شجعوا على المشاركة في جهود الدولة لمكافحة «الوباء»
المواطنون يتصدرون قائمة المتطوعين لتجربة لقاح «كورونا»
كشفت دائرة الصحة في أبوظبي عن تقدم متطوعين، من أكثر من 20 جنسية، للمشاركة في التجارب السريرية العالمية للمرحلة الثالثة من اللقاح غير النشط لمكافحة وباء «كوفيد-19»، المدرجة تحت مظلة منظمة الصحة العالمية، مشيرة إلى تجاوز عدد المسجلين للتطوع 10 آلاف شخص، من مختلف الجنسيات المقيمة في الدولة، يتقدمهم أبناء الإمارات من الجنسين.
وقالت إن نصف المتطوعين الراغبين بالمشاركة في التجارب السريرية، بادروا بتسجيل أسمائهم في اليوم الأول من إطلاق الموقع الإلكتروني المخصص لتسجيل المتطوعين، ما يعني الوصول إلى أكثر من ثلثي العدد المطلوب لإتمام التجارب السريرية، في الأسبوع الأول من بدء التسجيل.
وتلقى عدد من المتطوعين جرعات من اللقاح التجريبي لعلاج فيروس كورنا المستجد، في مدينة الشيخ خليفة الطبية، وأكدت الدائرة أن تنوع جنسيات المتطوعين يعزز التجارب، وجدوى التطبيق العالمي للقاح، مضيفة أن «صحة» وفرت عدداً من الممارسين الصحيين المتخصصين لديها للإشراف على هذه التجارب، وخصصت مراكز عدة لإتمام التجارب على المتطوعين.
وأشارت الدائرة إلى تسابق أبناء الإمارات إلى التطوع، والمشاركة في إجراء التجارب السريرية للقاح، مشيرة إلى أن الفرصة أمامهم لرد الجميل إلى وطنهم، والإسهام في صحة شعوب العالم أجمع، عبر دعم الجهود المتضافرة التي تبذلها أبوظبي والإمارات في التصدي لمواجهة أحد أكبر التحديات الصحية، التي شهدها العالم خلال القرن الحادي والعشرين، لتكون الإمارات أول دولة تجري هذه المرحلة من التجارب السريرية.
وقال الشيخ عبدالله بن محمد آل حامد، رئيس الدائرة: «أفخر بكوني أول متطوع في المرحلة الثالثة من التجارب السريرية، وأدعو كل مواطن ومقيم محب لوطنه وبلده للمشاركة في التطوع لأجل الإنسانية، ولأجل أوطانهم والبشرية جمعاء، التزاماً منا جميعاً بالتصدي لهذه الجائحة العالمية»، مشيراً إلى أن الإمارات تتميز باحتضانها للعديد من الأعراق والجنسيات، ما يساعد في الحصول على نتائج عالمية شاملة لتأثير اللقاح في الإنسان.
وتابع: «البنية التحتية المتطورة، التي استطاعت الدولة أن توفرها، أسهمت في تعزيز ثقة المؤسسات البحثية حول العالم، واختيارها للإمارات للمشاركة في أبحاثها».
من جانبه، أكد ثاني المتطوعين على مستوى الدولة، وكيل دائرة الصحة في أبوظبي، الدكتور جمال الكعبي، أن وجود المرحلة السريرية الثالثة في الإمارات لحظة مهمة وحدث تاريخي، خصوصاً أن القطاع الطبي في الدولة لم يقم سابقاً بأي تجارب سريرية من هذا النوع، إضافة إلى أهمية هذا اللقاح للعالم كله. كما أنه يعكس قدرة الإمارات على إجراء هذه التجارب على أرضها، وكفاءة النظام الطبي في الدولة، مشيراً إلى أن احتضان الإمارات لأكثر من 200 جنسية، أسهم في نقل التجارب السريرية من الصين إلى الإمارات.
وأضاف الكعبي أنه «تم تصميم منهجية الدراسة، وفق إحدى أفضل المنهجيات للدراسات السريرية، وتسمى (دراسة مزدوجة التعمية العشوائية randomized double blind clinical trials)، ما سيعطي للنتائج النهائية صدقية عالمية عالية»، مشيراً إلى قيام الباحثين بتنفيذ الدراسة تدريجياً على المتطوعين، ومراقبتهم بشكل دائم ومباشر، ما يضمن أعلى درجات السلامة للمتطوعين.
ودعت المدير الطبي التنفيذي في مدينة الشيخ خليفة الطبية، رئيسة اللجنة الوطنية السريرية لمرض «كوفيد-19»، الدكتورة نوال الكعبي، أفراد المجتمع كافة إلى التطوع والمشاركة في التجارب السريرية من اللقاح غير النشط لوباء «كوفيد-19»، التي سيكون لها دور مهم في الوصول إلى النتائج المرجوة لإثبات سلامة وفاعلية اللقاح، ليضاف إلى سجل تاريخ إنجازات الإمارات، وإسهاماتها البارزة في المجال الصحي على مستوى العالم.
وأعرب متطوعون ينتمون إلى جنسيات متعددة، تصدرتها الإمارات، ثم السعودية، وتبعتها كل من سلطنة عمان، والهند، والفلبين، ومصر، عن سعادتهم بأن يكونوا من أوائل المتطوعين لإتمام هذه التجربة السريرية، وتمنياتهم لها النجاح حتى تعود الحياة إلى ما قبل ظهور هذا الوباء.
ودعوا أفراد المجتمع إلى المشاركة في التجارب، ودعم الجهود التي تبذلها أبوظبي ودولة الإمارات في التصدي لمواجهة أحد أكبر التحديات الصحية، التي شهدها العالم خلال القرن الحادي والعشرين، لافتين إلى أن مشاركتهم تعدّ خيراً للإنسانية جميعاً.
وأكدوا أن قيادة الإمارات لا تعرف المستحيل، وأن قيمها الإنسانية الراسخة وراء عدم ترددهم في أن يكونوا من أوائل المتطوعين للمشاركة في المرحلة الثالثة من هذه التجارب، لردّ ولو جزءاً صغيراً من جميل هذا الوطن المعطاء، الذي بات مثالاً عالمياً يحتذى في القيم الإنسانية، واحترام الآخر، والتسامح، ومدّ يد العون للمحتاجين.
استخلاص النتائج للمرحلة الحالية
أوضحت دائرة الصحة أبوظبي أن المتطوع سيتم إعطاؤه التطعيم الخاص غير النشط لـ«كوفيد-19»، ثم تتم متابعته باستمرار لبحث النتائج، وما إذا كانت هناك ردة فعل في أجسام المتطوعين، على أن يقوم الفريق العلمي باستخلاص النتائج للمرحلة الحالية، بعد الانتهاء من التجربة على المتطوعين. كما تتم متابعة المتطوعين بطرق مكثفة، بحسب البروتوكول المعتمد، على أن يخضع المتطوع قبل الدخول في الدراسة لعملية تقييم صحية، حيث إن هناك أمراضاً يتم استبعادها نهائياً، كما يتم استبعاد المتطوعين، الذين سبق أن أصيبوا بفيروس «كوفيد-19». وأشارت الدائرة إلى أن المتطوعين ستتم متابعتهم بشكل مكثف لنحو 42 يوماً، ما يتطلب جدول زيارات لمراكز التجارب السريرية، بعدد لا يقل عن 17 زيارة لمراقبة الوضع الصحي، وبحث نتائج اللقاح، بالإضافة إلى ذلك سيوجه المتطوع بعدم السفر في هذه الفترة، كما ستكون هناك متابعة دورية واستشارات طبية عن بُعْد، قد تصل إلى ستة أشهر.
احتضان الإمارات أعراقاً وجنسيات مختلفة يساعد في الحصول على نتائج شاملة لتأثير اللقاح في الإنسان.
10000
شخص، عدد المسجلين للتطوع في التجارب السريرية العالمية، للمرحلة الثالثة من اللقاح.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news