مقاهٍ تقدم «شيشة» بين البنايات..وبقالات تبيع سجائر دون ترخيص
كشفت جولة لـ«الإمارات اليوم» في إمارات دبي والشارقة وعجمان، أمس، عن مخالفات لقانون التبغ، في اليوم الأول لبدء سريان تطبيقه في الدولة.
ورصدت الصحيفة بالصورة والفيديو مقاهي وسط المناطق السكنية، تقدم شيشة لزبائنها، أمس، مخالفة اللائحة التنفيذية للقانون، وكانت رائحة الشيشة واضحة حول تلك المقاهي لمسافة أمتار عدة، كما تم رصد بقالات تبيع السجائر دون ترخيص، وتقدمها عند نقاط دفع الحساب، إلى جانب بيع سجائر لأطفال صغار، بالمخالفة للقانون الجديد.
وأكدت رئيسة فريق مكافحة التبغ في وزارة الصحة، الدكتورة وداد الميدور، أن ما رصدته «الإمارات اليوم» من تقديم للشيشة وبيع للسجائر دون ترخيص، «مخالفة للائحة القانون التي دخلت حيز التنفيذ منذ أمس».
وأضافت «على سلطات كل إمارة تنفيذ مواد القانون، ومخالفة غير الملتزمين»، متوقعة أن «يستغرق الالتزام بالقانون بعض الوقت».
وبدأت جولة «الإمارات اليوم» في منطقة «ناشيونال سيتي»، اذ كان لافتاً أن مقاهي قائمة اسفل بنايات سكنية تقدم خدماتها بالصورة المعتادة، وتستقبل الزبائن وتقدم لهم الشيشة، دون أي التزام بمواد القانون.
القرار لم يطبق
وفي منطقة الممزر في دبي، كانت مقاه متلاصقة أسفل البنايات تمارس عملها بالصورة المعتادة قبل صدور القانون، وقدمت لهم الشيشة في المنطقة المزدحمة بالسكان.
وسألت «الإمارات اليوم» شباباً عرباً يقدمون الطلبات: «أليست الشيشة ممنوعة في المقاهي القريبة من البنايات؟!» فأجاب أحدهم «لم تمنع بعد»، وقال آخر «القرار لم يطبق».
وفي إمارة الشارقة، طافت الصحيفة أمس، في مناطق المجاز وأبوشغارة، ودوار الساعة، وتبين أن البقالات ومحال السوبر ماركت أخفت علب السجائر، ورفض بائعوها بيعها، وقال بائعون «انهم متوقفون عن بيع السجائر منذ فترة بأمر من البلدية».
لكن سكاناً في الشارقة رووا للصحيفة أن بعض البائعين من دول آسيوية يخفون علب السجائر اسفل منطقة الدفع، ويخرجونها للزبون الموثوق به أو الذي يسكن في البناية نفسها.
مخالفات في عجمان
وفي عجمان، كانت البقالات تبيع السجائر في مناطق الدفع بصورة معتادة دون أي تخوف أو قلق من القانون.
واشترت «الإمارات اليوم» علب سجائر من مختلف الأنواع من بقالات عدة، ولم يعترض بائعون على التقاط صور لهم أثناء البيع، أو التقاط صور لموقع عرض علب السجائر في واجهة المتجر أو عند نقاط الدفع (الكاشيير).
وقالوا إنهم «ليس لديهم علم بصدور قانون، ولم يطلب منهم أحد الحصول على ترخيص لبيع السجائر».
وإلى جانب البقالات، كانت كثير من المقاهي تقدم الشيشة للزبائن، وبعضها يقدمها على الأرصفة وسط البنايات السكنية.
وكان واضحاً أن العاملين في تلك المقاهي ليس لديهم علم بالقانون الجديد، ومن يعلم منهم بالقانون يجهل موعد تنفيذه.
وقال سكان في مناطق قريبة من كورنيش الإمارة، إنهم توقعوا ان تطبيق القانون سيحميهم من رائحة الشيشة التي تصل إلى شققهم ليلاً ونهاراً، لكنهم اصيبوا بإحباط مع أول أيام التطبيق.
وتلزم اللائحة «جميع المنشآت التي تعرض أو تبيع أو ترغب في عرض أو بيع التبغ أو منتجاته التقيّد بالحصول على ترخيص من السلطة المختصة، ووضع نسخة من الترخيص في مكان ظاهر بالمنشأة، وعدم عرض أو بيع التبغ أو منتجاته بجوار أماكن عرض أو بيع السلع والمنتجات الغذائية أو الصحية، أو المنتجات والسلع المخصصة للأطفال، وعدم عرض التبغ أو منتجاته في مراكز البيع عند نقاط الدفع، ويراعى أن تكون في أبعد موقع عن نقطة الدفع داخل المحل».
«مقاهي الشيشة»
ينظم القانون عمل مقاهي الشيشة وما يماثلها، إذ تحظر هذه الأنشطة في المناطق السكنية، ولا ترخص إلا في أماكن محددة، بحيث تبعد 150 متراً من المكان المرخص والبنايات السكنية أو الأحياء السكنية.
وحددت اللائحة أوقات عمل المقاهي، من الساعة الـ10 صباحاً حتى الساعة الـ12 بعد منتصف الليل.
تجاوز القانون
نقلت «الإمارات اليوم» المشاهد التي رصدتها إلى الدكتورة وداد الميدور، بوصفها رئيسة فريق مكافحة التبغ في وزارة الصحة، والتي شاركت في وضع القانون ولائحته التنفيذية.
وعلقت الميدور على هذه المشاهد بأنها «تجاوز للقانون، يستدعي تطبيق العقوبات على المخالفين».
وأضافت أن «الجهات الحكومية المعنية بتطبيق القانون أرسلت لها خطابات تشرح القانون، وعلى علم باللائحة التنفيذية، وعلى علم بأن اللائحة دخلت حيز التنفيذ ابتداء من أمس»، مضيفة أن «الجهات المحلية مثل البلديات والدوائر الاقتصادية كان لها ممثلون في لجنة وضع اللائحة التنفيذية للقانون، وعلى علم بكل بنودها».
وتابعت، أن «هذه الجهات ليس لها عذر في عدم التطبيق، ومنح مهلة ستة أشهر للمقاهي والمتاجر للالتزام بالقانون، فترة كافية لتعديل أوضاعها»، مضيفة «نتوقع أن يستغرق الالتزام الكلي بالقانون بعض الوقت».