تحتضن 13 حالة.. وتستهدف الأسرة بالتوعية
«واحات الرشد» تؤهل مرضى نفسيين وأصحاب همم لإعادة دمجهم في المجتمع
أفادت دائرة الخدمات الاجتماعية في الشارقة بأن إدارة واحات الرشد التابعة لها، والمعنية باستقبال وإيواء المرضى النفسيين وأصحاب الهمم من المواطنين، تقدم خدمات توعوية للمرضى النفسيين وأسرهم، مشيرة إلى أن الإدارة تحتضن حالياً 13 حالة، بينها أربع إناث، من فئة المرضى النفسيين والعقليين، وذوي الإعاقات الذهنية والجسدية، المحرومين من الرعاية الاجتماعية، لافتة إلى أنها استطاعت دمج العديد من الحالات بالمجتمع، عبر تأهيلها وتدريبها.
وتفصيلاً، أكد مدير إدارة «واحات الرشد»، خالد العبدولي، لـ«الإمارات اليوم»، أن المرضى النفسيين والعقليين يواجهون العديد من الصعوبات، وتجاوزها يعتمد على الأسرة، إذ إن الأسرة بحاجة إلى زيادة الوعي بالأمراض النفسية، وتخجل من الإفصاح عن مرض أحد أفرادها، ولا تتعامل معهم بأسلوب علمي، ما يجعل الحالة تتدهور، وتزيد صعوبة علاجها، إذ إن بعضهم يرفض علاج المريض.
وأشار إلى أن «واحات الرشد» أنشئت عام 2007، واستقطبت العديد من الحالات، إما عن طريق التبليغ عن الحالة، أو لجوء الأسرة لمبنى الإدارة، وطلب خدماتها، مشيراً إلى أن عدد الموجودين في الإدارة حالياً 13 حالة، منها أربع في قسم الإناث، وتسع في قسم الذكور، ممن تراوح أعمارهم بين 18 و59 عاماً، وتتم إعادة دمجهم في المجتمع، بعد تأهيلهم وتدريبهم.
ولفت مدير إدارة «واحات الرشد» إلى أن الموجودين في الإدارة بحاجة إلى تأهيل وتدريب، وجميع الحالات يتم إخضاعها لعلاج وبرامج توعوية عبر وضع خطة تدريبية وعلاجية لمدة شهرين أو أكثر، حسب طبيعة الحالة والخطة العلاجية المحددة من قبل الأخصائيين.
وأشار إلى أن الحالات التي يتم استقبالها تكون معظمها محولة من الجهات المعنية، أو يتم الإبلاغ عنها من قبل الأقارب أو الجيران، وبدوره يجري فريق الإدارة زيارة ميدانية للمنزل، لمتابعة الحالة وتقديم الخدمات لها، سعياً للدمج الاجتماعي.
وبين العبدولي أن معظم الحالات تحتاج وقتاً طويلاً للوصول لمرحلة الاستقرار، لافتاً إلى أن أكثر ما يقلق المريض النفسي هو وقت الفراغ الذي لا يعرف ماذا يفعل فيه، إذ يقوم الأخصائيون في «واحات الرشد» بشغل هذا الوقت ببرامج متنوعة مفيدة، الأمر الذي يسهم بتحسن حالتهم النفسية والمرضية.
وأشار إلى أن معظم المرضى في الإدارة يعانون «الفصام»، وهو مرض عقلي يصيب الشخص باضطراب في التفكير والوجدان والسلوك يبعده عن الأهل والأصدقاء، ويعزله حتى عن محيط عمله ودراسته.
وأكد أن من ضمن شروط الدخول إلى الادارة والإيواء أن يكون من مواطني دولة الإمارات، ولديه تقرير طبي مشخص وموثق من مستشفى حكومي، ولديه الرغبة في الخضوع للبرامج التدريبية والتوعوية والعلاجية وأنه غير مجبر عليها.
قصص تعافٍ ودمج مجتمعي
كشف مدير إدارة «واحات الرشد»، خالد العبدولي، أن الإدارة نجحت، في دمج مجتمعي لحالات «فصام» من المنتسبين لها، بعد التأكد من بلوغها مرحلة الاستقرار النفسي، نتيجة تلقيها العلاج.
وأشار إلى أن إحدى الحالات تم النجاح معها، حيث إن المريض كان يعاني «الفصام»، ما سبب له تفككاً أسرياً والابتعاد عن أبنائه وزوجته ووالديه، وتم إخضاعه لجلسات نفسية واجتماعية، وتدريبه وتأهيله، ومتابعة تناول أدويته النفسية، ويتم تقديم التوجيه من فريق عمل «واحات الرشد» للأسرة وطرق التعامل مع الحالة، وتم إخضاعه لبرنامج الدمج الجزئي لتسهيل عملية الدمج الكلي مع أسرته، وتتم متابعته، لضمان استقرار حالته النفسية.
وبين العبدولي أن حالة أخرى تم دمجها اجتماعياً وتدريبها، مشيراً إلى أن الأخصائيين لمسوا أن لديها مهارات في الرسم والفنون والطباعة، ما دعا الخدمات الاجتماعية لاستخراج رخصة منزلية لها، ومشاركتها المستمرة في المهرجانات والفعاليات.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news