ازدياد الطلب على شراء الكمامات الطبية 50 ضعفاً
كشف صيادلة في مناطق مختلفة من الدولة أن الطلب على الكمامات الطبية زاد بشكل كبير، خلال الأيام الماضية، بنسبة وصلت، وفقاً لتقديراتهم، إلى 50 ضعفاً، مقارنة بحجم المبيعات المعتاد، لافتين إلى أن الإقبال الشديد على شراء الكمامات أدى إلى وجود نقص شديد في الكمية المتوافرة في الأسواق حالياً.
وأوضحوا أن الكمامات الطبية كانت تستخدم من بعض المرضى الذين يعانون ضعفاً في المناعة، إضافة إلى الأطباء والممرضين، في المنشآت الطبية، والعاملات في الصالونات النسائية، للوقاية من روائح الصبغات وكريمات فرد الشعر، إلا أن ظهور فيروس «كورونا»، وما صاحبه من قلق عالمي وتهويل إعلامي، أدى إلى ارتفاع الطلب على الكمامات، لافتين إلى أن متوسط المبيعات المألوف لم يكن يتجاوز ثلاث عبوات أسبوعياً، على أقصى تقدير، وارتفع الرقم خلال الأيام الماضية إلى أكثر من 50 عبوة يومياً.
وأكدت وزارة الاقتصاد أن استغلال حالة ارتفاع الطلب الاستهلاكي على هذه المواد، ورفع أسعارها، ممارسة مخالفة للقانون.
وأشارت إلى تنظيم حملات تفتيشية مكثفة على منافذ البيع، لضمان التزامها بالأسعار التي كانت تباع بها الكمامات قبل انتشار أخبار فيروس كورونا عالمياً.
وفيما أكدت مراكز تسوق نفاد مخزون الكمامات لديها، وسعيها لطلب كميات من أسواق الإمارات الأخرى، أو استيرادها من الخارج، أشار مستهلكون إلى أن أسعار الكمامات الطبية شهدت ارتفاعاً كبيرا، زادت نسبته على 100%، إذ ارتفع سعر العلبة التي تحوي 50 كمامة من 17 درهماً إلى 40 درهماً.
وتفصيلاً، رصدت «الإمارات اليوم» نفاد الكمامات الطبية من عدد كبير من الصيدليات ومراكز التسوق في الدولة، نتيجة شراء كميات كبيرة منها، لاستخدامها أو تخزينها، فيما سحبت مراكز طبية ومستشفيات الكميات الموجودة في الصيدليات التابعة لها، لاستخدامها داخلياً من الطاقم الطبي والمراجعين، خصوصاً في الأقسام التي تشهد زحاماً، مثل قسم الأطفال والنساء، وقسم الطب الباطني.
كما رصدت «الإمارات اليوم» خلال جولة ميدانية، أمس، على بعض الصيدليات، نفاد كمامات الوقاية العادية، ذات اللونين الأزرق والأبيض، التي تباع بأقل من درهم، من معظم الصيدليات، نتيجة الإقبال الكبير على شرائها.
وارتفع الطلب على كمامة N95، ما تسبب في رفع سعرها ليصل إلى تسعة دراهم، فيما كانت تباع بأقل من سبعة دراهم.
وقال صيادلة إنهم لم يتمكنوا من توفير الكمامات العادية، نتيجة عدم تمكن الشركات من توريدها إليهم، ما أدى إلى نفادها من معظم الصيدليات والمراكز التجارية في الدولة، لافتين إلى توريد كميات كبيرة من كمامات N95، ذات الجودة العالية.
وقالوا إن العبوة تضم 20 كمامة من نوع N95، وتباع بـ175 درهماً، فيما كانت تباع بـ50 درهماً، لافتين إلى أن سعر الكمامات ارتفع بنسبة 300% خلال الأيام الماضية، خصوصاً مع عودة الطلبة إلى الدراسة، وتداول أخبار فيروس كورونا.
وأضافوا أن بعض الأسر تعتقد أن الكمامات تقي من الفيروس أو الأنفلونزا بشكل كامل، في حين أن الإجراءات الوقائية والنظافة الشخصية عامل أساسي في الحد من الإصابة بأي فيروس وبالأمراض المعدية.وأكد الصيادلة: محمد عبدالباقي، وأشرف وهيب، ومنى مقداد، وأشوك مانيش، نفاد مخزون الكمامات الطبية لديهم من نهاية الأسبوع الماضي، مشيرين إلى أن المراجعين كانوا يشترون أكثر من علبة.
وأضافوا أن أسعار الكمامات لم تشهد زيادة، إلا أنهم لا يعلمون الأسعار الجديدة، خصوصاً أن هناك استهلاكاً عالمياً كبيراً للكمامات، ما سيؤثر سلباً في الاستيراد، ويسهم في رفع الأسعار.
وقال صيادلة يعملون في صيدليات تابعة لمراكز ومستشفيات خاصة، باسل ميتياس، ومحمود راغب، ومنار خليفة، وولاء مرتضى، إنهم تلقوا أوامر إدارية، بتحويل الكميات المتبقية من الكمامات إلى الصيدليات الداخلية للمنشآت الصحية، لاستخدامها داخلياً من جانب الكادر الطبي والإداري والمراجعين.
في المقابل، أكد متسوقون وجود نقص شديد في الكمامات الطبية في منافذ البيع الكبيرة والصغيرة، وارتفاع أسعارها خلال الأيام الماضية بنسبة تجاوزت 100%، فبعد أن كان سعر العلبة ما بين 12 و20 درهماً، قفز إلى 40 درهماً.
وقال المستهلك، فيصل سالم، إن هناك نقصاً شديداً في الكمامات الطبية في منافذ البيع، وإنه بحث عنها بعد الأنباء عن انتشار فيروس كورونا عالمياً، إلا أنه لم يجد أي نوع منها.
وأضاف أنه وجد، بعد عناء، نوعاً من الكمامات المستوردة يتضمن ثلاث كمامات تستخدم لمرة واحدة، بسعر 16 درهماً، وهو ما اعتبره سعراً مرتفعاً، لأن العلبة التي تتضمن 50 كمامة كانت تباع بسعر يراوح بين 12 و20 درهماً.
وقال المستهلك عبدالله جمعة إنه بحث عن الكمامات الطبية في عدد من المنافذ الكبرى، إلا أن سعر ما هو متوافر منها مرتفع جداً.
وذكر المستهلك رامي نايل أنه اشترى علبة كمامات محلية الصنع بسعر 12 درهماً، وأن مسؤول المنفذ أخبره بأنها العلبة الأخيرة الموجودة لديه.
وأفادت المستهلكة آية حماد بأنها وجدت علبة تتضمن 50 كمامة، تباع بسعر 18 درهماً.
وقالت إن البائع أخبرها بأنه يبيع الكمامة الواحدة بدرهم، للاستفادة من ارتفاع الطلب ونقص الكمامات، فضلاً عن عدم قدرة البعض على شراء كمية كبيرة منها.
وأكد مسؤول في أحد منافذ البيع الكبيرة، إبراهيم علي، أن الكمامات نفدت خلال الأسبوع الماضي، بعد ارتفاع الطلب عليها. وأضاف أن المنفذ حاول الاتصال بأكثر من شركة موردة، إلا أنها أكدت صعوبة التوريد في الوقت الراهن.
وأيده في الرأي صاحب بقالة صغيرة، سالم باهرزاد، مشيراً إلى أن الكمامات الموجودة في البقالة نفدت كلها خلال أقل من 24 ساعة بعد انتشار فيروس كورونا عالمياً، مشيراً إلى أنه لا يستطيع تلبية طلبات المستهلكين، نتيجة توقف عملية التوريد.
وأكدت جمعية الإمارات لحماية المستهلك أن هناك نقصاً في الكمامات المتوافرة في بعض المناطق في الدولة، نظراً لزيادة الطلب عليها، ما يتطلب تشديد الرقابة من الجهات المعنية في مختلف مناطق الدولة للحيلولة دون ارتفاع أسعارها.
وأشار رئيس الجمعية، محمد خليفة بن عزير المهيري، إلى تنفيذ حملات تفتيشية مكثفة على منافذ البيع والصيدليات للتأكد من الالتزام بالأسعار المحددة، التي كانت تباع بها قبل انتشار «كورونا» عالمياً، مؤكدا تلقي الجمعية شكاوى من مستهلكين تتعلق برفع منافذ بيع وصيدليات أسعار الكمامات، مستغلة ارتفاع الطلب عليها.
وأكد صيادلة لـ«لإمارات اليوم» طلب شحنات إضافية من الكمامات الطبية، من الموردين، لتلبية الطلب المتزايد عليها.
وقالوا إن الإقبال على شرائها تضاعف كثيراً خلال الأيام الماضية، الأمر الذي تسبب في نفاد الكميات المتوافرة منها.
من جانبها، أهابت وزارة الاقتصاد بمنافذ البيع والجمعيات التعاونية والصيدليات ومتاجر المواد الطبية في جميع أنحاء الدولة بعدم اللجوء إلى رفع أسعار الكمامات ومواد التعقيم، على خلفية ارتفاع الطلب عليها في الفترة الحالية، بالتزامن مع انتشار فيروس كورونا، وإعلان منظمة الصحة العالمية حالة طوارئ صحية عالمية نتيجة لذلك.
وأوضحت الوزارة أن استغلال حالة ارتفاع الطلب الاستهلاكي على هذه المواد، ورفع أسعارها، ممارسة مخالفة للقانون.
وأكدت أنها ستواصل حملاتها وجولاتها التفتيشية على الأسواق والمنافذ المعنية في مختلف إمارات الدولة، بالتعاون مع الجهات المحلية المختصة، للتأكد من الالتزام الكامل بعدم رفع الأسعار وعدم استغلال زيادة الطلب.
100 %
نسبة ارتفاع أسعار الكمامات الطبية نتيجة زيادة الإقبال عليها.
- «الإمارات اليوم» رصدت نفاد الكمامات في عدد كبير من الصيدليات ومراكز التسوق.
- مراكز طبية ومستشفيات سحبت الكميات الموجودة في صيدلياتها لاستخدامها داخلياً.