«الهلال الأحمر» تطلق جسراً جوياً لإنقاذ 300 ألف يمني من «الكوليرا»
أطلقت هيئة الهلال الأحمر الإماراتي، حملة لمكافحة وباء الكوليرا المنتشر في 18 محافظة يمنية، تحت شعار (قلوبنا وياكم)، توفر من خلالها مختلف مستلزمات المكافحة والوقاية، يستفيد منها أكثر من 300 ألف شخص، مؤكدة أنه سيتم تحريك جسر جوي تباعاً إلى اليمن لنقل الأدوية والمحاليل والمستلزمات الطبية الخاصة بمكافحة الوباء، والحد من تداعياته الصحية والإنسانية على الأشقاء في اليمن.
وأكدت الهيئة في مؤتمر صحافي، أمس، أن المساعدات الإماراتية تشمل المحافظات اليمنية كافة بهدف احتواء وباء الكوليرا.
وتفصيلاً، عقدت هيئة الهلال الأحمر الإماراتي، مؤتمراً صحافياً، بمقرها في أبوظبي، لإعلان تفاصيل المبادرات المستقبلية التي ستضطلع بها الهيئة لتخفيف معاناة الأشقاء في اليمن وتحسين سبل حياتهم.
وأطلقت الهيئة عدداً من البرامج الصحية والاجتماعية والإنسانية التي تراعي المتطلبات الأساسية والأوضاع الراهنة على الساحة اليمنية، خلال شهر رمضان المبارك، ضمن ما وصفته بـ«مرحلة جديدة من المبادرات النوعية للدولة»، تستهدف تعزيز استجابتها الإنسانية تجاه المتأثرين من الأحداث في اليمن.
مساعدات طبية ورمضانية أرسلت هيئة الهلال الأحمر، خلال شهر مايو المنقضي، كميات من الأدوية والمحاليل الوريدية والمواد المخبرية وسوائل الكلور لتعقيم المياه ضمن جهودها للوقاية من وباء الكوليرا، كما أرسلت شحنة أدوية متنوعة عبر سفينة الإغاثة التي وصلت إلى اليمن أخيراً، تضمنت 170 صنفاً من الأدوية بقيمة سبعة ملايين درهم، يستفيد منها 15 ألف شخص. وفي المحور الإغاثي عززت الهيئة برامجها خلال شهر رمضان المبارك، وقدمت كميات كبيرة من المواد الغذائية للأشقاء في اليمن تضمنت 75 ألفاً و600 سلة غذائية، و110 أطنان تمور، و50 طناً من السكر، و3000 بطانية و1000 شجرة غاف، بكلفة بلغت 18 مليوناً و265 ألف درهم، استفاد منها محافظات تعز، أبين، لحج، الضالع، حضرموت، عدن، شبوة، مأرب وسقطرى. • 7 ملايين يمني مهددون بخطر المجاعة وفق إعلان الأمم المتحدة أخيراً. |
وأوضحت أنها تنفذ حملة لمكافحة وباء الكوليرا المنتشر في عدد من المحافظات اليمنية، تحت شعار (قلوبنا وياكم)، توفر من خلالها مختلف مستلزمات المكافحة والوقاية، كما تنفذ الهيئة حملة المساعدات الغذائية تحت شعار (الإمارات سندكم)، وفي محور آخر يتم تنفيذ حملة كسوة العيد تحت شعار (عيالكم عيالنا).
وخلال المؤتمر الصحافي، أكد الأمين العام للهيئة، الدكتور محمد عتيق الفلاحي، أن دولة الإمارات وقيادتها تبذل جهوداً كبيرة لتعزيز استجابتها الإنسانية تجاه الأشقاء في اليمن منذ اندلاع الأزمة هناك، لافتاً إلى أن الدولة قدمت عبر منظماتها الإنسانية، وعلى رأسها هيئة الهلال الأحمر بقيادة سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان، ممثل الحاكم في منطقة الظفرة رئيس الهيئة، مختلف أشكال الدعم والمساندة للمتأثرين، حتى أصبحت الإمارات من أكثر الدول عطاء وسخاء على الساحة اليمنية، وتصدت لمسؤولياتها الإنسانية تجاه الأشقاء لتخفيف معاناتهم وتحسين سبل حياتهم، وواكبت جميع مراحل الأزمة بالمزيد من المبادرات في مختلف المجالات.
وقال الفلاحي إن هذا المؤتمر يؤسس لمرحلة جديدة من البذل والعطاء الإماراتي في اليمن بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية، ما من شأنه أن يحدث نقلة نوعية في جهود العمليات الإغاثية والارتقاء بالقطاع الصحي الذي يواجه تحديات كبيرة بفعل الأزمة، منها نقص المعدات والأدوية والمستلزمات الطبية، وتجفيف المؤسسات الصحية من المواد المنقذة للحياة نتيجة الحصار والدمار والخراب الذي لحق بتلك المؤسسات، وذلك في الوقت الذي يفتك وباء الكوليرا بالأبرياء في 18 محافظة يمنية من أصل 23، لذلك جاءت هذه الخطوة امتداداً لدور الإمارات التنموي والإنساني في اليمن، وتعزيزاً لقدرات القطاع الصحي بالتعاون مع المنظمة العالمية وبث الروح في هذا القطاع الحيوي وإعادة نشاطه إلى ما كان عليه قبل الأحداث.
وأضاف أنه سيتم تحريك جسر جوي تباعاً إلى اليمن لنقل الأدوية والمحاليل والمستلزمات الطبية الخاصة بمكافحة وباء الكوليرا والحد من تداعياته الصحية والإنسانية على الأشقاء هناك، مشيراً إلى أن المساعدات الإماراتية لاحتواء الكوليرا تشمل المحافظات اليمنية كافة لتقديم العون للأشقاء في كل مكان.
وتوقع الفلاحي أن يستفيد أكثر من 300 ألف شخص من البرامج الموجهة لمكافحة الوباء الذي بات يهدد حياة الكثيرين، إلى جانب تعزيز البرامج الإغاثية والمساهمة في سد الفجوة الغذائية التي تشهدها اليمن، مشيراً إلى إعلان الأمم المتحدة أخيراً أن سبعة ملايين يمني مهددون بخطر المجاعة، وأكد الإعلان أن اليمن يعاني أزمة غذائية هي الأسوأ في العالم.
ونوه الفلاحي بالتعاون القائم بين الهلال الأحمر الإماراتي ومنظمة الصحة العالمية على الساحة اليمنية، لافتاً إلى أن الجانبين وقعا اتفاقيتي تعاون العام الماضي أسفرتا عن مبادرة (نحن نرعاكم) لتطوير القطاع الصحي في اليمن، وتم بموجب الاتفاقيتين تنفيذ عدد من المشروعات والبرامج لدعم الخدمات الصحية في اليمن وتوفير الرعاية الطبية اللازمة للأشقاء هناك، عبر أربعة محاور أساسية شملت الوقاية والعلاج ورعاية الأمومة والطفولة وتأهيل الكوادر الطبية.