صحتي

التجمهر في الحوادث

شاب في عمر الزهور يخرج من منزله بعد وداع أمه الحنون، تدعو الله له بالسداد والتوفيق، ينتظره مستقبل مشرق ليسهم في بناء الوطن، لكن تجري الرياح بما لا تشتهي السفن، فيتعرض لحادث مروع، فتذبل أوراقه أمام مرآى المتجمهرين وهو في أشد الحاجة لإسعافه وإنقاذ حياته من قبل الجهات المختصة، ولكن تحول ظاهرة التجمهر وازدحام سيارات الفضوليين في موقع الحادث دون ذلك، وكلنا يعلم أن الدقائق، بل الثواني، في هذه المواقف لها قيمة كبيرة وقد تحدد إنقاذ حياة الشخص من عدمه.

«أيها الفضولي أنت تعيق أعمال الإنقاذ والإسعاف، وتمنع وصول المسعفين والمنقذين إلى الحادث بسبب فضولك».

علاوة على ذلك، يعرّض المتجمهرون حياتهم وحياة الآخرين للخطر بشكل أو بآخر، نتيجة التوقف المفاجئ في الطرق السريعة أو التجمع في مكان الحدث لمجرد الفضول وإصرار البعض على معرفة ما يجري، هذا السلوك السلبي يحول دون سرعة إنقاذ وإخلاء المصابين في حوادث الطرق والحرائق والغرق، وغيرها من الحوادث.

أيها الفضولي أنت تعيق أعمال الإنقاذ والإسعاف وتمنع وصول المسعفين إلى الحادث بسبب فضولك في التجمهر حول المصاب، فماذا قدمت له ولأهله غير الحسرة والندم، وبعد أن يفارق المسكين الدنيا تذهب أنت في حال سبيلك غير مبالٍ أو مكترث بما سببته من آلام وحسرات لأناس لا تعلمهم.

أخي، أختي، ما موقفك لو كان المصاب ذا صلة بك، هل ستقف متفرجاً مع الجمهور لإعاقه عمل الإسعاف أم ستكون عوناً لرجال الأمن باتباعك توجيهاتهم في موقع الحادث؟ قد يكون قريباً لنا، أو أن أحدنا هو المصاب في يوم من الأيام، فلنسهم جميعاً في تغيير هذه الظاهرة السلبية ولنعامل الآخرين كما نحب أن نعامَل، ولنتكاتف معاً ولنبدأ بأنفسنا بعدم التجمهر، ولتعلم أنك بعدم تجمهرك تسهم في إنقاذ حياة المصاب.

ألا فلنغير ثقافتنا وثقافة الآخرين عند رؤيتنا حادثاً ونبادر بالاتصال بالجهات المختصة، لأنها أدرى وأعلم بكيفية التعامل وإنقاذ الأرواح الغالية.

مازالت الأم شاحبة الملامح تنتظر عودة فلذة كبدها.

فني طب طارئ مؤسسة دبي لخدمات الإسعاف

aabdulhakeem@dcas.gove.ae

 

تويتر