مختصون: نتيجة التباعد الجسدي وتطبيق الإجراءات الاحترازية
%70 انخفاضاً في التهابات الأذن واللوزتين والرئة عند الأطفال
أكد أخصائيون في طب الأطفال انخفاض حالات الإصابة بأمراض الأطفال بشكل ملحوظ منذ بداية تطبيق «التباعد الجسدي»، وفرض الإجراءات الاحترازية لمكافحة فيروس كورونا المستجد، (كوفيد-19)، إذ انخفضت الفيروسات الشائعة والالتهابات البكتيرية، مثل التهاب الأذن الوسطى الحاد، والتهاب اللوزتين الحاد والتهاب الشعب الهوائية الحاد والالتهاب الرئوي لدى الأطفال بنسبة 70%.
وقال أخصائي طب الأطفال في مستشفى رأس الخيمة، الدكتور فيشال رجمال ميهتا، لـ«الإمارات اليوم»، إن قسم الأطفال في المستشفى سجل انخفاضاً في عدد الإصابات بالأمراض التنفسية بنسبة راوحت ما بين 50% و70% منذ تطبيق «التباعد الجسدي» في مارس الماضي، إذ انخفضت الأمراض التي تسببها الفيروسات الشائعة، والالتهابات البكتيرية الحادة، مثل التهاب الأذن الوسطى، والتهاب اللوزتين، والتهاب الشعب الهوائية، والالتهاب الرئوي، نتيجة بقائهم في المنزل وعدم اختلاطهم مع الأطفال الآخرين في المدارس لتلقيهم التعليم عن بُعد.
وأوضح ميهتا أنه «مع انتشار فيروس كورونا ارتفعت نسبة الوعي بين الآباء والأطفال حول أهمية تطبيق التدابير الوقائية لمكافحة العدوى وفيروس كورونا معاً، من خلال نظافة وتعقيم اليدين بشكل مستمر، وتوافر مطهر اليدين على نطاق واسع، والالتزام باستخدام كمامة الوجه، والاهتمام الدؤوب بالنظافة الشخصية، الأمر الذي أسهم في الحد من انتقال الفيروس المستجد، وقلل من انتشار عدوى فيروسات الجهاز التنفسي الشائعة الأخرى».
وأضاف أن «التعلم عن بُعد» والبقاء في المنزل نجحا في تقليل التفاعل بين الأطفال ومنعا انتشار الجراثيم الضارة بينهم، لافتاً إلى أن معظم الفيروسات التنفسية الشائعة الأخرى تنتشر من خلال الجهاز التنفسي، وأن احتمالية الإصابة بها تكون نتيجة الاختلاط بالأطفال المرضى».
وذكر ميهتا أن «ارتفاع معدل الإصابة بالتهابات الجهاز التنفسي لدى الأطفال الذين يحضرون الرعاية النهارية أو التعليم المبكر يكون أعلى من الأطفال المقيمين في المنازل»، مضيفاً أن «معدل إصابة الأطفال بالأمراض المعدية انخفض خلال فترة إغلاق الأماكن المزدحمة، والمدارس، والساحات الترفيهية».
بدوره، ذكر أخصائي طب الأسرة في وزارة الصحة، الدكتور عادل السجواني، أن «أمراض الأطفال وطلبة المدارس الشائعة سجلت انخفاضاً ملحوظاً في عدد زيارة العيادات الطبية»، عازياً ذلك إلى «تخوف العديد من الأسر من الذهاب إلى العيادات، بسبب انتشار فيروس كورونا، والحرص على عدم تعريض أنفسهم أو أطفالهم للخطر».
وأضاف: «من الأمراض الشائعة في فترة المدارس، الصداع نتيجة عدم النوم بشكل كافٍ وأمراض العيون وعدم الرؤية في الفصل، وتقلبات المعدة، والإصابة بالمغص، وآلام المعدة نتيجة النظام الغذائي غير الجيد».
وأوضح أن «العيادات الصحية شهدت انخفاضاً في أمراض الجهاز التنفسي لدى الأطفال، مثل الزكام والتهاب القصبات الهوائية واللوزتين. كما انخفضت الأمراض الجلدية، والحساسية، والأنزيمات، والجفاف»، لافتاً إلى أن «انخفاض عدد الإصابات ببعض الأمراض ناتج عن عدم تعرض الطفل للإرهاق، أو الصداع، أو الأكل في المطاعم. كما أن الالتزام بالبقاء في المنازل واعتياد الأطفال على تناول الوجبات الصحية أسهما في الحفاظ على سلامتهم، وتحصينهم من الإصابة بأمراض معوية».
وأشار إلى أن «الإجراءات الاحترازية خلال فترة (كورونا) أسهمت في انخفاض جميع الأمراض والفيروسات المعدية، وليس فيروس كورونا فقط، وكان لتعقيم اليدين وارتداء الكمامات دور أساسي في تقوية المناعة».
ورأى استشاري طب الأطفال والأمراض المعدية والمناعة، الدكتور حسام التتري، أن التباعد الجسدي ساعد الأسر على معرفة الأساليب الصحيحة لحماية أطفالها من الأمراض المعدية.
وتابع: «من الأمراض والفيروسات التي كانت منتشرة لدى الأطفال الزكام والأمراض المعوية والجلدية، نتيجة المشاركة في الأكل والألعاب والتلامس الجسدي بين الأطفال، إلا أن تطبيق التباعد الجسدي و(التعلم عن بُعد) أدّيا إلى انخفاض واضح في عدد الإصابات بتلك الأمراض».
معدل إصابة الأطفال بالأمراض المعدية انخفض خلال إغلاق الأماكن المزدحمة والمدارس والساحات الترفيهية.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news