مختصون ينصحون بعدم الاختلاط بها
اتهامات طبية للإبل بـ «احتضان كورونا»
كشفت أبحاث علمية، أصدرتها حديثاً جهات صحيّة وبحثيّة كبرى، أن بعض أنواع الإبل، هي السبب في نقل فيروس كورونا إلى البشر، فيما دعا مختصون طبّيون، المواطنين والمقيمين إلى تجنب الاقتراب من مزارع الإبل، لتفادي الإصابة بالفيروس.
وقالت دراسة نشرتها كلية الطب، في جامعة الملك عبدالعزيز السعودية، على موقعها الإلكتروني، أخيراً، إنه بعد وفاة أحد المصابين تم عزل الفيروس منه، وتبين للباحثين أنه متطابق تماماً، مع جَمل كان يملكه المتوفى، ما يعزز الرأي بأن الإبل هي الحاضنة لفيروس كورونا، وتنقله إلى الإنسان».
ونصحت الدراسة «بالابتعاد قدر الإمكان عن أماكن تجمع الإبل، وعدم التعامل معها، إلا في حال الضرورة القصوى».
إجراءات احترازية أكدت هيئة الصحة في أبوظبي، أنها «بالتنسيق مع وزارة الصحة والهيئات الصحية والجهات المعنية في الدولة، اتخذت الإجراءات الاحترازية اللازمة بشأن فيروس كورونا، وفقاً للتوصيات العلمية الشروط والمعايير المعتمدة من منظمة الصحة العالمية، وأن الجهات الصحية كافة تعمل على مدار الساعة لرصد ومراقبة الوضع الصحي العام». وتطمئن الهيئة الجمهور حول الوضع الصحي العام، ناصحة المواطنين والمقيمين كافة بالتقيد بالإرشادات الصحية العامة، للحدّ من انتشار الأنفلونزا والالتهابات التنفسية المعدية. |
وتفصيلاً، قال رئيس شعبة الأمراض الصدرية في جمعية الإمارات الطبية، الدكتور بسام محبوب، لـ«الإمارات اليوم»، «إن أبحاثاً علمية ربطت بين تزايد الإصابة بفيروس كورونا، المسبب لمتلازمة الشرق الأوسط التنفسية، والاختلاط بالإبل».
وأضاف محبوب: «حتى الآن مازالت الآراء تتجه إلى صحة الأبحاث الداعية إلى الابتعاد عن حظائر الإبل، لحين ثبوت ما ينفي صحة هذه الدراسات».
واتفق معه خبير مكافحة الفيروسات في منطقة الخليج، الدكتور وليد يوسف، موضحاً أن «الفيروسات الخطرة تنتقل من الحيوان إلى الإنسان، وهو ما شهده العالم، خلال تعامله مع أنفلونزا الطيور، ثم فيروس H1N1، الذي ثبت أن مصدره الخنازير».
وتابع أنه «إلى الآن الإبل متهمة بأنها حاضنة الفيروس، وهي السبب في انتقاله إلى الإنسان، وفقاً لأبحاث عدة أجريت في السعودية»، مضيفاً: «لابد من استخدام المواد القاتلة للفيروسات في مزارع الإبل، وعلى المتعاملين معها اتباع وسائل التعقيم الفعّالة، لتجنب الإصابة بالفيروس».
ولفت إلى وجود «مواد معقمة أثبتت فعاليتها في القضاء على الفيروسات في المزارع والمنشآت بوقت قليل، وهذه المواد أجازتها هيئات مكافحة الفيروسات والعدوى في الولايات المتحدة الأميركية ودول كبرى».
إلى ذلك، قال خبير الإدارة الصحية في السعودية، الدكتور عمر بن إسماعيل العاوور، لـ«الإمارات اليوم»، إن «الأبحاث التي أجريت حتى الآن دانت الإبل ذات السنام الواحد، بالتسبب في نقل الفيروس للبشر، لكن هناك دراسات أخرى أجريت على المصابين، أظهرت أن النسبة الكبرى من المرضى لم يتعاملوا مع الإبل».
وتابع: «نحن مطالبون باتخاذ الحيطة والحذر، حتى يثبت بالدليل القاطع أن الإبل ليست هي المسؤول الرئيس عن نقل الفيروس للبشر».
من جانبه، قال رئيس شعبة الأمراض المُعدية في كلية الطب في جامعة الملك عبدالعزيز، الدكتور طارق مدني، إن «أبحاثاً أجرتها الكلية نجحت في إثبات علاقة الإبل بنقل (كورونا) للإنسان».
وذكر مدني، في تقارير صحافية سعودية، أن «أحد المرضى (44 عاماً)، أُودع غرفة العناية المركزة في نوفمبر الماضي، ولم يستجب للعلاج، وتوفي بعد 15 يوماً، وتم تأكيد إصابته بفيروس كورونا، الذي تمكنت طواقم المختبر من عزله وتحديد تسلسله الجيني».
وأضاف «تمكنا مع فريق طبي مختص من عزل هذا الفيروس من واحد من تسعة جمال كان يملكها المريض، وتم أيضاً تحديد التسلسل الجيني له، وكان مطابقاً بنسبة 100% للفيروس المعزول من المريض، كما تم اكتشاف أجسام مضادة للفيروس في كامل قطيع الإبل، البالغ عددها تسعة، ثبت أنها ظهرت لديها هذه الأجسام المضادة، قبل إصابة مريضنا بالمرض، وعليه أثبتنا لأول مرة على مستوى العالم، أن الجمل كان مصدر انتقال الفيروس للمريض».
ولفت إلى أنه «يمكن أن ينتقل الفيروس للإنسان عن طريق الاحتكاك المباشر مع الإبل المصابة به، حيث يمكن أن يسبب أعراضاً شبيهة بالأعراض التي يُصاب بها الإنسان كالرشح والحمى، علماً بأن أغلب الحالات المسجلة بالعالم انتقلت بين الأشخاص من شخص إلى آخر، ولم يكن لديها احتكاك مباشر بالإبل المريضة».
إلى ذلك، قالت وزارة الصحة في الدولة وهيئة الصحة في أبوظبي، إنهما «تتعاملان مع مستجدات الإصابة بالفيروس بشفافية كاملة، لإطلاع وتوعية الجمهور بالوضع الراهن».
وقالت وزارة الصحة، إن منظمة الصحة العالمية، أكدت أن الفيروس لا يشكل قلقاً على الصحة العامة في الوقت الحالي، وإنه لا يتطلب أية إجراءات لحظر السفر إلى أي دولة في العالم، ولا يتطلب إجراء فحوص مبكرة في منافذ الدولة ولا فرض أي قيود على التجارة.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news