«المستشفى الإماراتي» يخفّف معاناة آلاف اللاجئين الروهينغا
نجح المستشفى الإماراتي الميداني التطوعي في علاج آلاف من اللاجئين الروهينغا، خصوصاً الأطفال والمسنين، الذين يعانون أمراضاً طارئة ومزمنة، بإشراف أطباء متطوعين من الإمارات وبنغلاديش، في إطار تطوعي وتحت مظلة إنسانية، بغض النظر عن اللون أو الجنس أو العرق أو الديانة، انسجاماً مع توجيهات صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، بأن يكون 2018 «عام زايد»، وتعزيزاً لدور الإمارات ورسالتها الإنسانية، وذلك بمبادرة مشتركة من مبادرة زايد العطاء، وجمعية دار البر، ومؤسسة بيت الشارقة الخيرية، ومجموعة المستشفيات السعودية الألمانية، ومؤسسة الأمل للأمومة والطفولة البنغلاديشية، في نموذج مميز للشراكة الإنسانية للتخفيف من معاناة اللاجئين الروهينغا.
قوافل «زايد الخير» أكد عضو مجلس أمناء مبادرة «زايد العطاء» الأمين العام لمؤسسة بيت الشارقة الخيرية، سلطان الخيال، حرص قوافل زايد الخير على تقديم الدعم اللازم مع شركائها في العمل الإنساني الطبي، لتمكين الأطباء المتطوعين من تخفيف معاناة آلاف اللاجئين في المخيمات، الذين يعانون أوضاعاً مأساوية نظراً إلى تردي الوضع الصحي وإمكانية انتشار الأمراض المعدية والوبائية في الأطفال والمسنين. وقال إن المستشفى الإماراتي التطوعي الميداني يقدم حلولاً واقعية ميدانية لتخفيف معاناة اللاجئين، من خلال العمل في وحدات تخصصية ميدانية، وحافلات طبية متحركة وعيادات متنقلة ومجهزة بأحدث التجهيزات الطبية وفق أفضل المعايير. خدمة المرضى في المخيمات أفاد المدير التنفيذي لـ«أطباء الخير»، الدكتور عبدالله شهاب، بأن الأطباء الإماراتيين تطوعوا بآلاف الساعات في مهام إنسانية لمبادرة زايد العطاء، التي أسهمت في تخفيف معاناة نحو سبعة ملايين طفل ومسنّ، خلال الـ17 سنة الماضية، إضافة إلى إجراء نحو 10 آلاف عملية قلب مجانية. وأشار إلى أن القوافل الطبية ستكثف مهامها عام 2018 من خلال استقطاب مزيد من الكوادر الطبية التطوعية، وتمكينها من خدمة المرضى الفقراء في المخيمات، باستخدام أحدث العيادات المتحركة والمستشفيات المتنقلة المجهزة بأفضل الأجهزة الطبية. |
ويعمل المستشفى الإماراتي الميداني في محطته الحالية ببنغلاديش، ضمن منظومة المستشفيات الإماراتية الميدانية المتحركة لخدمة الأطفال والمسنين لمبادرة زايد العطاء في مختلف دول العالم، بالتنسيق مع الجهات الحكومية والخاصة غير الربحية، انسجاماً مع نهج مسيرة العطاء في العمل الإنساني التطوعي، الذي أرسى قواعده مؤسس الدولة المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، والاهتمام الكبير الذي توليه القيادة لترسيخ ثقافة العمل التطوعي والعطاء الإنساني.
ويأتي تشغيل المستشفى الميداني للاجئين الروهينغا استكمالاً للمبادرات الإنسانية لـ«زايد العطاء» التي قدمت حلولاً واقعية لمشكلات صحية، من خلال سلسلة من العيادات المتنقلة والمستشفيات الميدانية المتحركة والمنتشرة في كل من الإمارات، ومصر، والسودان، والصومال، والأردن، ولبنان، وتنزانيا، وموريتانيا، والمغرب، وبنغلاديش.
وأكد الرئيس التنفيذي لمبادرة زايد العطاء رئيس أطباء الإمارات، جراح القلب الدكتور عادل الشامري، أن المستشفى الميداني يقدم نقلة نوعية في مستوى الخدمات، استفاد منها آلاف الأطفال والمسنين اللاجئين الروهينغا، من خلال وحدات طبية ميدانية ومتحركة مجهزة بأحدث التجهيزات الطبية التخصصية، من وحدة للاستقبال ووحدة للطوارئ ووحدة للعناية ووحدة مختبر وصيدلية متكاملة.
وأشار إلى أن المستشفى الميداني يعمل بالتنسيق مع القنوات الرسمية لوضع خطة تشغيلية مستدامة ضمن وقت زمني، بإشراف أطباء متطوعين لتقديم أفضل الخدمات التشخيصية والعلاجية والجراحية والوقائية للأطفال، بغض النظر عن الديانة أو اللون أو الجنس أو العرق، وذلك بالتنسيق مع مركز الإمارات للتطوع، وبإشراف برنامج الإمارات للتطوع الاجتماعي والتخصصي.
وثمّن الشامري دور المؤسسات الإنسانية الإماراتية التي سخّرت جميع الإمكانات الإدارية والفنية لتمكين الأطباء المتطوعين من تخفيف معاناة آلاف من الأطفال والمسنين من اللاجئين الروهينغا الذين يعانون ظروفاً صحية سيئة نتيجة تزايد عدد اللاجئين.
وأكدت سفيرة العمل الإنساني لمبادرة زايد العطاء المدير التنفيذي لمجموعة مستشفيات السعودي الألماني الإمارات، الدكتورة ريم عثمان، أن الأطباء المتطوعين قدموا نموذجاً مميزاً للعمل الخيري والعطاء الإنساني النبيل من خلال عملهم التطوعي في المستشفى الإماراتي الميداني ووحداته الطبية الميدانية والمتحركة المجهزة بأحدث التجهيزات الطبية التخصصية التي تضم وحدة الاستقبال ووحدة للطوارئ ووحدة العناية الفائقة ووحدة المختبر وصيدلية متكاملة.
ولفتت ريم عثمان إلى أن ذلك يأتي انسجاماً مع توجيهات صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، بأن يكون 2017 «عام الخير» لتعزيز دور المؤسسات الصحية الإماراتية، ورسالتها الإنسانية للتخفيف من معاناة الفئات المعوزة، ترسيخاً لمسؤوليتها الاجتماعية تجاه المجتمعات المحتاجة.
وأفاد رئيس الوفد الإماراتي الطبي التطوعي رئيس قطاع المشاريع الخيرية في جمعية دار البر، عمران محمد عبدالله، بأن الإمارات سباقة في مجال الاستجابة للحالات الإنسانية، خصوصاً في المجالات الطبية، من خلال فرقها الطبية التطوعية وعياداتها المتنقلة ومستشفياتها المتحركة، المجهزة بأحدث المعدات وفق أفضل المعايير العالمية. وقال إن الإمارات تعتبر أول دولة عربية تدشن مستشفى ميدانياً لخدمة اللاجئين الروهينغا بإشراف فريق إماراتي بنغلاديشي طبي تطوعي، في بادرة غير مسبوقة تحسب لدولة الإمارات، ومؤسساتها الإنسانية في مجالات الإغاثة الطبية والاستجابة للحالات الطارئة.
وأوضح عبدالله أن جمعية دار البر دشنت حملة إنسانية جديدة بالشراكة مع مبادرة زايد العطاء ومؤسسة بيت الشارقة الخيرية، تحت شعار «عطاؤكم يخفف عنهم»، تستهدف علاج اللاجئين الروهينغا في بنغلاديش من خلال تقديم الدواء مع الرعاية الصحية في مستشفى ميداني متكامل.