نصحوا برعاية الأطفال خلال وجودهم في الحدائق وعلى الشواطئ

أطباء يحذرون من الإفراط في البخور واللحوم و«التجميل» في العيد

الذبح في البيت قد يتسبب في تناول لحوم مريضة. أ.ف.ب

حذر أطباء ومتخصصون من عادات وسلوكيات يقبل عليها المواطنون والمقيميون في أيام العيد، تصيب بأمراض خطرة، ومزمنة.

وحصر المتخصصون أبرز تلك العادات في الإسراف في إشعال البخور، والإكثار من تناول اللحوم والحلويات، والتعامل مع اللحوم النيئة، إلى جانب السلام على المرضى بالمخاشمة، والتعامل مع مواد تجميل مجهولة المصدر أو مغشوشة.

«إسعاف دبي» تدعو إلى الالتزام بقواعد السلامة

دعت مؤسسة دبي لخدمات الإسعاف المواطنين والمقيمين إلى الالتزام بقواعد السلامة والأمان، خلال الاحتفال بعيد الأضحى المبارك، والحرص على تطبيق قواعد قيادة السيارات والابتعاد عن التهور والسرعة على الطرق، إلى جانب الالتزام بقواعد المشاة في الشوارع حفاظاً على السلامة.

وكان تقرير للمؤسسة عن إصابات عيد الفطر الماضي، أفاد بأن المؤسسة تعاملت مع 36 إصابة حرجة وبليغة، و227 إصابة متوسطة، و896 إصابة بسيطة.

وأوضح أن النسبة الأكبر من الحالات التي تعاملت معها مركبات الإسعاف كانت في مراكز التسوق، التي شهدت ازدحاماً شديداً خلال أيام العيد.

وتابع التقرير «كان من بين الحالات المصابة حالات سقوط وكسور في العظام وارتجاج في المخ ونزف وحروق وإصابات ناتجة عن حوادث سيارات».

كما كان من بين الحالات التي تم إسعافها إصابات بضربات الشمس، وإنهاك حراري.

وحثوا على الابتعاد عن السلوكيات الخاطئة في قيادة السيارات، والاهتمام برعاية الأطفال خلال وجودهم في الحدائق والشواطئ، حرصاً على أن يكون العيد بلا حوادث.

وتفصيلاً، حذر استشاري طب الأسرة والصحة المهنية، الدكتور منصور أنور، من الإسراف في إشعال البخور داخل المنازل، لما قد يسببه من أمراض للجهاز التنفسي، وخطورته على المدى البعيد إذ يتسبب في الإصابة بالسرطان.

وأوضح أن كثيراً من الأسر تشعل البخور طوال اليوم في مساحات ضيقة مغلقة، ما يتسبب في أزمات صدرية خصوصاً لمرضى الربو وحساسية الصدر، كما أن التعرض المستمر لدخان البخور له التأثير السلبي نفسه الذي يسببه تدخين التبغ.

ولفت إلى أن استنشاق دخان البخور، يقلل نسبة الأكسجين التي تصل إلى الدماغ، ما يصيب بنوبات الصداع والشقيقة ويهدد صحة الأسرة. وأضاف «قد يتسبب الإكثار من دخان البخور في نمو خلايا الجسم، ما يسبب الإصابة بالسرطان على المدى البعيد»، لافتاً إلى ضرورة التقليل من إشعال البخور تفادياً للإصابة بحروق خصوصاً بين الأطفال.

وينبه أنور إلى عادة الإسراف في تناول الحلويات أيام العيد، ومنها الشوكولاتة والتمر المحلى واللقيمات والكيك، موضحاً أنها «تؤثر سلباً في الجهاز الهضمي، وتهدد مرضى السكري بمضاعفات عدة».

وأضاف أن بعض المضحين يسرفون في تناول اللحوم، والبعض يجعل اللحوم طبقاً رئيساً في الوجبات الثلاث خلال أيام العيد، ما يهدد بإصابتهم بأمراض مزمنة خطرة، شارحاًَ أن «التناول الكثير للحوم الحمراء والدهون، يصيب بارتفاع نسبة الكوليسترول في الدم، ما يهدد سلامة الشرايين والقلب».

ويتفق معه في الرأي نفسه، أخصائي طب المجتمع، الدكتور سامي مانع، موضحاً أن «الإكثار من تناول اللحوم يؤثر سلباً في الجهاز الهضمي، ويهدد سلامة الصحة العامة».

وأضاف «من العادات الخطرة في عيد الأضحى، أن البعض يتعامل مع قصابين متجولين يذبحون الأضحية في المنازل، ما يعرض الأسرة لخطر تناول لحوم أضحية مريضة».

وأوضح أن «ذبح الأضحية في المقصب، يضمن فحصها من قبل أطباء بيطريين، وسلامتها من أي أمراض فيروسية، لكن الذبح في البيت قد يتسبب في تناول لحوم مريضة»، لافتاً إلى أن «خطورة اللحوم المريضة تمتد أيضاً إلى طاهيها، اذ يلامس اللحوم النيئة ما قد يكون سبباً في انتقال أمراض إليه».

ويتطرق مانع إلى خطر «المخاشمة»، منبهاً إلى أن المصابين بأمراض، خصوصاً أمراض التنفس، عليهم الابتعاد عن التجمعات العائلية، والتوقف عن السلام بالمخاشمة منعاً لانتقال العدوى للآخرين.

أمّا مدير إدارة الشؤون الصحية في مؤسسة دبي لخدمات الإسعاف، الدكتور عمر السقاف، فينبه إلى خطورة الإكثار من المواد الكيماوية المستخدمة في صبغ الشعر وتنعيمه، لافتاً إلى أن مؤسسة الإسعاف تلقت سابقاً بلاغات بالإصابة بحروق وأضرار جلدية نتيجة لاستخدام مواد للتجميل مجهولة المصدر، أو مغشوشة استعداداً للعيد.

وأضاف «يتزاحم الرجال والنساء على مراكز التجميل وصالونات الحلاقة عشية أول أيام العيد، ما قد يدفع العاملين في تلك المراكز إلى عدم الاهتمام بتعقيم الأدوات، وهو أمر يشكل خطراً على الصحة العامة، ويهدد بانتقال أمراض فيروسية خطرة بين المترددين على تلك الصالونات».

وأضاف: «لابد أن يحرص المتعاملون مع تلك المراكز على التأكد من تعقيم أدوات الحلاقة والتجميل، وأن يطلبوا من القائمين عليها تطهيرها جيداً للقضاء على أي فيروسات، والأمر الأكثر أماناً أن يصطحب كل شخص أدواته الخاصة معه لصالون الحلاقة للوقاية من أية أمراض تنقلها هذه الأدوات».

وحث السقاف أولياء الأمور على رقابة الأطفال بعناية خلال أيام العيد، خصوصاً أثناء السباحة في البحر والمسابح، منعاً لحالات الغرق التي تتزايد في العيد، لافتاً الى أن بعض الأسر تترك رعاية الأطفال للخادمات أثناء وجودهم في الحدائق العامة، أو البحر، والخادمات قد لا يملكن القدرة الكافية لإنقاذ الطفل إذا ما تعرض لأي خطر.

وشدّد على ضرورة الالتزام بقواعد قيادة السيارات، وعدم الإسراع على الطرق، والحرص على إبقاء الأطفال في المقعد الخلفي، منعاً لأي إصابات.

وشدّد مدير إدارة الشؤون الصحية في مؤسسة دبي لخدمات الإسعاف على ضرورة الابتعاد عن أشعة الشمس خلال وقت الظهر، اذ يترك أهالٍ أبناءهم عرضة للعب في مناطق مفتوحة، ما يعرضهم للإصابة بالإجهاد الحراري وضربات الشمس. وأشار إلى أن الحفاظ على تطبيق إرشادات السلامة يحقق هدفنا المتمثل في «عيد دون حوادث».

تويتر