«تعميم الخلخال» يثير استياء موظفات في بلدية كلباء
«تعميم الخلخال».. جملة عبرت بها موظفات في بلدية مدينة كلباء، التابعة لإمارة الشارقة، عبر وسائل التواصل الاجتماعي، عن استيائهن تجاه تعميم صدر من قبل إدارة البلدية يلزمهن بضوابط محددة في الزي أثناء ساعات الدوام الرسمي، وهو ما وصفنه برسالة إساءة لهن مفادها أنهن غير محتشمات.
موظفات: التعميم بمثابة اتهام مرفوض بأننا غير محتشمات. موظفة تطالب بالتحقيق بشكل عاجل في هذا القرار. |
وكانت إدارة البلدية أصدرت تعميماً إدارياً رقم (6) لسنة 2018 بشأن الزي الرسمي للموظفة وضوابطه، حصلت «الإمارات اليوم» على نسخة منه، وجاء في نصه: «بناء على التعميم الإداري رقم (1) لسنة 2018 بشأن الزي الرسمي للمرأة الإماراتية، نضع بين أيديكم ضوابط زي الموظفة، وحدود الزينة الرسمية، والذي يعكس احترامها للصرح الحكومي الذي تتواجد فيه، منها: عدم ارتداء العباءة ذات الألوان المتكلفة، والابتعاد عن أحمر الشفاه والألوان الصارخة والرموش الاصطناعية اللافتة، كذلك ظهور الغرّة وطلاء الأظافر والتراكيب اللافتة، وأخيراً لبس الخلخال وإكسسوارات الأنف، وعليه في حال عدم الالتزام بما ذكر سابقاً، وبعد استلام الإخطار سيطبق قانون اللائحة التنفيذية رقم (6) لسنة 2015 بشأن الموارد البشرية بإمارة الشارقة، وذلك حسب نظام الانضباط الوظيفي وأخلاقيات العمل، الذي ينص على مخالفات تتعلق بسلوك الموظف عند عدم التزامه بالزي الرسمي يتم إنذاره كتابياً، ومن ثم يتم خصم خمسة أيام من راتبه الأساسي، والإنذار الثالث يتم خصم عشرة أيام من الراتب الأساسي».
وتواصلت «الإمارات اليوم» مع مدير بلدية مدينة كلباء لمعرفة الدوافع والأسباب وراء إصدار التعميم، إلا أنه امتنع عن الرد.
موظفات في البلدية أكدن أنه تم توزيع تعميم الأسبوع الماضي، وكان صدمة لهن، لأنه بمثابة اتهام لهن بعدم الاحتشام، علاوة على أنه تدخل في أدق تفاصيل الزي للموظفات وفي شؤون زينتهن، ما جعلهن غير راضيات عن مضمونه، فضلاً عن أن هذا التعميم أزعج أولياء أمورهن أيضاً، إذ إنهن جميعاً ينتمين إلى أسر محافظة وعلى دراية تامة بزي المرأة الإماراتية المحتشم، ولم يخالفوه يوماً، كما أن دولة الإمارات تعطي حرية تامة للمرأة في اختيار العباءة المناسبة، والمكياج المناسب للعمل.
إحدى الموظفات، رفضت ذكر اسمها، قالت: «عند تسلّمي التعميم قررت بشكل مباشر الانتقال إلى عمل آخر يحترم حرية المرأة، ولا يعاقبها على زيها إذا ما كانت العباءة بألوان أو مزركشة، كما أن الموظفات لا يأتين بمكياج غير مناسب للعمل، ولا يضعن إكسسوارات الأنف وغيرها، وجميعهن محافظات على اللبس التقليدي».
وأيدتها في الرأي موظفة أخرى، قائلة: «لا أتصور أنني أستحق الخصم من راتبي في حال لبست عباءة ملونة أو وضعت أحمر شفاه أو غيره، وأنا وغيري من الموظفات نتساءل: على أي أساس ومنهج ستقوم لجنة بتقييم زي الموظفات؟ وكيف ستحدد ما إذا كان المكياج أو العباءة مناسبين للمعايير أم لا؟».
وطالبت بشكل عاجل بالتحقيق في هذا القرار الذي وصفته بـ«التعسفي»، لاسيما أن اللباس حرية شخصية طالما لا تتعدى على الغير وتتوافق مع الجو العام في العمل، كما أنه لا توجد موظفات يرتدين لباساً غير محتشم ولا يتناسب مع طبيعة الوظيفة.
وشنت إحدى الموظفات ــ طلبت عدم ذكر اسمها ــ هجوماً على من يحاول الوصاية عليها أو غيرها من الموظفات، مبينة أنها ترتدي ما تشاء من منطلق حريتها الشخصية، ولا تعتقد أن لأحد الحق في محاسبتها على ذلك، أو الخصم من راتبها.