انطلاق الدراسة في المبنى الجديد لمركز دبي للتوحد
انطلقت الدراسة في مركز دبي للتوحد، أمس، في مبناه الجديد، الذي بلغت كلفة إنشائه 80 مليون درهم، بعد نجاح «الإمارات اليوم» في جمع تبرعات بقيمة 37 مليون درهم لبنائه. وقال المدير العام للمركز، محمد العمادي: «استقبلنا، أمس، طلبة المركز في مبناه الجديد بمنطقة القرهود، وفوجئنا باندماجهم بسرعة مع المبنى الجديد، وتفاعلهم مع معلميهم، لما يضمه المركز من وسائل تعليمية وترفيهية متعددة، تجذب هؤلاء الطلبة»، لافتاً إلى أن ما وصل إليه المركز من عمليات إنشاء على أحدث الطرز والتجهيزات، حظيت بدعم لا محدود من صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، وكانت قطعة الأرض التي بني عليها المركز هبة من سموه، كما حظينا بدعم مباشر ودائم من سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي، من خلال رعاية سموه جميع حملات التوعية التي قمنا بها خلال أبريل الماضي، بمناسبة اليوم العالمي للتوحد.
المتبرعون ذكر مدير عام المركز، محمد العمادي، أن قيمة التبرعات لإنشاء وتجهيز المبنى بلغت 80 مليون درهم، بخلاف الأرض التي كانت هبةً من صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، كما تبرع سموه للمركز بـ18 مليون درهم، وتبرع سمو الشيخ أحمد بن سعيد آل مكتوم، رئيس هيئة دبي للطيران الرئيس الأعلى الرئيس التنفيذي لمجموعة طيران الإمارات، بمبلغ تسعة ملايين درهم. وتوزعت التبرعات الأخرى على ما جمعته «الإمارات اليوم»، وما أسهم فيه كل من شركة الإمارات العالمية للألمنيوم، وشركة ليمان بروجيكت مانجمنت، وشركة الزجاج الفني والألمنيوم، وسوق دبي الحرة، ومؤسسة عيسى صالح القرق الخيرية، ومراكز البراحة لتعليم القرآن الكريم، وورثة أحمد عبدالله الموسى، ودبي للاستثمار، والقيادة العامة لشرطة دبي، وبلدية دبي، ومؤسسة مصبح الفتان الخيرية، وشركة الحمد للمقاولات، وهيئة كهرباء ومياه دبي، وشركة داماك، والشيخة نجلا مكتوم بن خليفة، وموزة بنت علي الوري، وشركة إعمار، وشركة وصل، ودبي القابضة، وشركة بيومرك، ومجموعة شركات الزرعوني، وعبدالله أحمد الموسى. 90 ألف قدم مربعة تبلغ مساحة الأرض، التي يقام عليها المركز 90 ألف قدم مربعة، ومساحة البناء 208 آلاف قدم مربعة، تتكوّن من أرضي وأربعة طوابق، ويبلغ إجمالي عدد الأطفال المستهدفين 210 أطفال حتى نهاية عام 2018، أما الأطفال الحاليين بالمركز فيصل عددهم إلى 70 طالباً وطالبة، وعدد المعلمين مع الإداريين 70 معلماً وإدارياً مؤهلين ومدربين في مجال التعامل مع أطفال التوحد، والطبيبة كانت تعمل في بيئة مدرسية. ويضم المركز خمسة مختبرات (حاسوب ونطق)، و10 وحدات للنطق، و10 غرف لأخصائي العمل الوظيفي، ومسبحين، ومنطقتين للعب مختلفتين، إحداهما للتدخل المبكر، والأخرى للأكبر سنّاً، وحديقة عامة، وخمس غرف استراحة، وصالتين للطعام، وغرفة طبيب، وثلاث غرف للتمريض، وغرفتين لأخصائي العائلة، ووحدة مكتبة، وغرفة تدريب، ومجلس، وغرفة اجتماعات، وأخرى للحاسوب، و10 غرف مكاتب، واستغرقت عمليات الإنشاء 10 سنوات، لاعتماد إنشائه على التبرعات. |
وثمّن العمادي الجهات والأشخاص الذين دعموا إنشاء المركز، من خلال الحملات التي أطلقت بالتعاون مع «الإمارات اليوم»، والتي تبلورت اليوم في بدء الدراسة بهذا المشروع، واستقبال أطفال مصابين بالتوحد، كما وجه الشكر لكل من أسهم في نجاح حملة «الإمارات اليوم»، وعلى رأسهم سمو الشيخ أحمد بن سعيد آل مكتوم، رئيس هيئة دبي للطيران الرئيس الأعلى الرئيس التنفيذي لمجموعة طيران الإمارات، الذي تبرّع بمبلغ تسعة ملايين درهم، كما خصّ بالشكر المواطنة موزة بنت علي الوري، من دبي، التي تبرعت بمبلغ مليون درهم، لافتاً إلى أن «الإمارات اليوم» استطاعت أن تجمع 37 مليون درهم كتبرعات، دعماً لإنشاء المركز، على مرحلتين.
وتابع: «نعمل مع وزارة التربية والتعليم لوضع آليةتسهّل عملية دمج هؤلاء الأطفال مع أقرانهم في المدارس، إذ يعمل المركز على تأهيل الأطفال إلى مستوى معين، تسهل معه عملية دمجهم في المدارس»، لافتاً إلى وضع شروط يجب توافرها في الطفل لقبول التحاقه بالمركز، تشمل إجراء التقييم الأولي، وتشخيص الطفل بأنه يعاني اضطرابات طيف التوحد، وأن يكون عمره ضمن الفئة العمرية من سنتين إلى 10 سنوات، والتأكد من عدم وجود إعاقة رئيسة أخرى، تحول دون استفادته من الخدمات التربوية والتأهيلية التي يقدمها المركز، وضمان خلوه من الأمراض المعدية، بموجب تقرير طبي متكامل.
وأضاف: «بدأ المركز في عام 2001 بأربعة موظفين في مكتب صغير، يقدم خدمات استشارية وتشخيصية، وفي عام 2003 انتقلنا إلى فيلا صغيرة بمنطقة المنارة بـ14 موظفاً، و16 طالباً، ثم انتقلنا في عام 2005 إلى مبنى آخر مستأجر يتسع لـ22 موظفاً، و41 طالباً في المرحلة الأولية، ثم وصل العدد في العام الماضي إلى 72 موظفاً، و50 طالباً، وحالياً المركز فيه 70 موظفاً، و70 طالباً مواطناً ومقيماً، ونطمح لاستقطاب 230 موظفاً، و204 طلاب بنهاية العام المقبل».
وأشار إلى أن ردود أفعال ذوي الطلبة، لحظة دخولهم المركز لأول مرة، تؤكد أنه بيئة مناسبة وفق أرقى المعايير لتأهيل هؤلاء الطلبة، بما يضمه من مرافق وعيادات علاجية متكاملة، إضافة إلى التجهيزات الداخلية، والطاقة التشغيلية، عبر برامج فرص الرعاية والشراكة، التي تتضمن برامج رعاية الفصول، وفرص رعاية شاشات العرض، وأجهزة الحاسوب، وأجهزة الطباعة، وأجهزة الماسح الضوئي، ومظلات ساحة الألعاب، وجناح العلاج الحسّي.
وأكد العمادي أهمية دعم جهود المركز، التي تهدف إلى تعزيز دوره كجهة غير ربحية، متخصصة في تأهيل الأطفال المصابين باضطراب طيف التوحد، ودعم أسرهم، والقائمين على رعايتهم، لتحقيق الرؤية والرسالة والأهداف التي أنشئ المركز من أجلها، من خلال إيجاد السبل والوسائل المختلفة لتمويل أنشطته مادياً، واستحداث وسائل جديدة تلبي احتياجاته، وتحافظ على استقلاله المادي، وتدعم مواكبته التطور الذي تشهده إمارة دبي، والنهوض به ليضاهي أفضل المراكز العالمية في المجال ذاته.
وتتجاوز الطاقة الاستيعابية للمبنى الجديد 280 طفلاً، ما بين عمر عامين و18 عاماً، حيث يضم عيادات للعلاج الحركي، وعيادات لعلاج النطق والتخاطب، ومختبرات للنطق، وفصلاً دراسياً، إضافة إلى فصول قسم التدخل المبكر، وعيادات للعلاج الحسّي، ومراكز للتقييم والتشخيص، ومعلمين للرسم، وفصولاً للعلاج بالموسيقى، وعيادات طبية، ومركزاً للتدريب، ويعمل المركز الجديد بطاقة بشرية تضم أخصائيين وإداريين، يمكن أن تصل إلى 206 موظفين.
وأشار العمادي إلى أن خطة العمل التشغيلية للمركز، تستهدف جعله الأول من نوعه في المنطقة، بما يتضمنه من برامج وأساليب علاجية، وتخصصات ومعدات وأجهزة حديثة، إضافة إلى استقطابه مختصين بمختلف الخدمات العلاجية المساندة في مجالات التشخيص والعلاج الوظيفي والنطق والعلاج الحسّي، مشيراً إلى أن المركز عمد خلال الفترة الماضية إلى تدريب الموظفين الذين وقع عليهم الاختيار للتعيين في البرامج التعليمية والتأهيلية العالمية الحديثة، والمناهج الخاصة بتعليم التوحد، كبرامج تحليل السلوك التطبيقي، واختبارات التقييم والتشخيص.
وكانت «الإمارات اليوم» أطلقت حملة ضمن مبادرات «عام الخير»، مطلع أبريل الماضي، لجمع 10 ملايين درهم، تمثل قيمة ما تبقى من كلفة إنشاء المركز، (مستحقات شركة الإنشاء والاستشارات الهندسية، إضافة إلى كلفة أعمال الديكور، واستقطاب مزيد من الكوادر التشغيلية) لتشغيل مرحلته الأولى.