مركز الجينوم بدبي: "كورونا" في الدولة يتحور ببطء ما يبشر بفاعلية اللقاح المنتظر

صورة

أكد الأستاذ المشارك في علم الوراثة في جامعة محمد بن راشد للطب والعلوم الصحية، مدير مركز الجينوم التابع لمستشفى الجليلة التخصصي للأطفال البروفيسور أحمد أبوطيون، أن البصمة الوراثية لفيروس كورونا المستجد في الدولة، مستقرة، وتشهد تغيرات وتحورات بطيئة، محدودة، ما يعني أن أي لقاحات سيتم التوصل إليها ستكون فعالة بشكل كبير، على المدى الطويل، كما أثبتت دراسات عالمية.

وأوضح أبوطيون لـ«الإمارات اليوم» أن الفيروس يتكون من 30 ألف حرف جيني، يتعرض لتغير حرف واحد كل أسبوعين، مؤكداً أن معظم التغيرات والتحورات التي شهدها الفيروس في الدولة حميدة، ولا تزيد من حدته أو قوته.

وقال أنه من الأخبار السارة حول الفيروس أيضاَ أن تغيره البطيء، مقارنة بفيروسات أخرى، يجعل اللقاحات أكثر فاعلية، ويستمر تأثيرها لمدة طويلة.

وذكر أن الدراسات التي يجريها المركز على الفيروس في الدولة، يتم مشاركة نتائجها عالمياً، ضمن قاعدة بيانات ضخمة، تساعد العلماء وتمكنهم من إنتاج اللقاح المناسب بناء عليها، الذي ينطبق بالضرورة على سكان الإمارات.

وقال أبوطيون إن الأبحاث التي أجراه المركز بالتعاون مع هيئة الصحة في دبي وجامعة محمد بن راشد للطب والعلوم الصحية، توصلت إلى وجود ثلاثة مصادر رئيسية لفيروس كورونا في الدولة، حيث كان المصدر الرئيسي للفيروس بالدولة أوروباً والثاني إيران، فيما كان المصدر الثالث الصين، وتم التوصل إلى هذه المعلومات من خلال مطابقة صفات الفيروس بالدولة ومطابقتها من مثيلاتها في هذه الدولة، مشيراً إلى أنه تم التأكد عند فحص المصابين وجود تاريخ سفر لإحدى هذه الدول.

ولفت إلى أنه تم تحديد البصمة الوراثية لـ25 جينوم لأول 49 حالة من العينة المشمولة بالدراسة، التي تضم 240 شخصاً من الذكور والإناث، في فئات عمرية مختلفة.

وأكد أبوطيون أن ارتفاع عدد الوفيات الناجمة عن فيروس كورونا في إحدى الدول لا يعني أن يحدث نفس الشئ بالدولة، وذلك لأن حالات شدة المرض أو الوفاة في هذه الدولة ارتبطت بعدة أسباب منها ارتفاع المتوسط العمري لدى سكانها، وانتشار أمراض مزمنة وعادات غير صحية، مثل التدخين، فيما لا تتوفر غالبية هذه الأسباب بالدولة حيث تتميز بمتوسط عمري يحميها من هذه الآثار، وهذا يجعل سكان الدول المصابين بالفيروس غير متأثرين بمضاعفاته.

ولفت إلى أنه حتى اليوم لا توجد دراسة واحدة في العالم تثبت أن نوعا محددا من فيروس كورونا قد يسبب أعراض أكثر شدة عن غيره، حيث يلعب العامل الجيني لدى المريض الدور الرئيسي في حدوث هذه التأثيرات.

تويتر