«الصحة» توفر عيادة لمصابي متلازمة داون في مستشفى الفجيرة
كشفت وزارة الصحة ووقاية المجتمع عن إطلاق حزمة مبتكرة من خدمات الرعاية الصحية لمصابي متلازمة داون، تتضمن إنشاء عيادة متعددة التخصصات في مستشفى الفجيرة، وإقامة وحدة إلكترونية للإشراف الصحي على مصابي متلازمة داون، ما يسهم في المراقبة المبكرة، والتأكد السريع من دقة التشخيص.
يأتي ذلك في إطار التوجهات الحكومية نحو تطوير الخدمات الصحية المقدمة لأصحاب الهمم، ومنهم مصابو متلازمة داون، وتماشياً مع توصيات الأكاديمية الأميركية لطب الأطفال والكلية الأميركية لعلم الوراثة الطبية.
ويحقق المشروع التواصل الفعال بين الأقسام المختلفة للعيادات متعددة التخصصات، التي تضمّ كل المعنيين برعاية أطفال متلازمة داون. ويشمل استشاري الجينات الإكلينيكي، أخصائي أمراض القلب للأطفال، الأنف والأذن والحنجرة، السمع، علاج النطق، طب العيون، العلاج الطبيعي، التمريض، إضافة إلى أخصائي اجتماعي.
وأشار الوكيل المساعد لقطاع المستشفيات، الدكتور يوسف محمد السركال، إلى أن هذه الخدمة الفريدة من نوعها بالدولة بدأت في إحداث تحول نوعي في أسلوب الرعاية الصحية من خلال عيادة متلازمة داون، التي توفر سبل مراقبة عالية الجودة في بيئة صديقة للمرضى من قبل أطباء الأطفال، وإشراك أخصائي اجتماعي متخصص للاهتمام بالصحة النفسية والعاطفية، لتحفيزهم على إطلاق قدراتهم، ضمن منظومة رعاية متكاملة تكفل لهم جودة الحياة.
وقال إن الوزارة تسير بخطى ثابتة نحو إحداث نقلة نوعية غير مسبوقة في تقديم الرعاية الصحية، ومواصلة تحسين الرحلة العلاجية للمرضى، لاسيما أطفال متلازمة داون، تمهيداً لحقبة جديدة من الرعاية الصحية الذكية، المرتكزة على الابتكار.
وأضاف: «وضعنا أسساً متينة لاستراتيجيتنا التي تواكب أحدث الممارسات العالمية في توفير أفضل خدمات الرعاية الصحية الشاملة والمبتكرة، وبناء أنظمة الجودة والسلامة العلاجية والصحية والدوائية».
وأكد أهمية إدراج وحدة إلكترونية خاصة للعناية بمرضى متلازمة داون، تم توفيرها في مستشفى الفجيرة ومستشفى القاسمي للأطفال والنساء والولادة، ومستشفى صقر في رأس الخيمة، مشيراً إلى أن «المرحلة الأولى من المشروع تم تشغيلها فعلياً في أعقاب التطبيق الناجح على مجموعة صغيرة من الأطفال المصابين بمتلازمة داون، مؤلفة من 15 طفلاً، في قسم طب الأطفال بمستشفى الفجيرة» موضحا أنه سيتم التوسع في المشروع، في الشهور المقبلة، ليشمل ما يزيد على 110 أطفال.
وأكد السركال أهمية تمكين أصحاب الهمم من ذوي متلازمة داون، وتعزيز برامج التدخل المبكر لدمجهم وتطوير قدراتهم وتأهيلهم للتفاعل مع المجتمع، وتقديم الرعاية الصحية المناسبة، تفادياً لإصابتهم بأي مضاعفات صحية.
بدورها، قالت مديرة إدارة المستشفيات في الوزارة، الدكتورة كلثوم البلوشي، إن المشروع ينقسم إلى مرحلتين، المرحلة الأولى من الولادة حتى سن ثلاث سنوات، ومن أربع سنوات إلى 12 سنة، أما المرحلة الثانية فتختص بالبالغين المصابين بمتلازمة داون، لافتة إلى أن هذا المشروع أسهم في المراقبة المبكرة، ومن ثم التأكد السريع من التشخيص، وما يصاحب ذلك من أعراض فرعية، فضلاً عن الفحص السريع للأمراض الرئيسة المرتبطة بمتلازمة داون، ومن بينها العيوب الخلقية بالقلب، التي توجد في نحو ثلث الأطفال المصابين بهذا المرض.
وأشارت إلى زيادة الوقت المخصص لكل حالة من حالات متلازمة داون إلى 90 دقيقة مع طبيب الأطفال، إضافة إلى التحضير لجلسة مع الأخصائي الاجتماعي، وفريق التمريض المتخصص.
وقالت إن عدد الزيارات اللاحقة والاستشارات المتخصصة والفحص الدوري المخبري والإشعاعي، تُحدد منذ الزيارة الأولى، لضمان استكمال الإجراءات كافة المرتبطة بالإشراف الصحي المناسب لأطفال متلازمة داون.