«المختبر الوطني» يطلق صيغ محسنة لاختبارات الأجسام المضادة لـ«كوفيد-19» في الإمارات
أعلن المختبر المرجعي الوطني، التابع لشبكة مبادلة للرعاية الصحية عالمية المستوى، إطلاق صيغ جديدة لاختبارات الأجسام المضادة لفيروس (كوفيد-19)- والمعروفة باسم مجموعات الاختبارات المصلية، في دولة الإمارات العربية المتحدة، وذلك ضمن جهود المركز لدعم استجابة الدولة وجهوزيتها التامة لمكافحة الأوبئة، في الوقت الذي تستعد فيه العديد من الشركات لتسهيل عودة موظفيها بشكل آمن إلى مواقع العمل.
وسلّط خبراء المختبر المرجعي الوطني الضوء على فوائد الاختبارات المصلية الجديدة التي يطورها المختبر، مشيرين إلى أن بالرغم من أن تقنية «اختبار تفاعل البوليميراز المتسلسل للنسخ العكسي»، تعتبر حتى الآن أكثر المعايير فعالية واعتماداً في الفحوصات التي تجريها المستشفيات للكشف عن فيروس (كوفيد-19)، إلا أن اختبارات الأجسام المضادة أو ما يعرف بالاختبارات المصلية توفر معلومات مفيدة للغاية لعلاج المرض وتحليل انتشاره، إلى جانب تقديمها فوائد محتملة للمساعدة في تخطيط الموارد البشرية في الشركات والمجتمعات.
وأوضحت نائب الرئيس التنفيذي ورئيسة القسم العلمي في المختبر المرجعي الوطني، الدكتورة ليلى عبد الوارث، أن الهدف من الاختبارات الجديدة ليس استبدال اختبار تفاعل البوليميراز المتسلسل للنسخ العكسي RT- PCR الذي يتم الاعتماد عليه على نطاق واسع، بل تعزيز التكامل بين نوعي الاختبارات للوصول إلى أفضل النتائج.
وقالت: «في الوقت الذي لا تزال فيه الأبحاث جارية، فإن نتائج الاختبارات المصلية يمكن أن تساعد أقسام الموارد البشرية في مرافق الخدمات الأساسية ذات المخاطر العالية مثل الرعاية الصحية والتمريض المنزلي، على تحديد الموظفين المناسبين لمختلف المهام والأمكنة، وذلك اعتماداً على ما إذا كانت لديهم أجسام مضادة ضد فيروس (كوفيد-19) أم لا، وبالتالي ضمان حمايتهم من التعرض للعدوى».
وشددت على ضرورة عدم حدوث أي تغيير في استخدام معدات الوقاية الشخصية من جانب العاملين في مجال الرعاية الصحية.
وأكدت عبدالوارث على ضرورة الاستمرار في توخي الحذر وعدم الاطمئنان الكامل إذا جاءت نتيجة اختبارات الأجسام المضادة إيجابية، مبينةً أنه «يمكن لأي شخص إجراء هذه الاختبارات لتحديد ما إذا كان قد أصيب بالفيروس وتم تطوير أجسام مضادة في جسمه، إلا أنه لا ينبغي بأي حال من الأحوال تجاهل الاحتياطات، خصوصاً أن هناك حاجة لإجراء المزيد من الدراسات حول الطبيعة الوقائية للأجسام المضادة».
من جهته، أوضح الرئيس التنفيذي للمختبر المرجعي الوطني، عبدالحميد العبيسي، أن الاستخدامات المحتملة للاختبارات المصلية ستصبح ذات أهمية متزايدة مع مرور الوقت حيث ستصبح القيمة الحقيقية للاختبارات المصلية أكثر وضوحاً عندما نحصل على المزيد من الأدلة العلمية فيما يتعلق بالطبيعة الوقائية للأجسام المضادة، بالإضافة إلى مستوى تركيز واستمرارية هذه الحماية.
وأضاف أن مع استمرار الجهود التي تبذلها الجهات الصحية ومقدمو الرعاية الصحية للوصول إلى صورة كاملة عن طبيعة المرض وانتشاره، نعتقد أن الاختبارات المصلية تشكل واحدة من الأدوات والوسائل القيمة التي يمكنها أن تساهم في السيطرة على وباء (كوفيد- 19) وغيره من الأوبئة المستقبلية.
وأكد العبيسي أن تطوير وطرح الصيغة الجديدة للاختبارات المصلية ينسجم مع أهداف المختبر المرجعي الوطني بتوسيع نطاق الخدمات التي يقدمها لتلبية احتياجات الحكومة والمجتمع في فهم طبيعة فيروس كوفيد-19 وبالتالي الحد من انتشاره وتداعياته.
ولفت إلى أن منذ بداية تفشي المرض، عمل المختبر على تعزيز قدرته لإجراء أعداد أكبر من اختبارات تفاعل البوليميراز المتسلسل للنسخ العكسي بشكل كبير، فضلاُ عن إضافة تقنية اختبار سريع وأدوات تحليل برمجية جديدة، فكان تطوير تقنية الاختبارات المصلية بمثابة خطوة تالية طبيعية.
وأشار خبراء المختبر المرجعي الوطني إلى أن النتائج المصلية تقدم إضاءة مهمة لأغراض العلاج السريري، مثل تشخيص الإصابة بفيروس (كوفيد- 19) للمرضى الذين يتأخر تشخيص المرض لديهم بعد 9- 14 يوماً من الإصابة به، إضافة إلى الأطفال الذين يعانون متلازمة الالتهاب المتعدد الأنظمة، إلى جانب المساعدة في تحديد المتبرعين المناسبين لعلاج المرضى ببلازما مرحلة النقاهة.
وعلى نطاق أوسع، يمكن أيضاً الاستفادة من المعلومات المستخلصة من الاختبارات المصلية في تحليل بيانات علم الأوبئة حول فيروس كورونا المستجد مما يساعد الحكومات والجهات الصحية على وضع سياسات وقائية والتخفيف من تأثير المرض.