أطباء يحدّدون خارطة طريق لوقاية مرضى السكري من «كورونا»
حدّد أطباء ومختصون خارطة طريق لحماية مرضى السكري، من مضاعفات فيروس كورونا المستجد، بعدما كشفت جهات صحية في الدولة أن نحو 40% من الوفيات بسبب وباء «كوفيد-19»، كانوا يعانون السكري، ولفت أطباء إلى أن ما بين 20 و50% من مصابي «كورونا» عالمياً يعانون السكري.
وأوضح الأطباء لـ«الإمارات اليوم» أن خطورة الفيروس تتمثل في المضاعفات التي تنتج عنه مثل ارتفاع درجة الحرارة، القيء، والإسهال، فضلاً عن تأثر خلايا إنتاج الأنسولين في الجسم، الأمر الذي يؤدي إلى اختلال في نسبة السكر في الدم، سواء بالارتفاع الشديد أو الانخفاض الشديد، ما يزيد من عوامل الخطورة لديهم، خصوصاً أن أغلبية مصابي السكري مصابون بأمراض أخرى مثل الضغط، ارتفاع نسبة الكوليسترول، والسمنة، والتي تضاعف من عوامل الخطورة للمرض.
وشدّدوا على ضرورة اتباع مرضى السكري إجراءات خاصة، للوقاية من مخاطر المرض، تتمثل في «قياس نسبة السكر في الدم بين خمس وست مرات يومياً، والمتابعة المستمرة مع الطبيب المختص، وتناول الطعام الصحي، وممارسة الرياضة، وتجنب الاتصال الوثيق مع الأشخاص المرضى».
وكانت الجهات الصحية في الدولة أعلنت خلال الإحاطة الإعلامية، أن بيانات حالات وفيات «كوفيد-19»، في الدولة أظهرت أن ما يقارب 40% منها تعود إلى حالات تعاني مرض السكري، مشددة على ضرورة اتباع الإجراءات الوقائية كعامل أساسي لمنع الإصابة خصوصاً لدى الفئات الأكثر عرضة للإصابة بمضاعفات المرض مثل كبار السن والذي يعانون أمراضاً مزمنة، وأكدت ضرورة أن يتأكد الأفراد الذين يعانون أمراضاً مزمنة، خصوصاً السكري من أخذ كامل الاحتياطات خلال الفترة الحالية، وعلى رأسها التباعد الجسدي ولبس الكمامات، إضافة إلى أهمية اتباع أسلوب حياة يعزز من المناعة قائم على ممارسة الرياضة وتناول الطعام الصحي.
وأكد استشاري السكري والغدد الصم الدكتور عبدالرزاق المدني، أن أعراض ومضاعفات فيروس كورونا، مثل ارتفاع درجة الحرارة، أو الإسهال أو القيء، تتسبب في حدوث اختلال بمستوى السكري في الدم، سواء بالارتفاع الشديد أو الانخفاض، الأمر الذي يعرض حياة المرضى لخطر.
وشدّد على ضرورة متابعة المريض لمستوى السكر لديه بشكل متواصل، بما لا يقل عن ست مرات يومياً، للتأكد من أنه في المعدلات المقبولة، خصوصاً عندما يرتبط المرض بأمراض أخرى مزمنة مثل أمراض القلب، والأوعية الدموية والضغط.
وطالب بضرورة أن يتواصل المريض مع الطبيب المعالج، في حال ظهور أي من أعراض «كوفيد-19» مثل ضيق التنفس، والحمى، خصوصاً في حال الاختلاط مع أشخاص يشتبه في إصابتهم بالفيروس، كذلك عند الشعور بألم في الحلق والصدر، ولابد من إجراء الفحص المتكرر للسكري لتجنب ارتفاع أو انخفاض السكري لديهم مع ضرورة تناول كميات كبيرة من السوائل غير المحلاة.
وقالت استشاري الغدد الصماء والسكري الدكتورة نوال المطوع، إن الإحصاءات العالمية تشير إلى أن بين 20 و50% من مرضى «كورونا» مصابون بالسكري، الأمر الذي يظهر أن الإمارات ضمن المعدلات العالمية في هذا الشأن، مشيرة إلى أن أكثر ما يزيد عوامل الخطورة لدى هذه الفئة من المرضى، هو ارتباط السكري بأمراض أخرى مثل الضغط، وارتفاع نسبة الكوليسترول في الدم، كذلك السمنة، فيما كشفت أبحاث علمية أن فيروس «كورونا»، يؤثر في مستقبلات ACE الموجودة على البنكرياس وبالتالي يؤثر في خلايا البيتا المسؤولة عن انتاج الأنسولين، ما يسبب خللاً في هذه الوظيفة، ومن ثم يرفع نسب الخطورة.
وشددت على ضرورة المتابعة المنزلية المستمرة لمستوى السكر في الدم، وتسجيل القراءات ومراقبتها بشكل دقيق، والالتزام بتناول الطعام الصحي، والحصول على رعاية صحية منزلية بشكل خاص، لتقوية الجهاز المناعي في مواجهة المرض.
من جانبها، أفادت استشاري سكري وغدد صماء، في قسم الأطفال، بمستشفى القاسمي للنساء والولادة والأطفال الدكتورة إلهام الأميري، بأنه على مريض السكري طلب الحصول على الرعاية الطبيبة فور ظهور أعراض «كوفيد-19»، مثل صعوبة أو ضيق في التنفس، وألم مستمر أو ضغط في الصدر، والدوخة الشديدة وخلل في مستوى اليقظة، وازرقاق الشفاه أو الوجه، مع ضرورة التحدث مع فريق الرعاية الصحية حول عدد مرات فحص السكر في الدم ومناقشة النتائج، ومعرفة متى يقوم بفحص الكيتون (في الدم أو البول)، والأدوية التي يُوصى باستخدامها لعلاج نزلات البرد والعدوى، كذلك أي تغييرات على أدوية السكري الخاصة به في حالة الأمراض الطارئة.
ولفتت الأميري إلى أنه لم يظهر حتى الآن أن «كوفيد-19» يُشكل خطراً على نوع معين من إصابات مرض السكري (النوع الأول والنوع الثاني)، والأهم من ذلك هو عامل السن ووجود مضاعفات السكري المزمنة ومدى إدارة مرض السكري لدى المريض، ومن المرجح أن يكون الأشخاص الذين يعانون بالفعل مشكلات صحية متعلقة بمرض السكري معرضين لمضاعفات أشد إذا أصيبوا بـ«كوفيد-19»، مقارنة بالأشخاص المصابين بالسكري الذين يتمتعون بصحة جيدة، أياً كان نوع السكري لديهم.
20 %
إلى 50% من مصابي «كورونا» عالمياً مصابون بمرض السكري.
40 %
من وفيات وباء «كوفيد-19» مصابون بمرض السكري.
4 نصائح
اعتمدت الجهات الصحية في الدولة أربع قواعد إرشادية لوقاية كبار السن ذوي الأمراض المزمنة من فيروس كورونا المستجد، تتمثل في محافظة الشخص على دوام غسل اليدين، وحث من حوله على الالتزام بذلك أيضاً، تبادل التحية مع الزوار من مسافة مترين على الأقل، مثل التلويح باليد، أو الإيماءة أو الانحناء، وتتمثل القاعدة الثالثة في تقليل الاحتكاك مع الأشخاص الذين يعيش معهم المريض أو أحد كبار السن، في حال ظهرت عليه أية أعراض مشابهة لـ«كوفيد-19»، كذلك القيام بتنظيف الأسطح والأماكن التي يلمسها كثير من الناس.