%30 من المتوحدين قادرون على الاندماج بالمدارس العادية. تصوير: تشاندرا بالان

دراسة تؤكد إمكانية اكتشاف التوحد تحت سن 6 أشهر

كشف مدير عام مركز دبي للتوحد محمد العمادي، أن دراسة جديدة أكدت إمكانية الكشف عن اضطراب التوحد في الأطفال الذين تقل أعمارهم عن ستة أشهر، لافتاً إلى أن العلماء اكتشفوا فروقاً في الاتصال العيني بين الأطفال الأصحاء والمصابين منذ الاشهر الأولى.

مبدعون

أفاد مدير عام مركز دبي للتوحد محمد العمادي، أن الإحصاءات العالمية تؤكد أن ما يزيد على 10% من المتوحدين يصنفون ضمن العباقرة في العالم، لافتاً إلى أن نسبة العباقرة بين الأصحاء ضعيفة للغاية. وأشار إلى أهمية الكشف عن اهتمامات أصحاب التوحد وتنميتها لإيصالهم إلى مرحلة الإبداع في أعمالهم، معترفاً بقصور في المراكز المحلية في تقييم مواهب الطلبة، والكشف عن الاهتمامات، فضلاً عن ضعف التأهيل المهني الحقيقي، الذي يؤهل المتوحد لدخول سوق العمل والمنافسة داخله.

الدمج

قال مدير عام مركز دبي للتوحد محمد العمادي، إن نحو 30% من المتوحدين قادرون على الاندماج في المدارس العادية، وإن قدراتهم الذهنية تؤهلهم للالتحاق بزملائهم الطلبة، غير أنهم يحتاجون إلى بعض الرعاية والتدريبات السلوكية، فضلاً عن وجود المشرف المرافق خلال المراحل الأولى من الدمج. وأكد أن العديد من الحالات في الدولة تمكنت من الاندماج في المدارس العادية، وهي مستمرة في الترفع في الصفوف الدراسية، وتمكنت من تكوين صداقات مع الطلبة.

للطلاع علي قائمة المتبرعين، يرجي الضغط على هذا الرابط.

لمشاهدة مقسم تصميم المركز، يرجي الضغط على هذا الرابط.

وقال إن الكشف المبكر عن حالات التوحد سيزيد من أعداد المتوحدين القادمين، وسيتطلب وجود مراكز رعاية جاهزة لاستقبالهم، مؤكداً أهمية اعتبار مراكز التوحد جزءاً من الخدمات الاجتماعية المقدمة لأفراد المجتمع من خلال تأسيس عدد من المراكز في مناطق مختلفة.

وأشار العمادي إلى أن دخول شرائح جديدة إلى مراكز التوحد، وهي الأطفال من سن شهرين إلى ستة أشهر، يتطلب توسيع خدمات تلك المراكز لتكون قادرة على استقبال الاطفال الرضع، فضلا عن البرامج العلاجية المؤهلة لهم، بسبب صغر سنهم، فضلاً عن النطق وغيره من الامور التي لا يتمكن الاطفال في عمر الأشهر من تطبيقها.

وأكد أن الكشف الجديد للتوحد في الاشهر الأولى سيمكن الاطفال وأسرهم من الاستفادة من الرعاية المبكرة في سن صغيرة للغاية، قد تزيد من فرص تطورهم وإزالة أعراض الاضطراب قبل وضوحها التام، لافتاً إلى أن التدخل المبكر في سن ثلاث إلى خمس سنوات يزيل نحو 50% من أعراض الاضطراب، ما يبشر بتطورات علاجية كبيرة.

ودعا العمادي المجتمع إلى التفاعل مع حملة «نتوحد من أجلهم» التي أطلقتها «الإمارات اليوم» بالتعاون مع مركز دبي للتوحد، لاستكمال بناء وتجهيز مركز حديث لأطفال التوحد في دبي، مطالباً الشركات العاملة في الدولة بالوقوف على مسؤولياتها في خدمة المجتمع.

وكان صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، أول المتبرعين للمركز الجديد بقيمة الأرض وأساسات البناء، التي تقدر بنحو 100 مليون درهم.

وقال العمادي، إن الحملة التي تستمر 30 يوماً، تمكنت من جمع 21 مليوناً و500 ألف درهم بعد مرور نحو 26 يوماً على اطلاقها، مؤكداً أهمية تضافر الجهود لجمع الـ50 مليون درهم اللازمة لاستكمال إنجاز المبنى الجديد.

وأشار إلى أن استكمال المبنى الجديد سيخفض معاناة نحو 300 أسرة ينتظر أطفالها على قوائم انتظار مركز دبي للتوحد الحالي، مبيناً أن الكلفة المرتفعة للمراكز الخاصة، ونقص الشواغر في المراكز الأهلية والحكومية، من أهم أسباب بقاء أطفال متوحدين من دون رعاية. وأكد العمادي، أن حصول الأطفال المتوحدين على الرعاية اللازمة يمكنهم من الاندماج في المجتمع، من خلال دمجهم في المدارس العادية، وفي المهن المختلفة، متابعاً أن العديد منهم تمكنوا من الاندماج فعلياً والوصول إلى مراحل متقدمة علمياً ومهنياً.

وقال إن معظم المتوحدين لديهم قدرات إبداعية في مجالات معينة، وإن تنمية تلك المجالات تخلق أشخاصاً مبدعين قادرين على الابتكار في مجالات اهتماماتهم. وأكد أن العديد من المتوحدين النمطيين وصلوا إلى صفوف جامعية متقدمة، وأن بعضهم يدرس في الجامعات، فضلاً عن المبدعين في مجالات الرسم والموسيقى والحساب، وغيرها.

الأكثر مشاركة