انخفاض احتمالات السكتة القلبية بعد 24 ساعة من الإقلاع عن التدخين
كشفت العيادة الذكية بهيئة الصحة في دبي أن احتمالات الإصابة بالسكتة القلبية تنخفض بعد مرور 24 ساعة عن التدخين، وتتحسن الدورة الدموية ووظائف الرئة لدرجة تصل إلى 30% تقريباً، خلال الفترة بين أسبوعين وثلاثة أشهر، مشيرة إلى أن تدخين ساعة واحدة من الشيشة يعادل تدخين 200 سيجارة، وأن «المدواخ» لا يقل خطورة عن الشيشة والسجائر.
أعراض أكدت العيادة الذكية في هيئة الصحة في دبي أن من أعراض الانسحاب عن التدخين جفافاً مؤقتاً للفم واللسان، وصداعاً، واضطرابات النوم، وشعوراً بعدم الاستقرار، وزيادة النهم للأكل والتوتر والانفعال، إضافة إلى السعال. ونصحت بأهمية ممارسة النشاط البدني للتخفيف من الانفعالات والتوترات للتغلب على الرغبة في التدخين، والإكثار من شرب الماء والسوائل، واستشارة الطبيب عند الحاجة إلى ذلك، وعدم مخالطة المدخنين لتجنب مضاعفات التدخين السلبي الذي يتسبب في وفاة 600 ألف شخص على مستوى العالم حسب إحصاءات منظمة الصحة العالمية. |
وتفصيلاً، انعقدت العيادة الذكية، أمس، بحضور استشاري طب الأسرة ورئيس شعبة الأمراض الحادة والمزمنة، الدكتورة حنان عبيد، والمختصة في طب الأسرة بقطاع الرعاية الصحية الأولية بالهيئة، الدكتورة نسرين قاعود، اللتين ناقشتا أضرار التبغ وتأثيراته السلبية في الفرد والمجتمع، والجهود التي تقوم بها الهيئة لنشر الوعي والتثقيف الصحي، والمساعدة على الإقلاع عن هذه العادة الضارة.
وحذرتا من مخاطر التبغ الذي يتسبب في أمراض القلب والشرايين وأمراض الرئة والجهاز التنفسي، والسكتة الدماغية، وأمراض اللثة والأسنان، وهشاشة العظام، وأمراض الغدة الدرقية وقرحة المعدة والاثنى عشر.
واستعرضت المشاركتان الخدمات التي تقدمها عيادتا الإقلاع عن التدخين في الهيئة، الموجودتان في مركزي البرشاء والطوار الصحيين، ومنها تقييم حالة المريض، والتعرف إلى درجة إدمانه على النيكوتين، وإجراء الفحوص المتعلقة بقياس أول أكسيد الكربون في الرئة، وقياس وظائف الرئة والمؤشرات الصحية، كالوزن، وضغط الدم، وأشعة الصدر، وتخطيط القلب، والفحوص المخبرية، وتقديم المشورة للعميل حول أنسب الطرق للإقلاع عن التدخين، بعد التعرف إلى الرغبة الحقيقية في الإقلاع عن التدخين.
وأشارتا إلى ارتفاع نسبة الإقلاع عن التدخين لدى المراجعين في عيادتي مركزي البرشاء والطوار إلى 17% العام الماضي، بعد أن كانت 14% عام 2013، ولفتتا إلى حملات التوعية التي نفذتها الهيئة خلال العام الماضي، ووصل عددها إلى 313 حملة صحية، استفاد منها 37 ألف شخص على مستوى الدولة، كما تم تنفيذ 20 ورشة عمل للتوعية بمضار التدخين، استفاد منها 1200 طالب.
وقالت المشاركتان إن من المعتقدات الخاطئة لدى المدخنين الاعتقاد بعدم خطورة تدخين الشيشة، مع أن ساعة واحدة من تدخينها تعادل تدخين 200 سيجارة، موضحتين أن التدخين أحد أخطر الأسباب الرئيسة للعجز والوفاة، حيث يحتوي دخان مادة التبغ على أكثر من 4000 مادة كيميائية، بينها ما لا يقل عن 250 مادة سامة، وأكثر من 50 مادة مسرطنة.
وأضافتا أن تدخين «المدواخ» لا يقل ضراراً وخطورة عن السجائر والشيشة، لاحتوائه على نسبة عالية من مادة التبغ، فيما يحتوي التبغ الممضوغ على مواد كيميائية تسبب سرطان الشفتين واللسان والفم، مشيرتين إلى تأثير التدخين على المرأة، ودوره في سرطان عنق الرحم، واضطرابات الدورة الشهرية، ومشكلات الإخصاب والإجهاض، إضافة إلى تأثيره السلبي في الأطفال وتسببه في الالتهاب الرئوي الحاد، والتهاب الشعب الهوائية، والموت المفاجئ.
وأكدتا ضرورة التفكير الجاد في الإقلاع عن تعاطي التبغ، الذي يتسبب في وفاة ستة ملايين شخص حول العالم سنوياً ـ حسب إحصاءات منظمة الصحة العالمية ـ وهو رقم مرشح للارتفاع إلى ثمانية ملايين عام 2030، ما لم تتم مضاعفة جهود التوعية في هذا المجال.
وقالت المشاركتان إن هناك فوائد عدة للإقلاع عن التدخين مع مرور الزمن، منها انخفاض مستوى أول أكسيد الكربون في الدم، وارتفاع مستوى الأوكسجين إلى المستوى الطبيعي خلال ثماني ساعات، من بدء الإقلاع عن التدخين، وانخفاض احتمالات الإصابة بالسكتة القلبية بعد 24 ساعة، وتحسن الدورة الدموية ووظائف الرئة لدرجة تصل إلى 30% تقريباً، خلال فترة من أسبوعين إلى ثلاثة أشهر، فضلاً عن انخفاض معدلات الكحة والانسدادات الأنفية، والتعب، وقصور التنفس، وتحسن قدرة الجسم بصورة عامة، خلال شهر إلى تسعة أشهر، وانخفاض احتمالات الإصابة بمرض القلب التاجي بنسبة 50% خلال سنة من الإقلاع عن التدخين، وانخفاض مخاطر الإصابة بالسكتة الدماغية إلى الحد الطبيعي خلال خمس سنوات، وانخفاض معدل الوفاة بسبب سرطان الرئة إلى النصف، وانخفاض احتمالات الإصابة بسرطان الفم والحنجرة والكلى والمثانة والبنكرياس خلال 10 سنوات، وانخفاض احتمالات الإصابة بمرض القلب التاجي، لتصبح مثل غير المدخنين خلال 10 سنوات.