بدعوى إصابتهم بمس شيطاني.. و«دبي للتوحد» تؤكد أهمية الكشف المبكر

أسر تعالج أطفالها المتوحدين بالضرب والكي بالنار

أطفال التوحد بحاجة إلى رعاية دقيقة ومتخصصة. تصوير: تشاندرا بالان

كشفت رئيسة وحدة خدمة المجتمع في مركز دبي للتوحد، سارة باقر، أن أسراً في الدولة، تعالج أطفالها المتوحدين عن طريق الكي بالنار والضرب بسبب جهلها بطبيعة الاضطراب، وظناً منها أن أطفالهم مصابون بمس شيطاني، وفق موروثهم الاجتماعي.

وأشارت إلى أن المركز استقبل أطفالاً موسومين (عليهم علامات حرق بقطع معدنية)، بعد أن وصلت حملات التوعية إلى تلك الأسر، أو تم توجيهها عن طريق المستشفيات عند إصابة الطفل بمرض جسدي ومراجعته أحد المستشفيات، ما دفعهم إلى مراجعة المركز.

وأكدت أن العديد من أطفال التوحد لايزالون يعانون نتائج الجهل بخصائص الاضطراب، ويتعرضون لأنواع من العنف بقصد المعالجة، لافتة إلى أهمية وصول حملات التوعية الاجتماعية إلى كل أسرة في الدولة، خصوصاً المناطق البعيدة.

 للاطلاع على قائمة المتبرعين، يرجى الضغط على هذا الرابط.


لمشاهدة تصميم مركز دبي للتوحد، يرجى الضغط على هذا الرابط.


«محمد بن راشد للإسكان» تدعم المبادرة

بادر موظفو مؤسسة محمد بن راشد للإسكان، لدعم مركز دبي للتوحد، بمبلغ مالي جمعوه من تبرعات الموظفين، الذين رغبوا في مساعدة أطفال التوحد في الدولة.

وقال الموظف في قسم الاتصال الحكومي في المؤسسة والقائم على حملة التبرعات حسين الطنيجي، إن ابراز واقع المتوحدين في الصحيفة، دفعه وزملاءه إلى التعاطف مع أطفال التوحد، وارسال دعوة إلى التبرع عن طريق البريد الالكتروني للمؤسسة والتي حصلت على تجاوب كبير من الموظفين.

وقال الطنيجي أن نحو 70% من موظفي المؤسسة شاركوا في الحملة، ودعموا أطفال التوحد ولو بمبالغ بسيطة.

تصميم لمركز دبي للتوحد مقسم إلى 50 جزءاً، ويمثل كل جزء مليون درهم، تشكل عند جمعها صورة كاملة للمركز الجديد.

ودعت باقر رجال الأعمال والشركات العاملة في الدولة إلى الإسهام في دعم أصحاب التوحد، والمشاركة في حملة «نتوحد من أجلهم» التي أطلقتها «الإمارات اليوم» بالتعاون مع مركز دبي للتوحد، لاستكمال بناء وإنجاز مركز حديث لأطفال التوحد في دبي.

وقالت باقر إن هدف الحملة جمع مبلغ 50 مليون درهم، اللازم لاستكمال بناء وتجهيز المبنى، لافتة إلى أن الحملة نجحت في جمع مبلغ 22 مليون درهم قدمها 16 متبرعاً دعماً للحملة، بينما لاتزال بحاجة إلى مبلغ 28 مليون درهم، لتحقيق هدفها.

وأشارت إلى أنه تم تمديد الحملة حتى نهاية العام الجاري، بعد أن تم إطلاقها في السادس من شهر أكتوبر الماضي، التي كان من المقرر أن تستمر شهراً واحداً، غير أنها لم تستكمل المبلغ المطلوب.

ودعت باقر المشايخ وقيادات المجتمع والمدرسين وغيرهم، إلى التوعية بخصوصية أصحاب الإعاقة، وضرورة الكشف عن حالاتهم طبياً، وإبعاد الأهل عن شكوك المس الشيطاني وغيرها من الأقاويل الاجتماعية، التي تضر بالأطفال ولا تساعدهم على تطوير قدراتهم.

وأكدت أن دور المشايخ في المناطق الشعبية أساسي للغاية، كونهم من الأشخاص الأشد تأثيراً، عدا أنهم الأقدر على نفي وجود مس شيطاني في هؤلاء الأطفال.

وأشارت باقر إلى أن نسبة الوعي في الدولة مرتفعة للغاية، وهو الأمر الذي يظهر جلياً في ارتفاع نسب التشخيص السنوية وعدد الأسر التي تتقدم لتشخيص أطفالها، غير أن بعض الأسر لاتزال بعيدة عن حملات التوعية التقليدية عبر وسائل الاتصال الجماهيري وغيرها بسبب عدم الاهتمام بمتابعة تلك الوسائل خصوصاً القضايا الاجتماعية.

وأكدت باقر على دور حملة «نتوحد من أجلهم» التوعوي، فضلاً عن دورها في تأمين مبلغ الدعم الاجتماعي، مشيرة إلى أن الحملة تمكنت من معالجة مختلف القضايا الخاصة بالتوحد، وسلطت الضوء على خصائص المتوحدين وطباعهم، وحاجاتهم، وهو أحد الأهداف الأساسية في إطلاق الحملة. واعتبرت باقر أن المشكلة الأساسية للمتوحدين تكمن في وعي المجتمع بحالتهم، مبينة أن فئة التوحد من أكثر الفئات المظلومة في المجتمع.

الوعي الاجتماعي

أكدت رئيسة وحدة خدمة المجتمع في مركز دبي للتوحد، سارة باقر، أن نشر الوعي الاجتماعي بخصائص التوحد، يعتبر أحد أهم الأهداف الأساسية للحملة، لافتة إلى أن قيمة التبرعات مهمة للغاية، غير أنها لن تشكل مشكلة في حال وصول حملات التوعية إلى المجتمع، وحصد المتوحدين الاهتمام اللازم. واعتبرت باقر أن نقص الوعي والمعرفة بخصائص المتوحدين واحتياجاتهم، سبب أساسي في ضعف التجاوب مع دعمهم، مؤكدة أن مجتمع الدولة خيّر بطبعه.

تويتر