«دبي للتوحد» ينظم بشكل سنوي حملة توعية بطبيعة التوحد ومؤشراته.من المصدر

قلة الوعي التحدي الأهم لاكتشاف وتأهيل حالات التوحد

أفاد المدير العام لمركز دبي للتوحد، محمد العمادي، بأن قلة الوعي العام بطبيعة التوحد وعلاماته ومؤشراته التي تظهر على الأطفال في سنواتهم الأولى، تقف وراء تراجع مستوى حالات عدة، ما يتطلب مجهوداً أكبر في تدريبهم وتأهيلهم على الممارسات الحياتية العادية والاندماج مع الآخرين.

تقييم وعلاج اضطرابات النطق

قال المدير العام لمركز دبي للتوحد، محمد العمادي، إن فريق العمل في المركز يركز على تقييم وعلاج اضطرابات النطق واللغة من خلال تمكين الأطفال من التغلب على صعوبات التواصل وتعزيز الروابط الاجتماعية مع أسرهم ومجتمعهم بشكل دائم. وتابع أن العلاج الوظيفي يساعد الحالات على تحسين نوعية حياتها اليومية في المنزل والمدرسة من خلال إدخال وتعديل وتحسين المهارات الوظيفية المختلفة، إلى أن يصل الفرد المصاب بالتوحد إلى أعلى مستوى من الاستقلالية.

وأوضح أن المركز، ضمن استراتيجية المسؤولية الاجتماعية له، ينظم بشكل سنوي حملة توعية بطبيعة التوحد ومؤشراته، تهدف إلى مساعدة أولياء الأمور على اكتشاف حالات أبنائهم بشكل مبكر، وتوعية الجمهور العادي بطبيعة الأطفال المتوحدين، وكيفية التعامل الصحيح معهم، وتغيير النظرة المجتمعية السلبية لهم.

ولفت إلى أن المركز وتزامناً مع اليوم العالمي للتوحد، أطلق تحت رعاية سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي رئيس المجلس التنفيذي، حملته السنوية الثانية عشرة للتوعية بالتوحد، التي يصاحبها العديد من الأنشطة والفعاليات التوعوية.

وتابع: «تهدف حملة هذا العام إلى إيصال رسالة بأن كل طفل يعاني التوحد يعد حالة خاصة لها أعراضها التي قد تزيد أو تنقص تبعاً لمستوى شدة الإصابة، لذا يواجه الآباء والأمهات تحديات عدة في معرفة ما إذا كان الطفل يعاني التوحد في مراحله المبكرة، لذا يجب التواصل مع مراكز التوحد لطلب المشورة أو إجراء التشخيص اللازم».

وأشار العمادي إلى أن الأطفال المصابين بالتوحد تظهر عليهم العديد من العلامات، منها ثلاث علامات رئيسة، إن اجتمعت قد تشير إلى إصابة الطفل بالتوحد، هي: وجود قصور في النطق عند الطفل، وقصور في التفاعل والاندماج الاجتماعي، بالإضافة إلى وجود سلوكيات نمطية شاذة، وهي تميز أطفال التوحد عن غيرهم، مشيراً إلى ضرورة عرض الطفل في هذه الحالات ــ إذا اجتمعت ــ على المختصين لتشخيص حالته، وتحديد ما إذا كان مصاباً بالتوحد، وتقديم التدخل السريع له.

ونبّه إلى أن العمر المثالي لبرنامج التدخل المبكر يبدأ من عمر سنتين ويمتد حتى خمس سنوات. وقال: «يمتاز دماغ الطفل في هذا العمر بسرعة الإدراك واكتساب المهارات المختلفة، وقابلية تنمية قدراته الفكرية والسلوكية، فيتحقق بذلك نمو سليم للطفل المصاب بالتوحد، يؤهله للاندماج في المجتمع بصورة أسرع مقارنة بالأطفال الذين تأخروا في التدخل العلاجي لما بعد ست سنوات».

وتشمل حملة المركز للعام الجاري تنظيم عدد من المحاضرات التثقيفية في مجال التوحد التي تستضيفها النوادي الاجتماعية والمؤسسات التعليمية وعدد من الجهات الحكومية والجهات الخاصة بالدولة، بمشاركة خبراء ومختصين للإجابة عن استفسارات أولياء أمور الأطفال المصابين بالتوحد حول ما يعترضهم من صعوبات، وكذلك لتوعية المجتمع بأهمية التعرف إلى الخصائص الأولية لاضطراب التوحد، وبالتالي الكشف المبكر عن هذا الاضطرابات، وتسليط الضوء على أهمية توفير خدمات التدخل المبكر التي تحد من الصعوبات التي يواجهها الطفل والأسرة والمجتمع، بهدف خلق جسر للتواصل بين مركز دبي للتوحد وتلك المؤسسات المختلفة من أجل فتح آفاق أوسع من التعاون، وتوفير البيئة المناسبة التي تحتضن هؤلاء الأطفال ليصبحوا أعضاء فاعلين ومنتجين في مجتمعهم.

ولفت العمادي إلى أن التحدي الأهم الذي يواجه التعامل مع أطفال التوحد هو أنهم بحاجة دائمة ومستمرة للتدريب والتأهيل، حتى يحققوا درجات ومستويات متزايدة من الاندماج في المجتمع، الأمر الذي يشكل إجهاداً مالياً وذهنياً وبدنياً لأولياء أمورهم، ويتطلب مستوى متطوراً بشكل دائم من المراكز المشرفة على متابعة وتأهيل هذه الحالات.

«دبي للتوحد» ينظم بشكل سنوي حملة توعية بطبيعة التوحد ومؤشراته.

من المصدر

الأكثر مشاركة