بلدية دبي: علاج كيميائي لـ «بحيرة البرشاء» لوقف انتشار البعوض
أكدت بلدية دبي أنها أرسلت فريقاً لمسح منطقة البرشاء الأولى في دبي، وأجرت معالجة كيميائية لبحيرة اصطناعية مجاورة لمنازل السكان، إثر تعطل نافورتها وتجمع أعداد من البعوض فيها. ويأتي الإجراء استجابة لشكاوى تلقتها «الإمارات اليوم» أخيراً، حول تعرض سكان في المنطقة لقرصات شديدة.
وطمأنت البلدية السكان بأنها ستواصل البحث عن أي مصادر لتجمع الحشرات، لتحديد مواقع تكاثرها وانتشارها، تمهيداً للقضاء عليها.
وكان سكان في البرشاء شكوا تعرضهم لهجمات من البعوض، أخيراً، مشيرين إلى أن السبب هو البحيرة. وطالبوا بحل جذري لها، خوفاً على صحتهم وصحة أبنائهم.
وتفصيلاً، شكا سكان في منطقة البرشاء الأولى (جنوب بدبي) شروق الطاهر، خولة محمد، كلير ألبير، وأحمد سالم، تعرضهم، وأولادهم، لهجمات من البعوض، لأوقات طويلة على مدار العام. وعزوا الأسباب إلى بحيرة اصطناعية صغيرة تشرف عليها البلدية، حيث إن مياهها راكدة معظم الأوقات، بسبب تعطل النافورة الخاصة بها عن العمل، الأمر الذي نتج عنه تجمع كميات كبيرة من البعوض، تهاجم منازلهم باستمرار، وتؤرق حياتهم.
وقالوا إنهم عانوا المشكلة لسنوات، لافتين إلى ضرورة وجود حل جذري لها، خصوصاً أن انتشار البعوض يصاحبه ظهور حشرات أخرى، مثل العناكب.
وطالبوا بإزالة البحيرة المجاورة لمنازلهم، أو نقلها إلى أماكن بعيدة عن التجمعات السكنية، خصوصاً أن مضخات المياه والنافورة الخاصة بها تتوقف بشكل مستمر، وتنتج عنها أسراب كبيرة من البعوض، تعرضهم للكثير من المشكلات الصحية، وتعرض حياة أبنائهم للخطر.
من جهته، أفاد مدير قسم مكافحة آفات الصحة العامة في إدارة خدمات الصحة العامة ببلدية دبي، المهندس هشام عبدالرحمن اليحيى، لـ«الإمارات اليوم»، بأن البحيرة ليست المصدر الرئيس للبعوض في المنطقة، حيث تتم معالجة المياه كيميائياً باستمرار، وإنما تتعدد الأسباب، بناءً على رصد موظفي البلدية، حيث يتبين إهمال بعض السكان لأحواض السباحة، خصوصاً المساكن المعروضة للإيجار، وحدوث تجمعات مياه داخل بعض المساكن غير المسكونة ينتج عنها تجمع للبعوض.
وأكد اليحيى أن البلدية أرسلت، أخيراً، فريقاً إلى المنطقة لإجراء مسح لها، والوقوف على أبرز أسباب المشكلة، والبحث عن بؤر تجمع وانتشار البعوض، مؤكداً أن إجراءات مكافحة الحشرات تتم بشكل مستمر.
وقال إن «قسم مكافحة آفات الصحة العامة، يعمل من خلال فرق عمل متخصصة، على تنفيذ عمليات مسح، ومراقبة ومكافحة آفات الصحة العامة في مواقع تكاثرها وانتشارها، خصوصاً البعوض الذي يكثر عادة في تجمعات المياه، باعتبارها البيئة الملائمة والمحتملة لتكاثره».
وأضاف: «يطبق القسم استراتيجية المكافحة المتكاملة، المتمثلة في استخدام طرق عدة، متوافقة ومتجانسة لمكافحة آفات الصحة العامة والهادفة لتقليل استخدام المبيدات، واللجوء إليها فقط عند الضرورة القصوى».
وتابع: «يعمل القسم وفقاً لمستهدفات محددة خاصة بمعدلات الإصابة بالبعوض، حيث ينفذ عمليات مسح ومراقبة للبعوض حول البحيرات وتحديد معدلات الإصابة وتنفيذ عمليات مكافحة في حال تخطت معدلات الإصابة هذه المستهدفات، علماً بأن معدلات الإصابة، وانتشار البعوض في إمارة دبي أقل من المستهدفات المحددة في خطة العمل وخطة دبي الاستراتيجية».
وذكر اليحيى أنه يتم استخدام الأسماك لمكافحة يرقات البعوض، بهدف تقليل استخدام المبيدات وترشيد نفقات المكافحة والمحافظة على صحة وسلامة العاملين والجمهور والبيئة، كما يوجد مشروع لتربية الأسماك بقسم مكافحة آفات الصحة العامة ينتج سنوياً 20 ألف سمكة، يتم استخدامها لمكافحة يرقات البعوض في تجمعات المياه وأحواض الري بالمزارع، وفاز هذا المشروع بجائزة المملكة العربية السعودية لإدارة البيئة في العالم الإسلامي كأفضل مشروع بيئي.
قرصة البعوضة
قال رئيس شعبة الأمراض الجلدية بجمعية الإمارات الطبية، الدكتور أنور الحمادي، إن «عيادات الأمراض الجلدية تستقبل، أخيراً، حالات أصيبت بمشكلات صحية بسبب قرصات البعوض»، مشيراً إلى أن الحساسية، والتورمات، وارتفاع درجات الحرارة، أبرز الأعراض الناتجة عن قرصة البعوض.
وتابع الحمادي: «في حال تعرض الأشخاص لقرصات البعوض، يمكن اتباع بعض الإسعافات الأولية، مثل وضع ثلج على المكان المصاب، وتناول دواء مضاد للحساسية للأطفال والكبار، وكذلك استخدام كريمات موضعية تحتوي على نسبة من الكورتيزون لتخفيف الانتفاخ. وفي حال تعرض الأشخاص لتورمات أكثر شدة حول المفاصل، تمنع من الحركة، مع ارتفاع في درجة حرارة الجسم، فسيحتاج المريض إلى تناول مضاد حيوي عن طريق الفم أو الحقن. وسيكون عليه، في حال حدوث صعوبة في التنفس، مراجعة الطبيب».