حاكم الشارقة: أعداد المصابين بالأمراض غير المعدية وصل إلى مستوى لا يمكن السكوت عنه

شهد صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة صباح اليوم بقاعة الجواهر للمناسبات والمؤتمرات انطلاق فعاليات المنتدى العالمي الأول لتحالف الأمراض غير المعدية، الذي يقام تحت رعاية قرينة صاحب السمو حاكم الشارقة، سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي، الرئيس المؤسس لجمعية أصدقاء مرضى السرطان، سفيرة الاتحاد الدولي لمكافحة السرطان للإعلان العالمي للسرطان، سفيرة الاتحاد الدولي لمكافحة السرطان لسرطانات الأطفال، وتنتهي فعاليات المنتدى غدا تحت شعار "المناصرة والمسؤولية تجاه الأمراض غير المعدية في عصر ما بعد عام 2015. وذلك بمشاركة 51 متحدثا من 45 دولة وبحضور 206 ممثلا من 173 منظمة صحية دولية، و34 تحالفا من منظمات الأمراض غير المعدية المحلية والإقليمية.

ويشهد المنتدى مناقشة أهم القضايا المتعلقة بالأمراض غير المعدية وسبل التصدي لها من خلال مجموعة جلسات تستعرض دراسات، ودراسات حالات لتجارب سابقة، إلى جانب إقامة ورش عمل حول طرق وسبل الحفاظ على الصحة، والوقاية من الأمراض غير المعدية. والأمراض الغير معدية لها مخاطر متزايدة إذ يموت 3 أشخاص من كل 5 مصابين.

وفي كلمته عبر صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة عبر عن سعادته بانطلاق اعمال المنتدى في الشارقة موضحا أن أعداد المصابين بالأمراض الغير معدية وصل إلى مستوى لا يمكن السكوت عنه، وأن التوصيات التي ستتمخض عن المنتدى يجب أن تفعل على أرض الواقع وتخرج إلى النور ولا تركن داخل الأدراج.

ودعا سموه إلى تأسيس ركائز علمية لأعمال المنتدى من خلال مكتب إداري متخصص يتواصل مع الأعضاء ويتابع سير التوصيات والنتائج .وتكفل سموه بمساعدة المنظمات للتصدي للأمراض غير المعدية، مضيفا أن جامعة الشارقة تشمل مجمع طبي لا يوجد له مثيل في المنطقة ومركز أبحاث للسرطان مزود بأحدث التقنيات وهو تحت تصرف منظمات الأمراض الغير معدية فيما يختص بعلاج المرضى مجاناً وتنفيذ المشاريع  .

واستشهد سموه بالقارة الإفريقية التي كانت منبع الإنسانية والخيرات لكن الاستغلال السيئ كبلها بالديون والأمراض، داعياً إلى التوجه إليها ومساعدة مواطنيها هناك.

ويدور برنامج المنتدى حول ثلاث جلسات أساسية يعقب كلا منها ورشة عمل حول موضوع الجلسة ذاتها.

وعقدت الجلسة العامة بعنوان " الاستجابة العالمية للأمراض غير المعدية"  وقدم المشاركون فيها لمحة عامة عن الاستجابة العالمية للأمراض غير المعدية من حيث الخطط والأهداف والممارسات لتحسين واقع الوقاية من هذه الأمراض، بحيث يتم إدراجها في جدول اعمال الأمم المتحدة لعام 2030 للتنمية المستدامة .

أما الجلسة الثانية فقدمت لمحة عامة عن دور الهيئات في المجتمع المدني في مكافحة الأمراض غير المعدية على الصعيد الإقليمي والوطني والعالمي.

وفي كلمتها أكدت رئيس مجلس الأمناء والعضو المؤسس لجمعية أصدقاء السرطان أميرة بن كرم على ضرورة الاهتمام بالأمراض غير المعدية أسوة بالمعدية بسبب المخاطر  المتزايدة التي تنجم عن تفاقم أعداد المصابين كل يوم من جراء العدد الكبير إذ يموت 3 أشخاص من كل 5 مصابين. كاشفة عن حجم المبالغ المالية التي ستنفقها  الدول على علاج الأمراض غير المعدية بحلول عام  2020، والتي تصل إلى حوالي 30 تريليون دولار إذا ما استمر معدل ارتفاع المصابين بنفس الوتيرة الحالية، مما يمثل عبئا اقتصاديا على كاهل الدول في ظل الإهمال اللافت من الحكومات التي لا تهتم بمعالجة الأمراض غير المعدية، موضحة أن الدولة تسعى لتحقيق هدف يتمثل في خفض أعداد المصابين بالأمراض غير المعدية بنسبة 25% في عام 2025.

وتابعت أن الشارقة كإمارة حرصت على تفعيل وتطوير أداء العمل الصحي بالتعاون مع المؤسسات الاقليمية والعالمية حتى حصلت على لقب الشارقة مدينة صحية وأنها تسعى للتحول إلى إمارة صديقة للطفل.

وذكرت الأمين العام لجمعية مرضى السرطان الدكتورة سوسن ماضي أن المنتدى هو الأول من نوعه الذي يجمع الاتحادات الخليجية وتحالف الأمراض المعدية عبر  220 وفد من 40 دولة يمثلون 60 منظمة بهدف تبادل الخبرات ومناقشة التحديات للحيلولة دون ارتفاع اعداد المصابين بالأمراض غير المعدية .

وحددت أهداف المنتدى بإقامة شبكة من التحالفات الوطنية في مجال الأمراض غير المعدية وتعزيز دورها في جهود المناصرة المعنية بالأمراض غير المعدية على الصعيدين الوطني والإقليمي.

وأشارت  نائب رئيس جمعية أصدقاء السكري إلهام الأميري إلى أن الهدف الرئيسي من انطلاق اعمال المنتدى هو البحث عن حلول واقعية ملموسة لمشاكل الأمراض غير المعدية عبر تشريعات قانونية. مستعرضة مجموعة من النقاط التي أكدت أن الجمعية ستركز على طرحها كالمطالبة بتوفير الغذاء الصحي بأسعار مناسبة في السوق وإدراج منهج تربوي في المدارس يوعي بالأمراض غير المعدية وتحديدا مرض السكري وكيفية الوقاية منه في المناهج الدراسية للحد من انتشار الداء الخطير، فضلا عن إمكانية إدراج عنصر الوزن ضمن معايير وعناصر تقييم الطالب المتميز باستثناء الحالات التي تعاني من سمنة مرضية وغيرها من أفكار تلزم  المؤسسات الحكومية والخاصة بمنح الموظفين وقتا خلال العمل لممارسة التمارين الرياضية بما يعزز الصحة العامة.

 وفي سياق متصل قال الأمين العام للاتحاد الخليجي لمكافحة السرطان الدكتور خالد صالح "إننا سنسعى عقب هذا المنتدى إلى بلورة خطط تمثل خارطة طريق للتصدي للأمراض غير المعدية عبر خطوات بسيطة كتفعيل قرار منع التدخين مثلا". لافتا إلى أن التوصيات التي تصدر من جمعيات أو منظمات غير حكومية هي في العادة غير ملزمة الحكومات بتنفيذها، ولكن مع ارتفاع أعداد المصابين بالأمراض غير المعدية كالسكري، والقلب والسرطان والزهايمر وغيرها أضحت الحاجة ضرورية جدا للتعاون مع الحكومات التي يجب أن لا تغض الطرف عن معالجة تحديات الأمراض غير المعدية.

وتوقع صالح أن تخرج جلسات المنتدى بتوصيات فعالة في سبيل التصدي لهذه الأمراض التي يزداد أعداد مصابيها كل يوم .

وأفاد رئيس تحالف منظمات الأمراض غير المعدية خوسيه لويس كاسترو أن التحالف يسعي للاستفادة من الالتزامات الأخيرة التي أعلنها زعماء العالم لخفض الوفيات والإعاقة الناجمة عن الأمراض غير المعدية. مشيرا إلى أن هذا المنتدى ينعقد في لحظة محورية وفي الوقت المناسب، وخصوصا بعد إدراج مكافحة الأمراض المعدية كأولوية صحية في جدول أعمال التنمية المستدامة لعام 2030 والذي جاء بعد سنوات من الجهود الدولية الكبيرة، وأنه يوجد الآن التزام سياسي قوي أكثر من أي وقت مضى للعمل على الوقاية من الأمراض غير المعدية ومكافحتها.

وتأتي استضافة الشارقة لهذا المنتدى بعد نحو عام من اختيار تحالف منظمات الأمراض غير المعدية، قرينة صاحب السمو حاكم الشارقة، سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي، الراعي الفخري لمنتدى تحالف منظمات الأمراض غير المعدية، في سبتمبر 2014، تقديرا لجهود سموها في مكافحة مرض السرطان والأمراض غير المعدية على المستوى المحلي والإقليمي والعالمي.

وجاءت  فكرة تنظيم هذا المنتدى العالمي بمبادرة أطلقتها سمو الشيخة جواهر القاسمي في سبتمبر 2014، خلال لقاء سموها بعدد من مسؤولي وممثلي المنظمات والهيئات المعنية بالأمراض غير المعدية حول العالم في نيويورك، وتجسد هذه المبادرة اهتمام سموها الكبير بمكافحة الأمراض غير المعدية على الصعيد العالمي، وإدراكها لأهمية إيجاد منصة دولية مدعمة بالحقائق العلمية والبحوث والدراسات، لتنطلق منها جهود منظمات المجتمع المدني في التصدي لهذه الأمراض  .

الأكثر مشاركة