مختصون ينصحون المصابين بالفيروسات بتجنّب التجمعات
أكد مختص في الفتوى واختصاصيان في الطب أهمية أن يبتعد الشخص المصاب بمرض مُعدٍ، سواء بفيروس أو ميكروب، عن مخالطة الناس، سواء في الأسواق أو المساجد أو وسائل المواصلات العامة المزدحمة بالركاب، وغيرها، حتى لا تنتقل العدوى منه إلى غيره.
وحسب رأي الطب، فإن احتمالية انتقال الفيروسات من شخص إلى آخر في المسجد كبيرة، عن طريق المصافحة أو السجود في موضع به رذاذ من شخص مصاب، ولذلك يكون ارتداء المصاب الكمامة في التجمعات أمراً ضرورياً.
وتفصيلاً، أفاد رئيس قسم الإفتاء في دائرة الشؤون الإسلامية والعمل الخيري بدبي، طارق العمادي، بأن الشرع أباح للمسلم المصاب بمرض معدٍ أداء صلاته في بيته، بعيداً عن الجماعة في المساجد، حتى لا ينتقل المرض منه إلى غيره من المسلمين، وحتى لا يؤذي غيره، فالقاعدة الشرعية تنص على أنه «لا ضرر ولا ضرار»، مؤكداً أن الشرع رفع الحرج عن المرضى في قوله تعالى: «ولا على المريض حرج»، ومن ثم فلا حرج على المسلم المصاب بعدوى قد تنتقل منه إلى غيره، أن يؤدي صلاته في بيته.
وأضاف العمادي أن هذا الأمر يتأكد إن علم هذا الشخص أن مرضه من الأمراض المعدية، وأن خروجه للمسجد قد يلحق الأذى والضرر بالآخرين، فحفظ النفس وسلامتها وعدم إلحاق الضرر بها أو بغيرها من الأنفس إحدى الضرورات الخمس التي جاء الشرع الحنيف لحمايتها وصيانتها، وأكد ذلك الرسول صلى الله عليه وسلم بقوله: «إذا سمعتم بالطاعون بأرض فلا تقدموا عليها، وإذا وقع بأرض وأنتم بها فلا تخرجوا فراراً منه»، وذلك حتى لا تنتشر الأمراض المعدية.
من جانبه، قال استشاري ورئيس قسم العناية المركزة، رئيس لجنة مكافحة انتشار العدوى في مستشفى دبي، الدكتور أشرف الحوفي، إن «بعض الأمراض تنتقل من شخص إلى آخر عن طريق اللمس أو الكحة أو العطس، ولذلك لابد من الابتعاد عن الأشخاص المصابين بأمراض تنفسية، وعدم الاختلاط بهم، منعاً لانتقال العدوى».
وتابع: «إذا كان الشخص مصاباً بمرض يمكن أن ينتقل بالاختلاط، سواء باللمس أو العطس أو الكحة (السعال)، فمن الأفضل أن يتجنب التجمعات، أو على الأقل يتوجب عليه ارتداء الكمامة، حماية للآخرين من الإصابة».
وأوضح الحوفي أن الفيروسات عمرها لا يزيد على ساعتين، ومع ذلك فإن اتباع الإرشادات الصحية أمر ضروري، إذ يجب الاهتمام بغسل اليدين، وعدم العطس أو الكحة في اليدين، مضيفاً: «أما ما يخص فيروس كورونا، فإن التحليلات تقول إنه يشبه فيروس سارس، وطالما أنه ينتقل عن طريق التنفس أو العطس أو المصافحة، لذلك لابد من أخذ الحيطة».
وشدّد على ضرورة تطهير اليدين باستمرار، في حال المصافحة بين شخص مصاب وآخر، والابتعاد عن ملامسة الفم والعين، منعاً لانتقال أي عدوى.
وذكر استشاري الأمراض الصدرية بمستشفى الزهراء بدبي، الدكتور شريف فايد، أن الفيروسات الناتجة عن رذاذ عطس المصاب، أثناء سجوده، لا تستمر دورة حياتها أكثر من 10 دقائق، إذا كان المكان جافاً، أما إذا كان رطباً فإن دورة حياة الفيروس تكون أطول، ومن ثم يفضل أن يصلي المصاب بفيروس في الأماكن المكشوفة، ويبتعد عن التجمعات.
وأشار إلى أن الفيروس العادي الناتج عن العطس قد يصل مداه ما بين مترين و40 متراً، أما «كورونا» فلا يتعدى مداه خمسة أمتار فقط.
وقال إنه «من الممكن الاكتفاء بالسلام بالمصافحة فقط، شرط أن تغسل اليد بالماء والصابون أو المطهر بعدها، فيما تشكل عادة المخاشمة خطورة أكبر، إذ ينتج عنها تلامس بين الشخصين، وتزداد احتمالات الإصابة المباشرة في حال كان أحد الأشخاص مصاباً بمرض تنفسي».
ودعا فايد إلى ضرورة ارتداء الكمامات في أماكن التجمعات، والحرص على استخدام مطهرات الأيدي باستمرار، متابعاً «على الأشخاص الذين يعانون الرشح، والزكام، والحمّى، والتهاب البلعوم، التزام منازلهم إلى حين التعافي بشكل كامل».
- حفظ النفس وسلامتها وعدم إلحاق الضرر بها أو بغيرها من الأنفس تندرج ضمن الضرورات.