مؤسسة الإسعاف تعاملت مع 184 حالة العام الجاري
دبي تنقذ مرضى توقفت قلوبهم وغابوا عن الحياة لساعات
عندما يتوقف القلب فجأة تنتهي حياة الإنسان، لم يعد هذا المفهوم معترفاً به طبياً، وذلك بعد عودة كثير من المرضى الذين توقفت قلوبهم فترات زمنية تراوح بين دقائق وساعات إلى الحياة مرة أخرى، بعد حصولهم على عملية إنعاش قلبي في الوقت المناسب، ليعودوا لممارسة حياتهم مرة أخرى، بعد أن كانوا في حالة تصنف طبياً بين الحياة والموت.
وحسب مؤسسة دبي لخدمات الإسعاف، فإنها تعاملت مع 184 حالة تعرضت لتوقف القلب بشكل مفاجئ منذ بداية العام الجاري، تم إنقاذهم بعد تلقي الإسعافات الأولية في الوقت المناسب، وذلك من بين 5220 مريضاً بالقلب تعاملت معهم المؤسسة خلال العام الجاري.
من جهته، قال المدير التنفيذي رئيس قسم أمراض القلب والقسطرة في مستشفى راشد في دبي، الدكتور فهد باصليب، إن مستشفيات صحة دبي استقبلت كثيراً من حالات تعاني توقف القلب المفاجئ، لأسباب مختلفة، تراوح عملية إنعاشهم وإعادتهم إلى الحياة بين دقائق وساعات، حيث بلغت الفترة القصوى للإنعاش القلبي لإحدى الحالات في مستشفى دبي أخيراً ثلاث ساعات، وهي إحدى أطول فترات توقف القلب، التي تم رصدها أخيراً.
وأوضح أن توقف القلب المفاجئ عادة ما يحدث نتيجة اختلال في كهرباء القلب، والتي قد تحدث لأسباب عدة تصاحب مرضى القلب أو من لديهم عوامل الإصابة بالمرض، الأمر الذي ينقل الإنسان إلى حالة يكن فيها بين الحياة والموت، حيث تصل احتمالية نجاته وعودته إلى الحياة مرة أخرى 50% إذا تلقّى الإسعافات الأولية، وعملية الإنعاش القلبي خلال أربع دقائق من توقف القلب، فيما تتراجع النسبة إلى 10% بدءاً من الدقيقة الخامسة فما أكثر.
وأضاف باصليب «تستمر عملية الإنعاش القلبي الرئوي للمريض حسب المتبع عالمياً 45 دقيقة متواصلة، وفي حالة عدم الاستجابة تتوقف عملية الإنعاش، أمّا في حالة وجود استجابة متقطعة خلال عملية الإنعاش، بحيث يغذي القلب الدماغ بالدم بشكل غير ثابت، ففي هذه الحالة يمكن أن تمتد عملية الإنعاش القلبي لساعات إلى أن يستفيق المريض ويعود إلى حالته المستقرة، أو أن يتوقف القلب عن الاستجابة فتتوقف عملية الإنعاش».
وشدّد على ضرورة تلقي المريض إسعافات أولية خلال الدقائق الأربع الأولى من توقف قلبه، كونها دقائق فاصلة في عودته إلى الحياة بصحة جيدة، بحيث تتراجع فرص النجاة تدريجياً ويبقى بين خيارين إما العودة مع مضاعفات صحية خطرة، بسبب تأثر الدماغ، أو الموت.
وأشار إلى أن المريض الذي يتوقف قلبه داخل المستشفى عادة ما يكون الأوفر حظاً، حيث يتم تدارك الحالة منذ الدقيقة الأولى، خصوصاً مع توفّر الكوادر الطبية والأجهزة الإسعافية المتطورة، فيما تتطلب الحالات التي يتوقف قلبها سواء في المنزل أو الأماكن العامة أن يتداركه شخص لديه القدرة والمعرفة الجيدة بآلية الإسعاف القلبي الرئوي، الأمر الذي يعتبر حاسماً في إنقاذ حياة الإنسان.
وكان أطباء في مستشفى دبي تمكنوا، أخيراً، من إنقاذ حياة مريضة (65 سنة) كانت تعاني توقفاً تاماً في القلب، وتصلباً في الشرايين، وضيقاً شديداً في التنفس، حيث باشر الأطباء إجراء عملية إنعاش قلبي رئوي، استمرت ثلاث ساعات متواصلة، حاول خلالها الفريق الطبي تفادي المضاعفات الناجمة عن توقف القلب.
كما تعامل مسعفو دبي مع حالة مريض توقف قلبه، ونقل لمستشفى خاص، وأجريت له الإسعافات ليعود قلبه للنبض بعد توقف استمر نحو ساعتين.
مبادرة تعليم
قال رئيس قسم أمراض القلب والقسطرة في مستشفى راشد بدبي، الدكتور فهد باصليب، إن المستشفى عمل على تنفيذ مبادرة لتعليم ذوي مرضى القلب آلية تنفيذ عملية الإنعاش القلبي الرئوي، وذلك من خلال عدد من الدورات المجانية، التطوعية، التي بدأت منذ ثلاث سنوات، ومستمرة حتى اليوم.
وأوضح أن هيئة الصحة في دبي تهدف من خلال المبادرة إلى زيادة فرص النجاة لمرضى القلب، خصوصاً إذا تعرض أحدهم لتوقف القلب المفاجئ، حيث يتمكن أحد أفراد أسرته من إنقاذه إلى حين وصول سيارة الإسعاف.
• الدقائق الأربع الأولى حاسمة في إنقاذ حياة المرضى المتوقفة قلوبهم.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news