مختصون: الوقت مبكر لتحديد نسبة الانخفاض

الإجراءات الاحترازية تخفض تلوث الهواء والمياه في العالم

صورة

أكد خبراء ومختصون في مجال البيئة أن الظروف التي يمر بها العالم من إجراءات احترازية، في ظل انتشار فيروس «كورونا»، أثرت بشكل إيجابي في نسبة التلوث، سواء في الهواء أو المياه، إذ تراجعت نسبة التلوث بشكل ملحوظ عالمياً.

وقالوا لـ«الإمارات اليوم» إن ظهور الفيروس لم يمر عليه سوى نحو أربعة أشهر، ولم تتخذ معظم الدول إجراءات احترازية بتقييد حركة المركبات إلا قبل نحو شهرين، وهذه المدة ليست كافية للوقوف على نسبة محددة لتراجع التلوث في البيئة، لكن المؤشرات تشير إلى هذا التراجع بنسب مختلفة في الهواء عنها في المياه.

وأكد رئيس مجلس إدارة جمعية أصدقاء البيئة في الإمارات نائب رئيس الشبكة الخليجية للبيئة، الدكتور إبراهيم علي، أن تراجع حركة السيارات وتغيير ثقافة أفراد المجتمع بالتركيز على الأطعمة المنزلية والإقلال من الوجبات السريعة، أثرت بشكل واضح في نسبة التلوث في الجو، إذ تراجعت نسبة التلوث بشكل ملحوظ خلال الشهرين الماضيين.

وأضاف أن التراجع في نسبة التلوث يعد جانباً إيجابياً أفرزه ظهور فيروس كورونا، الذي استدعى اتخاذ إجراءات احترازية، ما قلل حركة السيارات والناس في الشوارع وحركة الطيران، وبذلك تراجعت البصمة الكربونية أو البصمة البيئية والاحتباس الحراري.

ولفت إلى أن تراجع نسبة التلوث في المياه أفرز زيادة في كميات الأسماك، ومن ثم سمحت الدولة بعودة الصيد للأنواع التي شهدت حظراً خلال الفترة الماضية، ومنها الصافي والشعري.

وأشار إلى أن تقارير صادرة عن وكالة الفضاء الأميركية (ناسا) أفادت بأن طبقة الأوزون بدأت تتشافى نتيجة تراجع مصادر التلوث الجوي.

وأفاد الأستاذ في جامعة عجمان، الدكتور رياض الدباغ، بأن انخفاض حركة المركبات والقطارات والطائرات والسفن، خفض نسبة التلوث بشكل ملحوظ.

وأضاف أن تلوث الجو تراجع، وبدأت طبقة الأوزون تتشافى، وبدأت الثقوب السوداء في طبقات الغلاف الجوي تضيق.

وذكر الدباغ أن ثاني أكسيد الكربون المذاب في الماء قل، سواء العذبة أو المالحة، وتحسنت بشكل كبير، لكن هذا التحسن لايزال بطيئاً مقارنة بما حدث للغلاف الجوي، لافتاً إلى أن التحسن النسبي في المياه انعكس بالإيجاب على الأحياء البحرية بشكل واضح.

وأكد أن من الصعب في الوقت الراهن تحديد نسبة تراجع التلوث في الجو أو في المياه، لعدم توافر دراسة من المراكز المتخصصة في هذا الشأن.

فيما رأى أستاذ جيولوجيا المياه نائب مدير جامعة العلوم والتقنية في الفجيرة، الدكتور زين العابدين رزق، أن من المبكر القول إن التزام أفراد المجتمع بالعزل الصحي وتعطل حركة المركبات لمدة شهر أو شهرين، أديا إلى انخفاض التلوث بنسبة كبيرة، لأن هذه المدة قصيرة ولا يمكن الاعتماد عليها لبناء رأي علمي، بينما تستغرق الدراسات العلمية وقتاً أطول وتعتمد على معايير ومعلومات موثوقة ومرصودة.

وأضاف أن مصادر التلوث انخفضت بتعطيل حركة المركبات وتوقف بعض المصانع، لكن من المؤكد أن حدة التلوث انخفضت نتيجة الحركة المحدودة للأفراد.

تقليل نسبة التلوث

قال رئيس مجلس إدارة جمعية أصدقاء البيئة في الإمارات نائب رئيس الشبكة الخليجية للبيئة، الدكتور إبراهيم علي، إن المجتمع المدني مطالب بدور أكبر لتقليل نسبة التلوث، من خلال تغيير السلوكيات تجاه البيئة، خصوصاً أن الحكومة تقوم بأدوار كبيرة لتقليل نسبة التلوث والمحافظة على البيئة، من خلال التوجه إلى مصادر الطاقة النظيفة، مؤكداً أن الإمارات الدولة الوحيدة التي توجد فيها مدينة بيئية على أرض الواقع، هي مدينة مصدر، ومدينة محمد بن راشد للطاقة، ومحطة «براكة» التي ستوفر الطاقة النووية للأغراض السلمية، ما يؤدي إلى التقليل من استخدام النفط والغاز.

تويتر