مراقبة قلب المريض عن بعد في أبوظبي
قام معهد القلب والأوعية الدموية في مستشفى "كليفلاند كلينك أبوظبي" بتوفير خدمة المراقبة المنزلية لعمل قلب المرضى دون أي جهد، حيث تتيح التقنية الجديدة للأطباء مراقبة ضربات القلب عن بعد على نحو استباقي لمعالجة اضطراباتها الخطيرة المحتملة عند حدوثها لدى المريض.
وبحسب مستشفى كليفلاند كلينك، فإن تقنية مراقبة القلب عن بعد تتم من خلال توفير جهاز مراقبة يوصل بمأخذ كهرباء، ويعمل بالتزامن مع جهاز مزروع في صدر المريض _ مثل منظم ضربات القلب، أو مزيل الرجفان، أو أي جهاز آخر لتسجيل نشاط القلب. ويقوم الجهاز ببث البيانات باستمرار من منزل المريض إلى المستشفى المعني بحالته بشكل لا سلكي وعبر شبكات آمنة.
ويستخدم الأطباء المختصون بـ فيزيولوجيا القلب الكهربائية هذه البيانات لتحليل ضربات قلب المريض بشكل مستمر وعلى نحو استباقي، ويتلقون تحذيرات عندما يمر المريض بحالة من عدم انتظام دقات القلب، فيقومون عندها باستدعاء المريض للمراجعة أو يسارعون بإعطاء علاج فوري للحالات الطارئة، ويمكن استخدام هذا الجهاز لمراقبة ضربات قلب المريض لسنوات عديدة.
وأثبت الدراسات أن مراقبة القلب عن بعد، تُحسن من معدلات نجاة المرضى، وذلك بفضل ما توفره هذه الخدمة من قدرة على المتابعة الشاملة لتغيرات ضربات القلب أو أنماطها على مدى أسابيع أو أشهر وما تتيحه من فرصة لاكتشاف أي خلل أو اضطراب فيها. كما أثبت استخدام خدمة المراقبة هذه، فعاليةً في تحسين التزام المريض خاصة فيما يتعلق بمواعيد زيارات الطبيب.
وكان المريض يحتاج الحضور شخصياً للمراجعات الدورية كل ثلاثة إلى ستة أشهر، حيث يضع الأطباء جهاز مراقبة على صدر المريض لفحص نبضات القلب وتنزيل البيانات من الجهاز المزروع، لكنهم قد يتعرضون خلال الفترات الفاصلة بين هذه المراجعات لحالات من عدم انتظام ضربات القلب التي يمكن أن تؤدي إلى نتائج خطيرة، في حال عدم اكتشافها، مثل الإصابة بالسكتة القلبية أو السكتة الدماغية.
وتتيح مراقبة القلب عن بعد السرعة في اكتشاف اضطرابات ضربات القلب وعلاجها، كما تتميز بتوفير الراحة للمريض، إذ تقلل من حاجته للسفر لمتابعة حالته والحصول على الرعاية، وتمنحه في الوقت نفسه الطمأنينة لأنه يعلم أن الأطباء سيكتشفون وجود أي نشاط غير طبيعي في القلب وسيتخذون الإجراءات اللازمة فوراً.
وساهمت تقنية مراقبة القلب عن بعد من تشخيص نوع حالة الاضطراب في ضربات القلب مريضة مسنة من المملكة العربية السعودية، كانت تعاني من اضطراب قلبي متقلب سبب لها دواراً وآلاماً حادة، حيث تم تركيب جهاز مراقبة عن بعد لها وتمكن فريق الفيزيولوجيا الكهربائية في مستشفى "كليفلاند كلينك أبوظبي" من التشخيص السليم واستخدام العلاج المناسب والسيطرة على الأعراض دون أن تتحمل المريضة مشقة مغادرة منزلها.
وسجل مستشفى "كليفلاند كلينك أبوظبي" حتى الآن نحو 35 مريضاً يستخدمون التقنية ، وهم من داخل الدولة ومن دول أخرى مثل المملكة العربية السعودية، وتركيا وغيرها، ويتمتع معظم هؤلاء بحالة مستقرة، وكانت تجربتهم باستخدام خدمة المراقبة المنزلية مريحة وملائمة.
كما ساعدت هذه الخدمة مريضاً خضع لزراعة جهاز لتسجيل نشاط القلب ويعاني من اضطراب ضربات القلب في 50 في المائة من الأوقات، حيث تابع الأطباء في "كليفلاند كلينك أبوظبي" حالته عن طريق المراقبة عن بعد، وقاموا بتعديل الأدوية التي يستخدمها وتمكنوا من تقليص هذه النسبة إلى واحد في المائة فقط.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news