العمادي: «دبي للتوحد» مركز أهلي غير ربحي
أكد مدير عام مركز دبي للتوحد، محمد العمادي، أن مركز دبي للتوحد مركز أهلي غير ربحي، يعتمد على التبرعات لتأمين المصروفات اللازمة لاستمرار عمله، من دون تحقيق أية أرباح إضافية، لافتا إلى أن رسوم المركز لا تتجاوز 40 ألف درهم، بينما يكلف الطفل الواحد في المركز نحو 140 ألفاً. وكان عدد من رجال الأعمال والمتبرعين، الذين تواصلت معهم «الإمارات اليوم»، أشاروا إلى أن عدم دعمهم للمركز، هو كونه مركزاً خاصاً ربحياً، وفق اعتقادهم، وهو أمر خطأ تماما.
غير قابل للشفاء أكد مدير عام مركز دبي للتوحد، محمد العمادي، أن اضطراب التوحد غير معروف السبب وغير قابل للشفاء، غير أنه قابل لتعديل السلوك، والسيطرة على الانفعالات السلوكية، لافتا إلى أن تداعيات الاضطراب تتقلص لنحو 50%، في حال التدخل المبكر للطفل من سن ثلاث إلى خمس سنوات. المسؤولية الاجتماعية أكد مدير عام مركز دبي للتوحد ضرورة اضطلاع الشركات بدورها في المسؤولية الاجتماعية، مشيرا إلى أن شركات محددة تسهم في الحملات المختلفة، بينما تبقى آلاف الشركات بعيدة، كأن الأمر لا يعنيها، مطالبا الجهات المعنية بإيجاد طرق، للتمييز بين هذين النوعين من الشركات. وقال إن الحملة استمرت أشهرا، وشاركت فيها 18 شركة ورجل أعمال، ما يشكل نسبة لا تذكر من أعداد المنشآت العاملة بالدولة، مقدما الشكر إلى كل من أسهم في دعم أطفال التوحد. لمشاهدة قائمة المتبرعين، يرجي الضغط على هذا الرابط. لمشاهدة مخطط يوضح تصميم لمركز التوحد، يرجي الضغط على هذا الرابط. |
ودعا العمادي رجال الأعمال والشركات إلى دعم حملة «نتوحد من أجلهم»، التي أطلقتها صحيفة «الإمارات اليوم»، بالتعاون مع مركز دبي للتوحد، لاستكمال بناء وتجهيز مركز حديث لأطفال التوحد في دبي. وقال إن الحملة تستهدف جمع مبلغ 50 مليون درهم، لازمة لاستكمال إنجاز المبنى المؤلف من أربعة طوابق، ويستوعب نحو 300 طفل توحد، بينما نجحت حتى الآن في جمع مبلغ 25 مليون درهم.
وأشار إلى أنه من المقرر أن تنتهي الحملة نهاية الشهر الجاري، داعيا رجال الأعمال إلى الإسهام في تخفيف معاناة نحو 300 طفل، موجودون على قوائم انتظار مركز دبي للتوحد، التي تزيد يوما بعد آخر، بسبب زيادة عدد الأطفال المشخصين بالتوحد.
واستغرب العمادي عدم تجاوب المنشآت والأفراد مع الحملة، وضعف الإسهام في حماية أطفال التوحد، على الرغم من العرض المكثف لحالات المتوحدين، ولطبيعة الاضطراب، غير القابلة للشفاء، ومعاناة أسرة المتوحدين، وارتفاع تكاليف العلاج في المراكز الخاصة.
وأوضح أن كلفة علاج المتوحد في المراكز الخاصة، تصل إلى 400 ألف درهم، وهو المبلغ الذي تعجز معظم الأسر عن تأمينه، لافتا إلى أن علاج التوحد يكلف المراكز مبالغ طائلة، إضافة إلى طبيعة تصميم المراكز، التي تحتاج إلى مسابح وأندية رياضية، إضافة إلى العلاج بالدلافين وركوب الخيل، وجميعها طرق مكلفة للغاية.
وتابع أن المتوحدين بحاجة إلى اخصائيين في العلاج الوظيفي والنطق، فضلا عن اخصائيين في تدريب المهن، وهو ما يندر وجوده بالمنطقة، لذلك يكلف استقدامهم مبالغ طائلة.
وأشار العمادي إلى أن الحملة لاتزال بحاجة إلى 25 مليون درهم، داعيا أصحاب الخير إلى تأمين المبلغ المطلوب، مبينا أن صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، كان أول المتبرعين للحملة بمبلغ 100 مليون درهم، تشمل قيمة الأرض والأساسات.
وأكد أن نجاح الحملة سيخفف معاناة أكثر من 300 أسرة، وسيمنح أطفال التوحد أملا في مستقبل جيد، بعد إدراجهم في الرعاية المبكرة التي تخفف نحو 50% من أعراض الاضطراب، ما يهيئهم للدمج في المجتمع، خصوصا بالمدارس العادية.
وأوضح العمادي أن الهدف الأول من بناء المركز المتكامل هو تأمين دمج المتوحدين في المجتمع، وفي المدارس العادية من خلال تلقيهم الرعاية اللازمة، وأنواع العلاجات والتدريبات المختلفة، بحيث يتحولون إلى أشخاص منتجين، بدلا من الاتكال على من يخدمهم مدى حياتهم.
وتابع أن العديد من الأشخاص يستهينون بقدرات أصحاب التوحد، مشيرا إلى أن نحو 10% من المتوحدين يصنفون في صفوف العباقرة، مؤكدا أن نسبة كبيرة من أصحاب التوحد لديها إبداع وإتقان في مجال معين، يجب على المختصين اكتشافه وتنميته، خصوصا أن عمل المتوحد يتسم بالدقة البالغة. وقال إن العديد من المتوحدين في العالم مدرسون في الجامعات، ومبتكرون وفنانون، على الرغم من إعاقاتهم.
وأكد العمادي أن العلاجات المعتمدة في التوحد هي علاجات تدريبية، تعتمد على تعديل السلوك، مشيرا إلى أن العلماء لم يؤكدوا نجاح أي علاج طبي أو دوائي حتى اليوم، على الرغم من نجاح بعضها في بعض الحالات.