توصية بإنشاء مركزين اتحاديين لعلاج التوحّد في رأس الخيمة والفجيرة
أفاد عضو لجنة الشؤون الصحية والعمل والشؤون الاجتماعية، في المجلس الوطني الاتحادي، سالم النار الشحي، بأن «اللجنة البرلمانية استقرت على رفع توصية إلى الحكومة، تقضي بإنشاء مركزين اتحاديين لعلاج حالات التوحد لدى الأطفال، في إمارتي رأس الخيمة والفجيرة قريباً، نظراً لمعاناة أسر مصابين بالمرض اصطحابهم ذهاباً وإياباً، من وإلى إمارات أخرى».
وأبلغ الشحي «الإمارات اليوم» بأن «اللجنة اجتمعت مع مسؤولين في وزارة الصحة، وتناولت معاناة مواطنين من إمارتي رأس الخيمة والفجيرة اصطحاب ذويهم من المصابين بالتوحد، إلى مراكز متخصصة خارج الإمارتين، وما يرتبط بذلك من أعباء بدنية ومالية على الأسر، فيما لاحظنا تفهماً كبيراً من الجهات المعنية لهذا الأمر».
وأضاف أن «ذوي المرضى، الذين يراجعون مراكز طبية متخصصة في دبي على سبيل المثال، كونها الأقرب جغرافياً، يتطلب بطاقة تسجيل خاصة من المركز الطبي المعني، قبل استقباله وعلاجه، في حين يتطلب الأمر تدخلاً طبياً سريعاً في بعض الأحيان، كما أن المصابين بالتوحد يحتاجون إلى رعاية خاصة وطويلة الأمد، ما يفرض التزاماً شبه دوري للتردد بهم على مراكز العلاج المتخصصة».
مصابو التوحدومرض التوحد هو عبارة عن اضطراب في النمو، تتضح ملامحه خلال الأشهر الـ30 الأولى من عمر الطفل، ويتمثل في قصور نوعي في التفاعل الاجتماعي والتواصل اللفظي وغير اللفظي، مصحوب بأنماط سلوكية متكررة.
وحسب بيانات وزارة تنمية المجتمع، فإن «عدد المصابين بالتوحد المسجلين في المراكز العلاجية الحكومية والخاصة في الدولة يبلغ 879 حالة، بينهم 62% من مواطني الدولة، والنسبة المتبقية من المقيمين، وفق إحصاء أجرته الوزارة بالتعاون مع مراكز معنية بالمعاقين، بعضها تابع للوزارة، وآخر تابع لجهات محلية في إمارات الدولة، وثالث للقطاع الخاص».
وبين الإحصاء الوزاري أن «إجمالي حالات التوحد في الدولة، حتى نهاية أكتوبر من العام الماضي، بلغ 543 مصاباً من المواطنين، و336 من المقيمين، يستحوذ الذكور على النسبة الأعلى منهم (81%)، بإجمالي 711 حالة (436 مواطناً، و275 مقيماً، مقابل 107 إناث مواطنات، و61 مقيمة)».
دراسات وبيانات
وذكر الشحي أن «الوزارة وفرت دراسات وبيانات حديثة حول مرض التوحد، ونقلنا إلى المسؤولين نتائج زيارات ميدانية، أجريناها مع مواطنين من رأس الخيمة والفجيرة، وتوافقنا في اللجنة على إنشاء عيادات أو مراكز علاج التوحد، ويمكن الاستعانة بمباني المستشفيات هناك، من خلال تخصيص أماكن وتجهيزها بكادر طبي وفني وأجهزة ومعدات لهذا الغرض».
وتابع: «وعدنا المسؤولون بأنهم سينظرون في الأمر، لتخفيف المعاناة عن أهالي المصابين بالمرض في رأس الخيمة والفجيرة، خصوصاً أن فيهما مناطق تبعد عن المدينة نحو 40 كيلومتراً».
ولفت إلى أن «معاناة الأسر تبدأ من اصطحاب المريض في زيارة إلى مركز التوحد خارج الإمارة، بسبب ما يترتب على ذلك من أعباء، منها الحصول على إجازة من العمل، بينما إذا أنشئت مراكز رعاية وعلاج في رأس الخيمة والفجيرة، فقد يسهل التعامل مع الحالات المصابة، من خلال اصطحاب أحد أفراد أسرته معه، دون الاضطرار إلى التخلي عن يوم عمل».
لفتة إنسانية
ونوه الشحي بـ«اللفتة الإنسانية التي تقف خلف تطبيق مثل هذا القرار، لاسيما أن القيادة في الدولة تسعى وتطلب من الحكومة دائماً فعل كل ما من شأنه إسعاد الناس، ونثق باستجابة الحكومة لهذا الأمر، لاسيما أنه سيسهم في رفع معاناة مئات الأسر من المواطنين والمقيمين».
وحسب بيانات وزارة تنمية المجتمع، فإن «الوزارة أنشأت مركزاً للتوحد في إمارة أم القيوين، تبلغ طاقته الاستيعابية بين 150 و200 حالة، يقدم الخدمات والمرافق المقترحة لحالات الإعاقة، التي لم تحظَ بنصيب وافر من الخدمات التأهيلية».