«الصحة»: خطة لتطوير خدمات الصحة النفسية للأطفال والمراهقين
كشفت وزارة الصحة ووقاية المجتمع أنها بصدد تنفيذ خطة لتعزيز وتطوير خدمات الصحة النفسية، تتضمن التركيز على تطوير العيادات التخصصية التي تقدم الخدمات العلاجية للأطفال والمراهقين، وفق استشاري الطب النفسي، مدير مستشفى الأمل للصحة النفسية، الدكتور عادل كراني، الذي أوضح أن اضطرابات النمو والاكتئاب والقلق أبرز الأمراض النفسية لهاتين الفئتين بالدولة.
وقال إنه وفقاً لمنظمة الصحة العالمية، ونتائج بحثية حديثة، فإن نحو 20% من الأطفال والمراهقين مصابون باضطرابات نفسية، أي واحد من كل خمسة أطفال أو مراهقين يعاني اضطراباً نفسياً.
وأوضح كراني لـ«الإمارات اليوم» أن مستشفى الأمل للصحة النفسية يقدم خدمات العلاج النفسي للأطفال والمراهقين حتى عمر 18 عاماً، حيث يختلف نوع التشخيص حسب المرحلة العمرية، مشيراً إلى كثرة اضطرابات المزاج والقلق في مرحلة المراهقة، فيما تكون الاضطرابات النمائية بشكل أوضح في مرحلة الطفولة.
وقال: «الاستعداد الجيني، والعوامل البيئية، مثل ديناميكيات الأسرة والضغوط الاجتماعية، تمثل أبرز العوامل للإصابة بالمرض النفسي، إضافة إلى الإصابات العضوية، والتعرض للإساءة النفسية، والجسدية أو الجنسية».
وأكد أن التأخر في عملية التشخيص ونقص الوعي بالاضطرابات النفسية، وراء تفاقمها، وقد تهدد بتدهور الحالة الصحية للأطفال المصابين.
وفي ما يتعلق بأكثر الأمراض النفسية انتشاراً بين الأطفال في الدولة، أوضح الدكتور كراني، أن مستشفى الأمل للصحة النفسية يستقبل العديد من التشخيصات التي تندرج تحت مظلة الاضطرابات النمائية، مثل اضطراب طيف التوحد، والقدرات العقلية المحدودة، والتأخر العقلي، واضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه، كذلك يستقبل على مستوى العيادة الخارجية عدداً ملحوظاً من حالات اضطراب المزاج، مثل الاكتئاب، واضطراب ثنائي القطب، واضطرابات القلق بأنواعها.
وأكد أن وزارة الصحة ممثلة في مستشفى الأمل تتبع أحدث الطرق العلاجية المتفق عليها عالمياً، التي تتبع أحدث الأبحاث العالمية في هذا المجال، حيث يعتمد العلاج على فكرة الفريق العلاجي الذي يشمل العلاجات النفسية، والعلاج الوظيفي، والعلاج اللغوي، والعلاج الدوائي في حالة الاحتياج إليه.
ولفت إلى أن الوزارة تعمل على استثمار الكثير من الموارد لتنمية الخدمات النفسية للأطفال والمراهقين، مؤكداً أن الوقت الراهن هو الوقت الذهبي لنمو تلك الخدمات من حيث الموارد البشرية والخدمات المقدمة أو التي في خطة التطوير.
من جانبه، أفاد رئيس مركز التميز للصحة النفسية للأطفال واليافعين في مستشفى الجليلة التخصصي للأطفال، الدكتور عمار البنا، أنه حتى الآن لا توجد دراسات بحثية مرجعية تبين نسبة انتشار الأمراض النفسية في الدولة، مشيراً إلى وجود دراسات محدودة النطاق، تشير إلى أن انتشار الاضطرابات النفسية للأطفال والمراهقين في الإمارات يقارب دول العالم، مؤكداً الحاجة الماسة لدراسات بحثية مسحية رصينة للتوصل إلى نسبة انتشار هذه الاضطرابات في الدولة، وكذلك العوامل المرتبطة بها بشكل محدد في دولة الإمارات.
وأشار إلى أن منظمة الصحة العالمية، والعديد من الأبحاث العلمية، تشير إلى انتشار الاضطرابات النفسية بين الأطفال واليافعين بنسبة تصل إلى 20%، أي أن واحداً من كل خمسة أطفال أو يافعين يعاني إضرابات نفسية.
ولفت إلى أن الاضطرابات النفسية لدى الكبار تبدأ قبل عمر 14 عاماً، والغالبية قبل عمر 20 سنة، فيما كشفت دراسة علمية شملت 27 دولة لبحث انتشار الاضطرابات النفسية بين الأطفال واليافعين، أن نسبة الإصابة باضطرابات القلق تصل إلى نحو 8%، وفرط الحركة وصعوبة التركيز نحو 5%، والاكتئاب نحو 4%، والاضطرابات السلوكية نحو 5%، كما أظهرت دراسة أجريت في الولايات المتحدة أن نسبة اضطراب طيف التوحد 1.5% تقريباً.
وتابع أن بدء ظهور بعض الاضطرابات النفسية له علاقة بالعمر، لأن الأمراض النمائية العصبية، على سبيل المثال اضطراب طيف التوحد، تبدأ أعراضها في مراحل النمو المبكرة، وكذلك فرط الحركة وصعوبة التركيز في الغالب قبل أو خلال المراحل الدراسية المبكرة، بينما تظهر أعراض الاضطرابات الذهانية مثل الفصام المبكر في سن المراهقة.
أسباب الأمراض النفسية عند الأطفال والمراهقين
عزا رئيس مركز التميز للصحة النفسية للأطفال واليافعين في مستشفى الجليلة التخصصي للأطفال، الدكتور عمار البنا، أبرز أسباب الأمراض النفسية للأطفال والمراهقين، إلى التفاعل بين العوامل الوراثية والظروف الاجتماعية والبيئة الحاضنة، كما تمثل العوامل الوراثية والجينية نسباً متفاوته، فعلى سبيل المثال تلعب الجينات دوراً أساسياً في اضطراب طيف التوحد وفرط الحركة بنسبة تراوح بين 80 و90%، بينما يصل دور العوامل الجينية في الإضرابات الذهانية إلى نحو 75%، ما يعني أن كل طفل لديه قابلية مختلفة للإصابة بالأمراض النفسية، ولذلك تلعب البيئة دوراً رئيساً في ظهور الأعراض على الطفل، أو مساعدة الطفل في التكيف على حالته الصحية.
وأشار البنا إلى أن أهم طرق العلاج يتمثل في إحداث التكامل النفسي والاجتماعي، ووضع خطة متكاملة بناءً على الوضع الخاص والحالة المتعلقة بكل طفل.