زيارات العيد.. بؤر خصبة لنقل العدوى بـ «كورونا»
حذّر أطباء من خطورة التجمعات العائلية خلال فترة إجازة عيد الفطر التي وصفوها بأنها بؤر خصبة لنقل العدوى، ومضاعفة احتمالات الإصابة بـ«كورونا»، مؤكدين ضرورة اتباع الإجراءات الاحترازية وعدم التهاون بشأنها، خصوصاً أن إجازة العيد سيترتب عليها تحديد اتجاه المنحى الوبائي للفترة المقبلة.
وتفصيلاً، أكد أطباء أن فيروس كورونا المستجد لايزال يفرض إيقاعه على الحياة، لا سيما مع اقتراب حلول عيد الفطر، مشددين على ضرورة الالتزام بالتباعد الجسدي، لمنع انتشار الفيروس، بالدرجة الأولى عن طريق منع المصابين الذين لا يعانون أي أعراض ظاهرة من التنقل من مكان إلى آخر، خصوصاً أن قوة فيروس كورونا تكمن في قدرته على العيش على الأسطح لمدة طويلة.
ودعت المتحدث الرسمي عن القطاع الصحي في الدولة، الدكتورة فريدة الحوسني، أفراد المجتمع إلى تبني أسلوب حياة مختلف يضمن للجميع الوقاية من المرض.
كما حثتهم على إعادة التفكير في مسألة لقاءات وتجمعات الأهل والأصدقاء، لافتة إلى تأثيرها السلبي في سلامة الأسرة بشكل خاص، عبر تعريض أفرادها لخطر الإصابة بفيروس «كورونا»، إضافة إلى تعريض المجتمع بشكل عام لخطر انتشار العدوى.
وأكدت الحوسني أهمية الالتزام بتحمل المسؤولية والتفكير في عواقب التجمعات، معتبرة أن أفضل عيدية يمكن إهداؤها للأهل والأحباب خلال العيد هي حمايتهم والحفاظ على سلامتهم عبر اتباع التدابير الاحترازية بالتباعد الجسدي، ولبس الكمامات وتعقيم الأسطح وغسل الأيدي بالماء والصابون دائماً.
وأشارت أخصائية أمراض النساء والولادة، في مستشفى ميديور أبوظبي، الدكتورة مي محمد السيد، إلى أن التحذير من خطورة التجمعات في العيد، لا يقصد منه التهويل أو التضييق على الأسر. وقالت إن التجمعات العائلية، في ظل جائحة «كورونا» تُعد أكثر خطورة على من يعاني ضعفاً في المناعة، وتحديداً كبار السن ممن يعانون أمراضاً مزمنة كالسكري والروماتيزم والقلب ومرضى الكلى ومن يتعالج بالكيماويات من مرض السرطان، إضافة إلى من يعانون سوء التغذية والإسهال المتكرر وأمراض الأجهزة الهضمية والكبد، ومن يتناول أدوية كثيرة تسبب ضعف المناعة لديه.
وأضافت أن التوقف عن الدعوة أو حضور أي تجمعات هو القرار الصحيح لأنه سيمنع الاختلاط بين المصابين والأصحاء ويحد من نشر «كورونا». وأكد طبيب الطوارئ بمستشفى العزل في مدينة خليفة الطبية، الدكتور محمد إبراهيم الهياس، أن الالتزام بالتعليمات الصادرة من الجهات الصحية في الدولة، في الفترة الراهنة وفي ظل الجائحة بات ضرورة بالغة الأهمية، ولا يوجد أي عذر للتساهل في تطبيقها، مشيراً إلى أن ظهور بعض التصرفات غير المسؤولة في المجتمع على الرغم من التحذيرات والتوعية المستمرة في شهر رمضان يؤدي إلى عواقب وخيمة.
وقال: «الابتعاد عن التجمعات في عيد الفطر مسؤولية مجتمعية علينا جميعاً، لحماية الفئات عالية الخطورة من الاصابة ومضاعفاتها، فكبار السن وأصحاب الأمراض المزمنة والمناعة المتدنية والحوامل أكثر عرضة للإصابة وحدوث مضاعفات طبية عالية الخطورة وضمان سلامتهم واجب وطني»، مشيراً إلى ضرورة الاستمرار في الالتزام بغسل اليدين بالماء والصابون أو تعقيمهما، وارتداء الكمامات الطبية، والتباعد الجسدي لتقليل فرص تفشي المرض في المجتمع.
وحذّر طبيب الطوارئ في مستشفى العزل، بمدينة خليفة الطبية، سعد العامري، من دعوة البعض للتجمع في مكان مفتوح كحديقة المنزل أو السطح، مع ارتداء الكمامات، واعتقادهم بأنهم بذلك في أمان، مشيراً إلى أن العدوى تحدث في الأماكن المفتوحة أيضاً حيث ينتشر الفيروس إذا كان الأفراد قريبين من بعض. كما أن ملامسة الأسطح تنشر العدوى حتى إن كان الأفراد متباعدين، مشدداً على ضرورة الالتزام بالتعليمات في ما يتعلق بالتجمعات في عيد الفطر المبارك.
منع العيدية
أكد المتحدث الرسمي للهيئة الوطنية لإدارة الطوارئ والأزمات والكوارث، الدكتور سيف الظاهري، أن مجتمع الإمارات كان منذ اليوم الأول على قدر المسؤولية، وقدّم صورة مشرفة في التقيد بالإجراءات الوقائية والتكاتف مع الحكومة في جميع القرارات التي تم اتخاذها، ودعا الظاهري إلى تجنب التجمّعات العائلية في صباح أيام العيد، إضافة إلى الامتناع عن توزيع العيدية على الأطفال أو حتى صرفها من المصارف وتداولها بين الأفراد خلال هذه الفترة، واستخدام البدائل الإلكترونية لذلك، وذلك للحد من انتشار فيروس كورونا المستجد.
وقال: «إننا على ثقة باستمرار هذا التعاون من المواطنين والمقيمين، وتقيدهم بالإجراءات الوقائية خلال فترة العيد»، مشيراً إلى ضرورة التزام الأفراد بالابتعاد عن التجمعات وأي مخالفات قد يكون لها أي أخطار على المجتمع، خصوصاً أن هناك جزاءات وإجراءات قانونية سيتم اتخاذها بخصوص المخالفين».
- إجازة العيد سيترتب عليها تحديد اتجاه المنحى الوبائي للفترة المقبلة.