يتعرضون للتنمر والنفور.. ويضطرون لكتمهما
«وصمة كورونا».. تلاحق المصابين بـ «السعال» و«العطس» في مراكز التسوّق
تعرض أفراد مصابون بالحساسية المصحوبة بسعال وعطس للتنمر من قبل متسوقين يعتقدون أنهم مصابون بفيروس كورونا، ما يتسبب في إحراجهم وتعرضهم لضغوط نفسية.
وقال مصابون بحساسية الأنف، لـ«الإمارات اليوم»، إنهم تعرضوا للتنمر في مراكز تسوّق بسبب عطسهم عند مرورهم بجوار الثلاجات، مؤكدين أنهم باتوا يكتمون السعال والعطس في الأماكن العامة حتى لا تلاحقهم «وصمة كورونا» ويتعرضون للإحراج والنفور من قبل المحيطين بهم. وأكد أطباء أنه ليس كل شخص مصاب بالسعال أو العطس مصاباً بفيروس «كورونا»، لافتين إلى أن العطس والسعال يكونان أحياناً نتيجة حساسية الأنف أو نتيجة الانتقال من مكان بارد إلى حار أو العكس أو استنشاق غبار، موضحين أن كتم العطس أو السعال قد يؤدي إلى ضغوط على العينين والأذن، ويجب على الآخرين مراعاة أعراض المصابين بحساسية، وعدم التنمر بهم أو إحراجهم عند إصابتهم بالعطس المتكرر أو السعال.
وتفصيلاً، قال كل من محمد فاضل، ويوسف الراعي وراشد سعيد، إنهم تعرضوا للتنمر والإحراج من قبل متسوقين في مراكز تجارية نتيجة إصابتهم بعطس متكرر أو سعال خلال مرورهم بجوار المبردات في مراكز التسوق وانتقالهم من مكان حار رطب إلى مكان بارد، متابعين أن بعض الأشخاص بدأوا ينظرون إليهم نظرات سلبية.
وأشاروا إلى أن البعض طلب منهم الذهاب إلى المستشفيات لإجراء فحص «كورونا»، و طلب آخرون منهم الابتعاد عنهم مسافة تزيد على المسافة المحددة في التباعد الاجتماعي، فيما أشاح آخرون عنهم بأديهم كنوع من الخوف والقلق من إصابتهم بالعدوى.
من جانبه، أوضح أخصائي طب الأسرة، الدكتور عادل سعيد السجواني، أن هناك أسباباً عدة للعطس المتكرر والسعال منها مرض الربو والحساسية الموسمية وحمى القش وحساسية الأنف، وبعض الأشخاص يصابون بها نتيجة تغير الموسم أو بسبب مرورهم من مكان بارد إلى حار والعكس، أو لتعرضهم للغبار أو التكييف، ما يؤدي إلى إصابتهم بعطس متكرر وسعال وهذا لا يعني إصابتهم بـ«كورونا».
وأوضح أنه في كل الأحوال يجب ارتداء الكمامة وتغطية الأنف والحرص على التباعد الجسدي، حتى يكون العطس والسعال آمنين ولا ينقلان العدوى للآخرين، مطالباً بعدم النظر بطريقة سلبية للمصابين بالحساسية وعدم التنمر بهم أو الخوف منهم.
وأفاد أخصائي علم الأمراض المعدية والمناعة، مدير مختبر العناية الطبي، الدكتور جهاد سعادة، بأن العطس والسعال رد فعل طبيعي لحساسية الأنف، ويكونان بسبب شم غبار أو تغيير بيئي من مكان بارد إلى حار خصوصاً عند المرور بجوار المبردات في مراكز التسوّق، مطالباً بعدم التنمر بمن يعطس أو يسعل أو النظر إليه بشكل سلبي.
وقال أستاذ علم الاجتماع التطبيقي وعلم الجريمة في جامعة الشارقة، الدكتور أحمد فلاح العموش، إن أي شخص يُصاب بالعطس أو السعال خلال التسوق يثير مخاوف المحيطين به، موضحاً أن إطلاق «وصمة كورونا» أصبح ظاهرة مجتمعية لكل من يعطس أو يسعل باعتبارهما من أعراض الفيروس، الأمر الذي قد يؤدي إلى إيذاء الأفراد ويعرضهم للتنمر اجتماعياً، لافتاً إلى أنه يجب عدم التنمر بأي شخص يسعل أو يعطس.
وأشار إلى أن التنمر أو النظر تجاه كل من عطس أو سعل نظرة سلبية قد يعرضان صاحبهما للمساءلة القانونية، لأن القانون يمنع التنمر بالآخرين أو ازدراءهم، موضحاً أنه طالما يطبق التباعد الاجتماعي في المناطق العامة والمراكز التجارية وارتداء الكمامة فإنه لا يوجد ما يدعو إلى القلق أو الخوف.
طرد جسم غريب
أكد أخصائي علم الأمراض المعدية والمناعة، مدير مختبر العناية الطبي، الدكتور جهاد سعادة، أن السعال والعطس من الأمور الطبيعية في جسم الإنسان، لأنهما يطردان أي جسم غريب قد يدخل من الأنف ولا يعنيان وجود فيروس، ولا داعي لمعاملة المصاب بالحساسية بسلبية، لأنها حالة وقتية تنتهي باعتدال حرارة المكان أو جسم الشخص المصاب، وكتم السعال أو العطس قد يؤدي إلى مشكلات صحية.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news