سميرة أحمد وفايز السعيد وعلي حمد في خيمة التبرع.. وإقبال كبير في اليوم الثاني من الحملة
مسنون وأطفال يتقدمون صفوف المتبرعين في «دمي لوطني»
تواصلت في القرية العالمية، أمس، حملة «دمي لوطني» التي تهدف إلى توفير كميات كبيرة من وحدات الدم لمرضى الثلاسيميا، ومصابي الحوادث، والحالات المرضية الخاضعة لعمليات جراحية.
وشهد اليوم الثاني من الحملة، التي تقام برعاية سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي، رئيس المجلس التنفيذي، إقبالاً كبيراً من المواطنين والمقيمين من الجنسيات كافة، ممن قدموا خصيصاً إلى القرية العالمية للتبرع بالدم.
وكان لافتاً وجود راغبين في التبرع من كبار السن، إلى جانب أطفال أبدوا رغبتهم في التبرع، وتقدموا صفوف المتبرعين، وتم الاعتذار عن قبول تبرعهم لأسباب صحية.
وشهد مقر الحملة التي تنظمها «الإمارات اليوم» و«خدمة الأمين» في شرطة دبي، وهيئة الصحة في دبي توافد متبرعين بالمئات، وعدد كبير من الفنانين والرياضيين، والشخصيات العامة، لدعم المبادرة بدمهم.
فريق التطوع تولى تنظيم الحملة فريق من المتطوعين من «مركز دبي للتطوع» التابع لهيئة تنمية المجتمع، وضم الفريق 20 متطوعاً ومتطوعة من المواطنين. وقالت المتطوعة، شيخة خليفة، إن الفريق تولى استقبال المتبرعين وتسجيلهم وإرشادهم لإجراءات التبرع ومرافقتهم حتى انتهاء مهمتهم. وكان أصغر المتطوعين زيد علي السعدي (14 عاماً) الذي شارك في الاستقبال والترحيب بالمتبرعين. |
ومن بين الراغبين في التبرع، كانت المواطنة الثمانينية عائشة سالم مسعود، وهي مريضة بالقلب، وتعاني فقد إحدى عينيها، وعلى الرغم من ذلك قدمت خصيصاً إلى القرية العالمية للتبرع بالدم، تعبيراً عن حب الوطن، وحتى تكون قدوة للأجيال الأصغر منها، كما قالت، في التبرع بالدم.
وتوجهت الجدة (عائشة) بمقعدها المتحرك إلى المنظمين طالبة التبرع بالدم، فتم الاعتذار لها كون الشروط الصحية تمنع الحصول على تبرع بالدم من كبار السن، لكنها تمسكت بطلبها، وبعد جهد كبير من الطاقم الطبي في الحملة اقتنعت، وقررت أن تبقى على باب خيمة التبرع لاستقبال المتبرعين والترحيب بهم.
وفاجأت المواطنة المسنة المنظمين بأنها حضرت على مدار يومَي التبرع للترحيب بالمتبرعين، بل وقفت أمام باب خيمة التبرع لتدعو المارة إلى التبرع بالدم.
وفاجأ الطفل محمد عادل (سبع سنوات) المنظمين برغبته في التبرع بالدم، وأصر على طلبه، لكن حين علم أن الأطفال لا يسمح لهم بالتبرع، قرر أن يكون متطوعاً في أعمال التنظيم وإرشاد المتبرعين.
وقال حسين البلوشي، وهو متطوع تولى استقبال المتبرعين، إن الطفل (محمد) أثار مشاعر المنظمين حين انهمر في البكاء، بعدما تم الاعتذار له عن صعوبة قبول تبرعه بالدم.
وكان من بين المتبرعين الفنانة سميرة أحمد، التي اعتبرت أن تبرعها بالدم هو أقل ما يمكن أن تقدمه للوطن.
وقالت لـ«الإمارات اليوم»: «هذه الحملة أتاحت لنا الفرصة لنعبر عملياً عن حبنا للوطن، والتبرع بالدم يحمل معاني إنسانية سامية، لأننا نسهم في إنقاذ حياة إنسان مريض يحتاج إلى كل قطرة دم».
ودعت الفنانة الإماراتية المواطنين والمقيمين من مختلف الجنسيات إلى المشاركة في الحملة، والتبرع بالدم في مركز دبي للتبرع بالدم ليسهموا بدمهم في إنقاذ مرضى ومصابي الحوادث، ويبرهنوا عملياً على انتمائهم وحبهم للوطن.
أما المطرب والملحن فايز السعيد فأبدى سعادة كبيرة بالمشاركة في الحملة، من خلال التبرع بالدم، وقال «أتمنى أن أكون قد قدمت مساهمة بسيطة في هذه الحملة الإنسانية الكبيرة، التي يرعاها سمو ولي عهد دبي».
وأضاف «نحن في بلد الخير والعطاء، وبهذه الحملة نقدم العون لمرضى الكلى والسرطان ومصابي الأمراض المزمنة، فهم في أمسّ الحاجة إلى كل تبرع بالدم».
وبعد دقائق من مغادرتها مقر الحملة، وجهت الفنانة هيفاء حسين تغريدة إلى متابعيها دعتهم إلى التبرع بالدم في حملة «دمي لوطني».
وقالت عبر صفحتها على «إنستغرام»: «أخيراً تبرعت بالدم، وأدعو الجميع أن يبادر بالتبرع لكل محتاج للدم، هذا واجبنا تجاه الوطن. وأكيد نقتدي بقادتنا، ربي يحفظهم، وننفذ دعواتهم، دمي فداء».
وقدم الحكم الدولي، علي حمد، إلى القرية العالمية، للتبرع في الحملة، للعام الثاني على التوالي، مؤكداً أن تبرعه بالدم رسالة لجميع محبي الرياضة بضرورة الحرص على التبرع بالدم للإسهام في إنقاذ المرضى.
وأضاف حمد: «كثيرون يخشون التبرع بالدم حفاظاً على صحتهم، لكنهم لا يعلمون أن التبرع بالدم يفيدهم صحياً إذ يجدد إنتاج الخلايا، ويجدد الدورة الدموية».
وشهدت قاعة التبرع توافد أعداد كبيرة من المواطنين الذين حرصوا على اصطحاب أطفالهم، كما شهدت إقبالاً من أسر عربية وآسيوية.
وقال المواطن فايز عمر إنه قدم من إمارة الفجيرة ليشارك في الحملة بالتبرع بالدم، متمنياً أن تقام حملات للتبرع بالدم على مدار العام في مدن الدولة كافة.
واعتبر المقيم المصري، سيد منير، أن التبرع بالدم من المقيمين «رسالة حب وامتنان إلى دولة الإمارات التي يعيشون على أرضها بخير وسلام وأمان».
ومن مركز دبي للتبرع بالدم قال عبدالرحمن عبدالغفور البلوشي إن الإقبال على التبرع بالدم كان كبيراً جداً، مشيراً إلى أنه يشارك في حملة «دمي لوطني» في دوراتها الثلاث، وشاهد هذا العام إقبالاً كبيراً من مختلف الجنسيات والأعمار ما يبشر بتزايد ثقافة التبرع بالدم في المجتمع.
الحملة مستمرة
دعت الحملة الجهات والمؤسسات والهيئات الحكومية إلى التبرع بالدم على مدار العام. وأفاد منظمو الحملة بأن «دمي لوطني» مستمرة على مدار العام في جمع تبرعات الدم من أي منطقة في الإمارة، لتوفير الدم للمرضى ومصابي الحوادث. ودعا المنظمون الهيئات إلى التواصل مع مركز دبي للتبرع بالدم في مقره، في حرم مستشفى لطيفة بدبي، لتوجيه حافلة التبرع إلى مقر الهيئة التي يرغب موظفوها في التبرع بالدم.
فريق رحالة دبي
فاجأ فريق رحالة دبي «دبي رايدرز» منظمي الحملة بقدومه إلى مقر القرية العالمية للتبرع بالدم.
وطاف الفريق المكون من 10 مواطنين حول خيمة التبرع بدراجاته النارية لدعوة المواطنين والمقيمين من زوار القرية إلى التبرع بالدم، ثم تبرع أعضاء الفريق بدمهم.
وقال سامي حسن، عضو الفريق، إنهم يشاركون في الفعاليات المجتمعية كافة، وسبق لهم أن طافوا دولاً أوروبية للترويج لـ«إكسبو دبي»، مضيفاً أن «هذه حملة إنسانية، وأقل شيء نقدمه للوطن التبرع بالدم».
150 هندياً
استقبلت الحملة وفداً هندياً ضم أكثر من 150 شخصاً تبرعوا بالدم. وقال منسق الوفد، بالا يمسلين، إن أبناء الجالية الهندية يتبرعون بالدم للعام الثالث على التوالي عبر حملة «دمي لوطني». وأضاف أن عدداً كبيراً رغب في التبرع، لكن ظروف عملهم حالت دون ذلك، مؤكداً أنهم سيتبرعون بالدم في مركز دبي للتبرع بالدم.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news