«صحة دبي» تدرس تأثير التغذية على المتعافين من «كورونا»
أفاد مدير عام هيئة الصحة في دبي حميد محمد القطامي أن الوضع الصحي العالمي الراهن يحتاج إلى توثيق علاقة التغذية السليمة بالمناعة، وترسيخ ثقافة وعادات الغذاء الصحي في أوساط المجتمعات كافة، مشيراً إلى أن «كورونا» دفع المنظمات، والهيئات الصحية في العالم إلى النظر في سياستها.
وأوضح القطامي خلال افتتاح أعمال (مؤتمر دبي الدولي السادس للتغذية)، برعاية سمو الشيخ حمدان بن راشد آل مكتوم نائب حاكم دبي، وزير المالية، رئيس هيئة الصحة بدبي، وهو المؤتمر الصحي الأول الذي تشهده دبي منذ جائحة كوفيد-19، والذي تدشن به هيئة الصحة بدبي موسم المؤتمرات الصحية.
وأكد أن أزمة كوفيد-19، دفعت المؤسسات، والهيئات الصحية، والمجتمعات على مستوى العالم لإعادة النظر في جميع السياسات الصحية والنظم المتصلة بالحماية والوقاية من الأمراض الوبائية، في الوقت الذي أكد فيه خبراء التغذية أهمية وضرورة حماية الصحة العامة، وتعزيز المناعة من خلال الأنماط الغذائية السليمة، وهي نفسها الدعوات التي يركز عليها العالم الآن للحماية من فيروس كورونا.
ولفت القطامي إلى أن هيئة الصحة بدبي تتبنى برامج وأنظمة حديثة وتقنيات وحلول ذكية لدعم التغذية العلاجية في جميع منشآتها الطبية، إلى جانب جهودها الأخرى وبرامجها التي تستهدف تنمية الوعي المجتمعي بأهمية وقيمة التغذية الصحيحة ومفاهيم جودة الحياة، وهو ما كان له الأثر الإيجابي البالغ في مواجهتنا لتحدي كوفيد-19.
ودعا القطامي، المشاركين في المؤتمر إلى الخروج من المناقشات والمداولات والجلسات، بخلاصات علمية وطبية يمكن المساهمة بها في تعزيز منظومة الوقاية التي تعمل عليها المؤسسات والمنظمات الصحية العالمية، في مواجهة كوفيد-19، مؤكداً أن هيئة الصحة بدبي على ثقة في وصول المؤتمر لهذه الخلاصات، ولاسيما مع حضور مجموعة كبيرة ومهمة من رواد وخبراء علم التغذية والمتخصصين في أعمال المؤتمر.
ويشارك في المؤتمر الذي يمتد لثلاثة أيام، أكثر من 2000 عالم وخبير وطبيب واختصاصي في علم التغذية والتغذية العلاجية، وتدور أعمال المؤتمر بشكل تفاعلي في القاعة الكبرى للهيئة، إلى جانب التفاعل عبر الاتصال المرئي بين المشاركين من أكثر من 20 دولة يمثلون مختلف قارات العالم.
من جانبها، أوضحت مدير إدارة التغذية العلاجية في هيئة الصحة بدبي ورئيس المؤتمر وفاء عايش أن الهيئة تجري حاليا دراسة لمدة ستة أشهر لمتابعة مرضى «كورونا» الذين دخلوا اقسام الرعاية الحرجة، لمعرفة تأثير التغذية على حالتهم الصحية بعد التعافي من المرض.
وأكدت أن دولة الامارات كانت من أوائل دول العالم في تطبيق القوانين الخاصة بتغذية المرضى المصابين بفيروس «كورونا» المستجد ( كوفيد 19)، مشيرة الى ان الغذاء الصحي السليم والمتكامل وتمتع الجسم بمناعة قوية، يقلل الأعراض المصاحبة للإصابة بمرضى «كوفيد 19» بنسبة 80 %.
وأشارت عايش، في تصريحات صحافية إلى أن الامارات نجحت في تحقيق نتائج مذهلة ومتقدمة جدا في تطبيق القوانين التغذية لمرضى «كوفيد19»، هناك أنماط ونظم غذائية معينة للمرضى المصابين بهذا المرض.
وأفادت بأن القوانين الغذائية لمرضى «كوفيد- 19» تركز على أن يكون الغذاء عالي البروتين وغنياً بالفيتامينات والمعادن، خصوصاً فيتناميات (سي، دي) والزنك، وكذلك تشجيع المرضى على ممارسة الرياضة بمعدل 150 دقيقة أسبوعياً.
ولفتت إلى أنه تم وضع خطة تغذية شخصية لكل مريض حسب حالته الصحية وحاجته الغذائية ومدى تأثره بالمضاعفات المصاحبة للإصابة بفيروس «كورونا» المستجد، مشيرة الى ان هذه الخطة تستهدف ان يحصل المريض على 2200 سعر حراري يوميا من خلال التغذية، كما يحب حصول المريض على 1000 مليجرام من فيتامين سي يوميا و10 آلاف ملجرام من فيتامين «دي» و50 ملجرام من الزنك«.
وذكرت مديرة إدارة التغذية العلاجية بهيئة الصحة في دبي، أن علاج مريض (كوفيد- 19) يسير في خطين متوازيين الرعاية الصحية والدوائية من جهة، والتغذية الصحيحة من جهة ثانية، مشيرة الى انه يفضل ان يحصل المصابين بهذا النوع من المرضى على كميات لحوم وبيض كافية، اعتبرها من المنتجات عالية البروتين.
وذكرت أن محاور وموضوعات المؤتمر اتصلت بشكل علمي وطبي بتفاصيل حياة الناس وصحتهم على اختلاف أعمارهم، حيث شملت: آخر الدراسات المتعلقة بجائحة كورونا والمناعة سواء على مستوى دولة الامارات أو الدول المجاورة ودول العالم، والتغييرات في التغذية ونمط الحياة أثناء كورونا (كوفيد -19)، وتأثير فيرو كورونا على الصحة العقلية وجودة.
كما شملت: تقييم عادات الأكل وأسلوب الحياة عند الحوامل أثناء جائحة فيروس كورونا، ودور الصيام المتقطع في مناعة الإنسان، والسلامة الغذائية والتسوق خلال فترة جائحة كوفيد – 19، ودور الفيتامينات والمعادن في تعزيز المناعة. إلى جانب موضوعات متنوعة متخصصة، من بينها: التغذية السليمة لكبار المسن، والحميات الغذائية وأهمية التغذية في علاج أمراض الأورام والسكري وأمراض الأمعاء وأمراض الكلى، والتغذية الانبوبية والوريدية، والتغذية وتعزيز التعافي بعد عمليات القلب والعمليات الجراحية، وغير ذلك من موضوعات مهمة.