مزارعو الذيد يؤكّدون خلوّ البطيخ المحلي من الثقوب
أكد أصحاب مزارع بطيخ في مدينة الذيد، التابعة لإمارة الشارقة، خلو ثمار البطيخ المحلية من أي أضرار أو ثقوب في أغلفتها الخارجية.
وقالوا إن ما يصيب البطيخ المحلي من آفات زراعية وفطريات، عادة، يتسبب في تغير شكل وحجم الثمرة فقط، نافين وجود آفات مثل خنفساء القرعيات في محاصيلهم.
وأكد مدير بلدية الذيد، علي مصبح الطنيجي، أن البطيخ المحلي سليم بنسبة 100%، مشيراً إلى أن البلدية نفذت جولة على الأسواق، وتفقدت ثمار البطيخ المتداولة فيها، ولم ترصد أي ثقوب في أغلفته الخارجية، أو أي أضرار أخرى.
وكانت البلدية قد صادرت، الأسبوع الماضي، نصف طن من البطيخ الإيراني المستورد، لاحتوائه على ثقوب عدة في أسطحه الخارجية، وأرسلت عينة منه إلى مختبر بلدية الشارقة لمعرفة مسبباتها.
وقالت وزارة البيئة والمياه، في بيان صحافي، إن الفحوص الأولية أشارت إلى وجود آثار لإصابة قديمة بحشرة ثمار «خنفساء القرعيات» التي أكملت دورة حياتها، ولا وجود للحشرة أو أي طور من أطوار حياتها في الثمرة.
الثمار المستوردة
ثقوب البطيخ
أكد مدير بلدية الذيد، علي مصبح الطنيجي، عدم وجود أي ثقوب أو أي أضرار أخرى في أغلفة البطيخ المحلي، المتداول في أسواق المدينة. وتابع: «بعد مصادرة البطيخ الإيراني، نفذت جولة ميدانية في أسواق المدينة على مدى أيام متتالية، وتم التأكد من أن البطيخ المحلي بحالة ممتازة، ولا يحوي أي أضرار أو تلف». ورجح مهندس زراعي في وزارة البيئة والمياه (فضل عدم نشر اسمه)، أن يكون سبب ثقوب أغلفة ثمار البطيخ الايراني، المتداولة في الأسواق، وجود حشرات تتغذى على القرعيات، مثل ذبابة القرعيات وخنفساء القرعيات، اللتين تُحدثان ثقوباً صغيرة، أو متوسطة الحجم، في السطح الخارجي للثمرة». وكانت ثقوب في القشرة الخارجية لبطيخ مستورد من إيران، غير معروف سببها، أثارت مخاوف مستهلكين. وتداول ناشطون عبر مواقع التواصل الاجتماعي فيديوهات تظهر الثقوب، فيما كشف مدير بلدية الذيد علي مصبح الطنيجي عن مصادرة البلدية أكثر من 500 كيلوغرام من البطيخ الإيراني في أسواق المنطقة الوسطى، لافتاً إلى أن الثقوب مريبة فعلاً، وجارٍ إجراء الفحوص المختبرية اللازمة، لمعرفة أسباب حدوثها. وأضاف أن الثقوب غير طبيعية وربما تكون بفعل فاعل، الأمر الذي قد يضر بصحة المواطنين والمقيمين في الدولة، وكذلك يؤثر سلباً في المحصول الزراعي للدولة». |
وتفصيلاً، أكد المواطن خليفة بن دلموك، وهو أحد مزارعي الذيد، خلو ثمار البطيخ المحلي من أي ثقوب أو تلف في أغلفتها الخارجية. وشرح أن ما يصيب البطيخ المحلي من أضرار، عادة، ناجم عن انتشار بعض الآفات الزراعية الناتجة عن عدم استخدام المبيدات الحشرية.
لكنه أعرب عن تخوفه من انتشار الآفات الزراعية التي تحويها الثمار المستوردة، مثل البطيخ الإيراني، موضحاً أن بعض الآفات تنتشر بسبب الجو الحار في الدولة، خصوصاً عند ارتفاع درجات الحرارة ونسبة الرطوبة، ما يستدعي اتخاذ إجراءات احترازية حيالها، مدللاً بذلك على سوسة النخيل التي لم تكن موجودة في مزارع الدولة قبل عام 1986، حينما تم إدخال نخيل مصاب بهذه الآفة ما أدى إلى تكاثرها، وتالياً انتشارها.
وتابع: «تتعرض بعض المحاصيل الزراعية، مثل المانجو والكوسة والبطيخ والجوافة، للإصابة بحشرة الذبابة البيضاء، التي تضع بيضها في الثمار الصغيرة، ثم ما تلبث أن تفقس يرقات تتغذى على غلاف الثمرة الصغيرة، ولا تحدث أي ضرر في الثمرة، خصوصاً إذا تمت مكافحتها مبكراً بالمبيدات الحشرية»، مؤكداً أن «الذبابة البيضاء يقل نشاطها بشكل ملحوظ في فصل الصيف».
حجم الثمرة
وقال صاحب مزارع متخصصة في زراعة البطيخ، منذ أكثر من 30 عاماً، المزارع عبدالله جمعة أبوهارون، إن هناك آفات كثيرة قد تضر بثمار البطيخ، مثل الحشرات وبعض أنواع الفطريات التي تؤدي إلى تخشيب الغلاف الخارجي للثمرة، خصوصاً إذا لم تكافح بالمبيدات الحشرية، مشدداً على ضرورة رش ثمار البطيخ بالمبيدات في جميع أطوار نموها، عدا المرحلة التي تسبق قطفها بـ10 أيام تقريباً، إذ يجب أن يتوقف رشها بأي مبيد حشري.
وأشار إلى وجود حشرات تتغذى على أغلفة الثمار في مراحل نموها المبكرة، مثل الكوسة والخيار والباذنجان والبطيخ، وتُحدث تغييراً في حجم الثمرة وشكلها الخارجي، فيضطر المزارع إلى التخلص من الثمار، لكن في حال مكافحتها بالمبيدات الحشرية، فإنه يمكن القضاء عليها والحصول على ثمرة ناضجة مكتملة النمو، لا تلف فيها.
وحول أنواع البطيخ الذي يزرع محلياً، قال أبوهارون إن هناك نوعين من البطيخ المحلي، يسمى الأول «شارلستون جري»، ويمتاز بلونه الأخضر المخطط، أو الأخضر الفاتح دون خطوط، ويقل الإقبال على زراعة هذا النوع من البطيخ لأن مدة إنتاجه تستغرق 100 يوم. أما النوع الآخر فيسمى «الياباني» وهو يمتاز بلونه الأخضر بالكامل، وتتفاوت أحجام ثماره بين خمسة و10 كيلوغرامات للثمرة الواحدة، ويقبل المزارع على زراعته لكون فترة إنتاج الثمار لا تزيد على 70 يوماً، ما يجعل موسم تسويقه يبدأ مبكراً في الأسواق.
وأشار إلى أن زراعة البطيخ تبدأ في مطلع فبراير، ويبدأ حصد الثمار في مارس، ويستمر إلى نهاية يونيو من كل عام.
وتابع أبوهارون: لا تحتاج زراعة البطيخ إلى بيوت محمية، لكونه يزرع في الأراضي المفتوحة، إلا أنه يستهلك كميات كبيرة من الماء غير المالح في عمليات الري، باعتباره محصولاً صيفياً، كما أنه لا يزرع في المساحة نفسها من الأرض موسمين متتاليين، ما يستدعي زراعته مرة واحدة كل عامين، أو تطبيق نظام التربة المنقولة عند زراعته في المساحة الزراعية ذاتها.
«خنفساء القرعيات»
ونفى صاحب مزرعة منتجات عضوية بالذيد، المزارع طارق القلاف، وجود بطيخ محلي مصاب بأي نوع من الثقوب في أغلفته الخارجية، مشيراً إلى أن المزارعين يحرصون باستمرار على رش محاصيلهم الزراعية بالمبيدات الحشرية، التي تستخدم لفترة محددة خلال الموسم الزراعي.
وتابع أن تعرض بعض المحاصيل الزراعية للتلف، بسبب الآفات، يكون ناتجاً عن إهمال المزارع وعدم إلمامه بالطرق الواجب اتباعها، للحفاظ على ثمار محصوله.
وأكد تراجع الاهتمام محلياً، خلال السنوات الثلاث الأخيرة، بزراعة البطيخ، عازياً ذلك إلى كون تجارته لا تغطي المبالغ التي تصرف على زراعته، مطالباً الجهات المعنية بتقنين عملية استيراد المحاصيل الزراعية، وفتح مجال أكبر في سوق بيع المحاصيل الزراعية أمام المزارعين المواطنين.