«هلال» ممرضة مواطنة تكافح «كورونا» بـ 16 ساعة عمل يومياً
تكافح سهير هلال، أقدم الممرضات المواطنات في مدينة الشيخ خليفة الطبية، فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19) بـ16 ساعة عمل يومياً، مؤكدة أن أكثر ما تفتقده منذ ثلاثة أشهر هو رؤية حفيدتها وتقبليها، وكذلك أوقفت أبناءها عن تقبيل رأسها، بسبب الإجراءات الاحترازية.
وتعمل سهير في مهنة التمريض منذ 25 عاماً، ووصلت إلى منصب مساعد مدير إدارة التمريض في مدينة الشيخ خليفة الطبية.
وقالت هلال لـ«الإمارات اليوم»: «التمريض مهنة العطاء بلا حدود، لذا لا يعمل بها إلا من يدرك جيداً القيمة الإنسانية العالمية لهذه المهنة، ويعتبر الممرض والممرضة حجر الزاوية في كفاءة المستشفيات والمراكز الصحية، حيث تتطلب المهنة أن يؤدي الممرض والممرضة الوظائف الفنية والإدارية والتعليمية والاستشارية والاجتماعية، من خلال تطبيق العملية التمريضية التي تشمل المسح التمريضي والتشخيص والتخطيط والتنفيذ وتقديم الرعاية للمريض».
وأضافت: «وظيفتي تحتم عليّ متابعة أقسام طبية متعددة، منها الباطنية، والنفسية، وأمراض الأوبئة والتغذية، والعيادات الخارجية، وغيرها من الأقسام، ومع ظهور فيروس كورونا المستجد زادت هذه المهام، خصوصاً أننا توسعنا في بعض الأقسام التي تتضمن مصابي (كورونا) أصحاب الأمراض المزمنة».
وأشارت إلى أن المهام الأساسية لوظيفتها حالياً هي متابعة الممرضين في خط الدفاع الأول، والتأكد من جاهزيتهم وتأديتهم واجبهم المهني والإنساني، وتقديمهم العناية الفائقة للمرضى، مع الالتزام بالإجراءات الاحترازية، ووضع خطط تدريب دائم تتماشى مع استراتيجية شركة صحة ودائرة الصحة أبوظبي.
ولفتت هلال إلى أن دوامها اليومي منذ بدأت جائحة «كورونا» بات غير مرتبط بعدد ساعات، فمن الممكن أن يبدأ دوامها في الساعة الثامنة صباحاً، وينتهي عند الـ10 مساءً، وفقاً لمقتضيات العمل.
وقالت: «أكثر ما ينقصني منذ بدء أزمة (كورونا) هو رؤية حفيدتي (جود)، التي تبلغ من العمر سنة وستة أشهر، فمنذ أكثر من ثلاثة أشهر لم التقها، ولم أعزل نفسي في غرفة فندقية، لكون أبنائي متفهمين هم وزوجي الوضع».
وأضافت: «أحافظ بدقة على الالتزام بالإجراءات الاحترازية كافة، وأوقفت إحدى العادات المحببة إلى قلبي، وهي تقبيل أبنائي لرأسي عند عودتي أو عودتهم من الخارج، وذلك حفاظاً على سلامة الجميع».
وأشارت إلى أن أكثر المواقف الإنسانية التي تعرضت لها منذ بدء استقبال مرضى «كورونا» في مدينة خليفة الطبية، هو وجود مصابين داخل المستشفى من معارفها وأصدقائها، لافتة إلى أنها تتواصل معهم للاطمئنان على صحتهم وحالتهم النفسية، ومساعدتهم لإزالة الرهبة من قلوبهم.
وقالت هلال: «يلعب الكادر التمريضي مع مرضى (كورونا) دوراً إنسانياً لا يقل أهمية في العلاج عن دورهم الطبي، فمن أولويات مهامنا أن نشعر جميع المرضى بأننا أهلهم وسندهم، نحتفل معهم بمناسباتهم، ولدينا تواصل مع جميع المرضى، حيث لا يقتصر دورنا على الرعاية الطبية فقط، بل تسبقها الرعاية النفسية والاجتماعية التي تلعب دوراً كبيراً في رفع معنوياتهم، وتقوية المناعة، ما يسهم في سرعة العلاج».
وأضافت: «تم توفير وسائل تواصل في المستشفى بين المرضى وأسرهم من خلال برامج المحادثة عبر الإنترنت، كما نسمح بدخول بعض الأغراض، والوجبات المنزلية للمرضى، حتى لا يشعروا بالعزلة، بشرط أن تكون وجبات صحية لا تتعارض مع برنامج العلاج، وطاقم التمريض يسهل وصولها إلى المرضى في وقتها».
المسؤولية في مواجهة الفيروس
ترى الممرضة المواطنة سهير هلال أن «المسؤولية في مواجهة (كورونا) تنقسم إلى جزأين، الأول يقوم به أفراد خط الدفاع الأول كافة على مختلف وظائفهم ومهامهم، فعلى سبيل المثال نحن نؤدي دورنا في رعاية المرضى، والمحافظة على صحتهم واستمرار تلقيهم مستوى الرعاية نفسه، بينما الجزء الثاني من المسؤولية فيقع على أفراد المجتمع، فدورهم لا يقل أهمية عن دور خط الدفاع الأول، ويتلخص هذا الدور في الالتزام بالإجراءات الاحترازية الصادرة عن الجهات المختصة، وعدم الاستخفاف بخطورة هذا الفيروس، والبعد عن أي تجمعات، وذلك لضمان سلامتهم، وعدم زيادة العبء على القطاع الصحي في الدولة».
ودعت أفراد المجتمع إلى اختيار المصادر الصحيحة والموثوقة للمعلومات التي تتعلق بمرض فيروس كورونا، وعدم الانصياع للشائعات.