«التواصل الاجتماعي» تروّج معلومات مضللة عن «الكمامات»
رصدت «الإمارات اليوم» انتشار مقاطع فيديو لأشخاص ومشاهير «التواصل الاجتماعي»، تدعو الجمهور إلى ارتداء الكمامات الطبية بشكل عكسي لحماية أنفسهم من العدوى، مشيرين إلى أن الشخص المصاب يرتدي الكمامة بحيث يكون اللون الأزرق للخارج بينما يكون الأبيض في الداخل، أما الشخص السليم فعليه ارتداء الكمامة بصورة عكسية بحيث يكون اللون الأبيض للخارج، بينما يكون الأزرق في الداخل، فيما نفت مديرة قسم مكافحة العدوى في مدينة الشيخ خليفة الطبية، عبير خلاف، صحة المعلومات المتداولة في تلك الفيديوهات، مطالبة بضرورة اتباع التعليمات الخاصة بارتداء القناع المطبوعة على العلبة، حتى لا تتسبب في أضرار لمستخدميها.
ونصحت خلاف، بعدم ارتداء القناع الطبي (الكمامة) في الشوارع والأماكن المفتوحة، مشيرة إلى أن التنفس في الهواء الطلق أفضل صحياً للأشخاص من الكمامة، مشيرة إلى أن خطر ارتداء الكمامات في الشوارع والأماكن المفتوحة أكثر من منافعها، لذا من المفترض أن يرتدي الأشخاص الكمامات الطبية في الأماكن التي بها مرضى أو الأماكن المغلقة والمزدحمة التي لا يوجد فيها تهوية جيدة، وفي هذه الحالة تكون الكمامة مانعاً لانتقال الرذاذ الناتج عن التنفس من وإلى الأشخاص، مشددة على أن ارتداء القناع الطبي (الكمامة) يجب أن يكون من جهة واحدة فقط، وإلا تصبح بلا جدوى.
وأوضحت أن ظاهرة ارتداء الكمامة بالعكس، ظناً من البعض أنها تستخدم على الجهتين الأولى للمرضى والثانية للأصحاء، غير صحيح، وغير صحي، ويبطل الجدوى من ارتداء القناع، مشيرة إلى أن اللون الغامق في الكمامة يكون للخارج واللون الأبيض يكون من الداخل، والطريقة المثلى لارتدائها تبدأ بالالتزام بتعليمات الشركة المصنعة المطبوعة على العلبة، وفرد الكمامة جيداً، وربط الأحبال العلوية أعلى الأذن ثم تثبيت الجزء المعدني على الأنف لضبط الأحكام، وربط الأحبال السفلية في أسفل منطقة الرأس.
وقالت خلاف: «في حالة ارتداء الكمامة بالعكس تصبح بلا معنى لكون الجزء الخاص بالحماية موضوعاً في الخارج، كما أن الجزء الداخلي به مادة لامتصاص الرطوبة، وفي حال عكس الاتجاهات لن يكون له فائدة، حيث يتكون القناع الطبي (الكمامة) من طبقات عدة بها فلاتر لمنع الرذاذ كبير الحجم من اختراق الجهاز التنفسي لمرتديه، كما أنه يمنع في الوقت ذاته الرذاذ الصادر من مرتديه في الوصول للآخرين».
وأضافت أن «الكمامة تحمي مرتديها من العدوى في حال استخدامها وارتدائها بشكل صحيح، ولكن في حال تم ارتداؤها بشكل خاطئ أو لفترات طويلة، من الممكن أن يسبب ذلك أضراراً صحية، خصوصاً إذا كان القناع مبللاً من كثرة الرذاذ الناتج عن التنفس»، مشددة على أن الهواء الطبيعي أفضل للتنفس من القناع في الأماكن المفتوحة.
فيما أكدت أخصائية النساء والولادة في مستشفى خاص، مي محمد، أهمية ارتداء القناع الطبي (الكمامة) بالطريقة الصحيحة، حتى يقوم بدوره في منع انتقال العدوى عن طريق التنفس، مشددة على أنه قبل لمس الكمامة لابد من غسل اليدين جيداً، وبعدها يتم وضع الأحبال المطاطية الخاصة بها على الأذنين جيداً، والتأكد من أن الكمامة تغطي الأنف والفم، وليس الفم فقط كما هو شائع عند البعض.
وقالت إن كل كمامة لها وجهان، الأول أبيض والآخر أزرق، ويجب عند ارتداء الكمامة أن يكون اللون الأزرق للخارج، بينما يكون الأبيض في الداخل، مشيرة إلى أن الكمامة الواحدة تستخدم مرة واحدة ولا ينصح بأن تظل على وجه الشخص فترة طويلة، كما لا يجوز إعادة استخدامها بعد خلعها.
وشددت على أهمية خلع الكمامة عن طريق الأحبال المطاطية، والحرص على عدم لمس الجزء الأزرق، حيث يمثل هذا الجزء الذي تتجمع عليه الميكروبات، وفي حال ملامسته يجب غسل اليدين جيداً للقضاء على الفيروسات ومنع انتقال العدوى.
وأجمع الأطباء، بسام سمير، ومحمد شعبان، وهالة حبيب، ومصطفى فاروق، على ضرورة الالتزام بالإرشادات الطبية عند ارتداء الكمامات، وعدم اتباع النصائح التي تنشر على وسائل التواصل الاجتماعي، والتي غالباً ليست قائمة على أساس علمي، مشيرين إلى أن القناع الطبي يستخدم في أماكن وحالات محددة، واستخدامه بشكل دائم وفي كل الأوقات قد يتسبب في نتيجة عكسية.
فيديوهات مغلوطة
انتشرت عشرات الفيديوهات المغلوطة عبر قروبات «واتس أب»، ومواقع التواصل الاجتماعي، وتحتوي على معلومات مغلوطة وغير علمية، تشير إلى أن الجهة البيضاء من الكمامات الطبية، تكون مسؤولة عن الفلترة أو التعقيم، لذا في حال كان الشخص مصاباً وأراد حماية من حوله ومنع انتقال الميكروبات فعليه وضع الجهة البيضاء الى الداخل، أما إذا أراد الشخص أن يحمي نفسه ويتجنب العدوى من الأشخاص المصابين، أو أن يقي نفسه من الأتربة فعليه وضع الجهة البيضاء الى الخارج والجهة الزرقاء على الفم.
وأشارت الفيديوهات إلى أن الجراحين والأطباء يرتدونها داخل غرف العمليات المعقمة وفقاً للطريقة الأولى رغم عدم إصابتهم بالأمراض، ولكن بهدف ضمان منع خروج أي جراثيم من الأطباء، والحفاظ على التعقيم في غرف العمليات.
- ارتداء الكمامة بالعكس يجعلها بلا فائدة، كون الجزء الخاص بالحماية موضوعاً في الخارج.