة برامج توعية ومحاضرات مكثفة في كل المراكز ضمن فعاليات اليوم العالمي للتوحد.

وأوضح أن الحملة تهدف إلى جمع 50 مليون درهم، اللازمة لاستكمال بناء المركز الجديد في منطقة القرهود في دبي، مبيناً أن الحملة جمعت 21.5 مليون درهم حتى اليوم، وبحاجة إلى 28.5 مليون درهم لنجاحها، مؤكداً أن نجاح الحملة سيخفف من معاناة نحو 300 أسرة ينتظر أطفالها على قوائم انتظار مركز دبي للتوحد، لافتاً إلى أن القدرة الاستيعابية للمركز الجاري لا تزيد على 60 تلميذاً، وهو مملوء بالكامل.

وأشار إلى أن مراكز التوحد تستقبل الاطفال لأكثر من 15 عاماً ما يجعل عدد الشواغر سنوياً قليلاً للغاية حال وجودها، مؤكداً أهمية تأمين مراكز جيدة لاستيعاب أطفال التوحد في سن صغيرة، وحصولهم على الرعاية المبكرة التي تزيل نحو 50% من مشكلات الاضطراب.

وقال العمادي إن التوحد اضطراب غير قابل للشفاء، غير أنه يمكن تحسين حالة المصاب وصولاً إلى مرحلة الدمج في المدرسة أو العمل، في حال تلقى المتوحد الرعاية المبكرة اللازمة، والتأهيل الضروري، لتغيير السلوك الانفعالي لدى المتوحدين.

وأشار إلى أن الدراسات العالمية أكدت أن نحو 10% من المتوحدين عباقرة، مشيراً إلى ان أصحاب التوحد مبدعون في الرسم والموسيقى والعلوم الرياضية وغيرها، وأن العديد منهم حققوا انجازات كبيرة في العالم، غير أن ذلك بحاجة إلى رصد مبكر لموهبة المتوحد، وتنميتها، وصولاً إلى حالة الابداع المنشودة.

وأكد العمادي أن المتوحدين في الدولة ينالون أفضل الرعاية اللازمة، غير انه اعترف ببعض مجالات التقصير مثل رصد المواهب المبكرة، والتأهيل المهني الحقيقي، ووجود مراكز لرعاية المتوحدين فوق سن الـ18 عاماً. ولفت إلى أن التوحد اضطراب عصبي سلوكي وليس اعاقة ذهنية كما يعتقد البعض، مشيراً إلى أن الاعراض الذهنية التي تظهر في بعض أصحاب التوحد ناتجة عن الاعاقة المركبة، حيث يعاني بعض المتوحدين اعاقة ذهنية أو إعاقات أخرى اضافة إلى التوحد. وقال العمادي إن الكلفة المرتفعة لعلاج التوحد التي تراوح بين 140 و400 ألف درهم للطفل الواحد، ترفع من رسوم مراكز التوحد، بحيث لا تتمكن جميع الأسر من تسجيل اطفالها في المراكز الخاصة.

للإطلاع على الموضوع كاملا يرجى الضغط على هذا الرابط.

وتابع أن المراكز الحكومية والأهلية غير قادرة على استيعاب جميع المتوحدين، خصوصاً بعد الزيادة الكبيرة السنوية في أعدادهم، ما يبقي متوحدين خارج إطار الرعاية لسنوات، ويفقدهم مزايا التدخل المبكر. وأكد أن هدف رعاية المتوحدين هو ايصالهم إلى بر الأمان من خلال تدريبهم على الاعتماد على أنفسهم ودمجهم في المدارس للحصول على شهادات علمية، أو تعليمهم حرفة معينة، ليكونوا أشخاصاً منتجين في المجتمع. وأشار إلى أن دولة الإمارات تقدم لأصحاب الإعاقة جميع المزايا المطلوبة، كما أدرجت حقوقهم في البنود القانونية الرئيسة، غير أنها بحاجة إلى مراكز متفوقة في مجال رعاية المتوحدين. وأشار إلى أن المركز الجديد المبني سيكون منارة في المنطقة، كما سيرفع من جاذبية دبي للسياحة والعمل والاستثمار، كون ظاهرة التوحد منتشرة في العالم، وأن أهالي المتوحدين من خبراء ومستثمرين وسياح، يتطلعون إلى وجود مراكز لرعاية أولادهم في البلدان التي يعتزمون السفر إليها.

الأكثر مشاركة