أهم بنودها التواصل مع الكادر والجمهور وإنتاج محتوى منافس
«وان إفرا» يقدم وصفة علاجية للإعلام التقليدي
قدمت جلسات اليوم الختامي لفعاليات الدورة الـ14 من مؤتمر الاتحاد العالمي للصحف وناشري الأنباء «وان إفرا»، أمس، وصفة للمؤسسات الإعلامية التقليدية لمواجهة التحديات التي فرضتها تقنيات التكنولوجيا الحديثة وأدوات الإعلام الجديد، من بينها ضرورة أن تحدد المؤسسات أهدافها استناداً لبيانات ومعلومات جُمعت بشكل علمي، وتصنيف أنواع المتلقين والمتابعين قبل وضع أي خطة تطويرية.
وتضمنت الوصفة ضرورة المحافظة على أعلى درجات التواصل الفعال على مستويين، الأول داخل المؤسسة الإعلامية بين متخذي القرار والكادر الصحافي، والآخر بين المؤسسة الإعلامية والجمهور المتابع لها. وخلصت الجلسات إلى أن فوائد التكنولوجيا الحديثة لا يمكن أن تؤتي بثمارها من دون مهارات بشرية لكادر صحافي مهني ومبتكر ومحترف، ويمتلك رؤية واضحة عن أهم الأولويات والقضايا بالنسبة لنوع الجمهور، الذي يتوجه إليه في إنتاج القصة الصحافية، وذلك ليتمكن من تقديم محتوى منافس وجذاب.
وواصلت قضية تسخير أدوات التكنولوجيا والاتصال الحديثة - في إنتاج محتوى إعلامي منافس يُبقي مؤسسات الإعلام التقليدية على قيد الحياة - الاستحواذ على معظم محاور جلسات اليوم الثاني، وناقش المشاركون أهم استراتيجيات الابتكار والتطوير في أساليب عمل غرف الأخبار، وطرحوا مزيداً من نماذج التحول إلى الإعلام الرقمي، والأخذ بعين الاعتبار «بيع المحتوى الإعلامي» كأحد مصادر الدعم المالي لاستمرار المؤسسات الإعلامية التقليدية.
من جهتها، قالت مديرة برنامج القيادة في مؤسسة «رويترز»، الدكتورة ألكسندرا بوخاردت، إن التكنولوجيا الحديثة لن يكون لها نفع إن لم تمتلك المؤسسة الإعلامية استراتيجية، ورؤية واضحة تتبدل وفق تغير المعطيات والأولويات، التي تحددها الأرقام والبيانات الإحصائية عن أهم ما ينتظره المتلقي.
وأشارت إلى إجراء «رويترز» استطلاعات دورية سنوياً، تسأل رؤساء التحرير وأبرز الصحافيين ومديري المنصات الرقمية والقيادات المعنية بإنتاج المحتوى الإعلامي على مستوى العالم، حول نظرتهم للتوجهات والتطلعات المستقبلية في صناعة الإعلام والابتكار في تطوير عمل غرف إنتاج الأخبار.
ولفتت إلى عوامل يجب أن تؤخذ في الاعتبار لزيادة المتابعين، من بينها أهمية التأكد أنهم قادرون على الوصول إلى القنوات الإعلامية المختلفة التي تستخدمها المؤسسة لتقديم أخبارها وقصصها الصحافية، مضيفة أن 30% من متابعي «رويترز» يصلون إلى المحتوى بشكل مباشر، معتبرة أنها نسبة منخفضة مقابل النسبة الأكبر التي تحصل على المحتوى عبر وسائل التواصل الاجتماعي ومصادر الأخبار الأخرى.
وأشارت بوخاردت إلى أحدث الإحصاءات المتعلقة بالكشف عن كيفية تقييم ناشري الأخبار، لدرجة أهمية وسائل نقل الأخبار المختلفة الموزعة بين قنوات التواصل الاجتماعي والمواقع الإلكترونية والمنصات الأخرى، التي أظهرت تغيرات عن نتائج العام الذي سبق، حيث تراجعت حصة الـ«فيس بوك»، على سبيل المثال، لتصل إلى 43%، فيما ارتفعت حصة «غوغل» إلى 87%.
وعرضت عدداً من استخدامات التكنولوجيا الحديثة في غرف إنتاج الأخبار، تضمنت تسخيرها في طرق رواية القصة الصحافية، واكتشاف نوع المتلقين وتوجهاتهم ورغباتهم إضافة إلى الكشف عن اهتماماتهم لاستثمارها بشكل متواصل في صنع سبق خبري.
من ناحيته، أكد رئيس الاتحاد العالمي لناشري الأخبار، ديفيد كولوي، أن نسبة استهلاك المحتوى المقدم عبر الإعلام الرقمي، تواصل تسجيل أعلى النسب، تحديداً عبر الهواتف، موضحاً أنها بلغت 64% نهاية العام الماضي، في 32 دولة من بينها الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا.
وجدد التحذير من أن نقل الخبر عبر المنصات الإلكترونية وقنوات التواصل الاجتماعي، ممكن أن يكون سلاحاً خطراً يستخدمه أصحاب الأجندات في تزييف الحقائق والترويج لأخبار قد تؤدي إلى خسارة الملايين، في حالات مثل الأخبار المزيفة عن الأسواق المالية.
وتابع أن الصدقية والمسؤولية في نقل الأخبار والمعلومات، تشكلان العامل الأول والأهم من العوامل المطلوبة للمحافظة على ولاء المتابعين وجذب متابعين جدد.
64 %
نسبة استهلاك
المحتوى المقدم عبر
الإعلام الرقمي، حتى
نهاية العام
الماضي،في 32 دولة.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news