الجمباز والتزلج و«السكوتر» الذكي تسهم في دمجهم مجتمعياً

كسر الخوف لدى «طلبة التوحد» في رأس الخيمة بأسلوب رياضي

صورة

نجح مركز رأس الخيمة لتأهيل المعاقين، التابع لوزارة تنمية المجتمع، في تطبيق أساليب رياضية ذكية ومتطورة، لتنمية مهارات طلبة التوحد، وإكسابهم الثقة بالنفس، تمهيداً لدمجهم في المجتمع، إذ اعتمد المركز على تدريب الطلبة على عارضة الجمباز والقفز من علو مرتفع، وركوب «السكوتر» الذكي، والتزلج على الجليد.

وشرح المختصان في التربية الرياضية للفئات الخاصة في المركز، محمد قاسم وموزة يوسف، الطريقة التي مكنت المركز من النجاح في تطبيق أساليب متطورة وجديدة، لتنمية مهارات خمسة طلبة يعانون اضطراب التوحد، من خلال برنامج «اتزان»، وهو برنامج مكون من مرحلتين، ويستمر من أربعة إلى ستة أشهر.

وأوضحا أن المرحلة الأولى من البرنامج شملت تدريب الطلبة على الوقوف والمشي على عارضة الاتزان، وخشبة الجمباز، والقفز من علو مرتفع، لإكسابهم الثقة بالنفس، كون طالب التوحد شخصاً يخاف ممن حوله، ولا يختلط مع الآخرين.

وأضاف المختصان، قاسم ويوسف، أنهما استمرا فترة ستة أشهر، من أجل تدريب الطلبة على الوقوف والمشي على عارضة الاتزان، في صالة الجمباز لإزالة الخوف من داخلهم. وقالا: «على الرغم من خوف مرضى التوحد من المرتفعات العالية، إلا أن برنامج (اتزان) نجح في كسر مرحلة الخوف لديهم، ومكنهم من الوقوف على أي مكان مرتفع، والقفز من أعلى إلى الأسفل».

ولفتا إلى أن «اتزان» أدى لزيادة التوافق العضلي والعصبي لديهم، وزيادة قوة العصب والعضل، لأن الطالب استخدم مجموعتين عقليتين في وقت واحد.

وأشارا إلى أن البرنامج أسهم في زيادة الشجاعة والثقة بالنفس لدى المتمرنين من طلبة التوحد، وعدم الخوف من أي شيء، موضحين أن المصابين بهذا الاضطراب ليس لديهم أي استجابة لقبول دعوات الآخرين في العادة، فيما نجح المركز - من خلال تطبيق المرحلة الأولى من البرنامج - في علاج وتقوية ذاكرة وتعليم المستهدفين بالتمرينات على الاندماج مع الآخرين في المجتمع، من خلال تنشيط ثلاث خطوات، هي: الاتزان والعصب والعضل.

وأوضحا أن الخطوات الثلاث أسهمت في كسر حاجز الخوف بين طالب التوحد والآخرين، وأتاحت فرصة كبيرة للتواصل في ما بينهم.

وأضاف المختصان أن المرحلة الثانية شملت تدريب الطلبة على الألعاب الرياضية، إذ إن المصابين باضطراب التوحد يعتبرون بطيئي التعلم، ويحتاجون إلى وقت طويل من أجل تعلم أي مهارة رياضية.

وتابعا أن تدريب الطلبة على استخدام «السكوتر» الذكي والتزلج، يكون بموافقة خطية من أسر الطلبة، حتى لا تشكل خطراً على سلامتهم.

وذكرا أن الألعاب الرياضية تمنح طلبة التوحد الثقة بالنفس، خصوصاً عند ركوب «السكوتر» الذكي، والنزول إلى حلبة التزلج، لأنه يشعر بأنه أصبح شخصاً طبيعياً، ويمارس الرياضة كبقية الأشخاص من حوله. وأضافا أن تطبيق المرحلتين الأولى والثانية على طلبة التوحد، وبقية طلبة الإعاقات الحركية والذهنية مكن المركز من مساعدة الطلاب على تخطي مرحلة الخوف وزرع الثقة في نفوسهم، كما عزز فرص دمجهم في المجتمع بشكل تدريجي.

وكشفا أن طلبة التوحد يستعدون للمشاركة في عرض رياضي، خلال إحدى المناسبات المزمعة إقامتها قريباً.

 

تويتر