بقاء المتوحدين في منازلهم سبب أساسي في تطوّر ردات الفعل السلبية لديهم. من المصدر

آلاف المنشآت في الدولة تتجاهل المسؤولية الاجتماعية

قال مدير عام مركز دبي للتوحد، محمد العمادي، إن 16 رجل أعمال ومنشأة في الدولة شاركوا في دعم حملة «نتوحد من أجلهم» من بين آلاف الشركات العاملة في الدولة، بينها مئات الشركات الكبرى، داعياً تلك الشركات إلى القيام بمسؤولياتها الاجتماعية، والمساهمة الإيجابية في دعم الفئات الضعيفة في المجتمع، والمشاركة في الحملات المجتمعية.

اضطراب سلوكي

أفاد مدير عام مركز دبي للتوحد، محمد العمادي، بأن التوحد اضطراب سلوكي عصبي، وليس إعاقة ذهنية كما يصوره البعض، لافتاً إلى أن حصول الطفل المتوحد على الرعاية اللازمة، يؤهله إلى الاندماج في المجتمع، من خلال السيطرة على انفعالاته وتوجيهها إلى الأسلوب السليم، فضلاً عن أن نمو قدرات التواصل يلغي العديد من الظواهر السلبية في المتوحدين، التي تنشأ عن عدم قدرتهم على التعبـير.

10 % عباقرة

قال مدير عام مركز دبي للتوحد، محمد العمادي، إن 10% من الأطفال المتوحدين يصنفون ضمن فئة العباقرة النادرة في العالم، مشيراً إلى العديد من الإسهامات التي أغنت الحضارة الإنسانية كان أصحابها من فئة التوحد.

وأشار إلى أن المتوحد نمطي، غير أنه قادر على الاعتياد وممارسة أي دور بإتقان شديد للغاية، فضلاً عن وجود خصائص معينة ومواهب في كل متوحد من الممكن تنميتها وإيصالها إلى مرحلة الإبداع في حال تم الكشف عنها مبكراً، مؤكداً أن أول أسباب نجاح المتوحدين هو حصولهم على الرعاية المبكرة التي تعالج نحو 50% من سلبيات الإعاقة.

وأوضح أن تجاهل العدد الأكبر من منشآت القطاع الخاص للحملة، أسوة بغيرها من الحملات الاجتماعية، يفتح باب التساؤل عن مدى مساهمة تلك المنشآت في المجتمع الذي تحقق ضمنه أرباحاً كبيرة ومستمرة، ما يجب العمل على دراسته لتقييم الشركات ومحاسبتها (ثواباً أو عقاباً) وفق مساهمتها الاجتماعية.

وأكد العمادي أن موضوع تجاهل منشآت القطاع الخاص لتقديم أي دعم لأطفال التوحد وغيرهم، أمر ليس جديداً على المركز الذي يتواصل مع تلك المنشآت بشكل مستمر خلال الأعوام الماضية، كونه يعتمد في دخله على التبرعات، ويتواصل مع تلك المنشآت بهدف تأمين التمويل.

وأشار إلى أن عدداً محدوداً من المنشآت يسهم في جميع الحملات الاجتماعية، ويتجاوب مع دعوات التبرع، كونه مؤمناً فعلياً بدوره المجتمعي، بينما بقية المنشآت ليس لها وجود في أي من الحملات الاجتماعية.

وكانت «الإمارات اليوم» أطلقت منذ نحو 28 يوماً، حملة «نتوحد من أجلهم» بالتعاون مع مركز دبي للتوحد، بهدف جمع مبلغ 50 مليون درهم لاستكمال بناء وتجهيز مركز حديث لأطفال التوحد في دبي، وتمكنت الحملة من جمع مبلغ 22 مليون درهم، قدمها رجال أعمال وشركات عاملة في الدولة، ولاتزال الحملة في حاجة إلى 28 مليون درهم، لاستكمال إنجاز المبنى الجديد.

وكان صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، أول المتبرعين للمركز، بقيمة الأرض والأساسات التي تقدر قيمتها بمبلغ 500 ألف درهم.

وقال العمادي إن نجاح الحملة في جمع المبلغ المطلوب، والتمكن من استكمال بناء المبنى الجديد، سيخفف من معاناة نحو 300 أسرة لديها أطفالها على قوائم انتظار مركز دبي للتوحد، لافتاً إلى أن مشكلة التوحد بدأت تطفوا على السطح بعد الزيادة الكبيرة في نسبة التشخيص في المنطقة عموماً والدولة، كونه أحد الاضطرابات التي تحتاج إلى رعاية خاصة مكلفة للغاية، ولا تتمكن جميع الأسر من تأمينها لأولادها.

للإطلاع على الموضوع كاملا يرجى الضغط على هذا الرابط .

وتابع أن ضعف استيعاب المراكز الحكومية والأهلية لأطفال التوحد، وعدم وجود شواغر كافية، أديا إلى زيادة قوائم الانتظار، وجعل العديد من الأسر تعاني كونها غير قادرة على تقديم الخدمات اللازمة لأطفالهم المتوحدين الذين تسوء حالتهم يوماً بعد آخر بسبب عدم حصولهم على التأهيل المناسب.

وأضاف أنه من المعروف أن التوحد اضطراب غير قابل للشفاء، لكنه قابل للتطور والسيطرة على الانفعالات وردات الفعل، والتواصل مع الآخرين، مشيراً إلى أن عزل المتوحدين في منازلهم سبب أساسي في تطور ردات الفعل السلبية لديهم.

 

الأكثر مشاركة