الإمارات تقود الجهود الدولية للقضاء على شلل الأطفال في العالم
تقود الإمارات الجهود العالمية للقضاء على مرض شلل الأطفال، ونجحت حملة الإمارات للتطعيم ضد شلل الأطفال في التغلب على التحديات الناتجة عن جائحة «كوفيد- 19»، حيث أوقف فيروس «كورونا» حملات التطعيم في جميع أنحاء العالم، وحذر المجتمع الصحي من احتمال حدوث أزمة شلل أطفال جديدة، وكانت الإمارات أول من استأنف التطعيم، ووصلت إلى أكثر من 16 مليون طفل، وقدمت لهم 28 مليون جرعة تطعيم، في الفترة من يوليو إلى سبتمبر الماضيين، ونجحت حملة الإمارات في إعطاء 483 مليوناً جرعة تطعيم إلى أكثر من 86 مليون طفل باكستاني منذ إطلاقها عام 2014.
وتفصيلاً، استلهمت الجهود، التي كرستها دولة الإمارات بغية القضاء على مرض شلل الأطفال، تلك الأسس والمُثل التي رسخها الأب مؤسس الدولة، المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، ومنذ عام 2011، خصص صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، أكثر من 250 مليون دولار لدعم الجهود الدولية للقضاء على شلل الأطفال، ما يعكس ويؤكد التزام سموه باستئصال الأمراض التي يمكن الوقاية منها، والتي تؤثر سلباً في المجتمعات الأكثر فقراً، وافتقاراً إلى الخدمات الصحية، حول العالم، ومد يد العون إلى ملايين الصغار والكبار لكي ينعموا بحياة صحية وكريمة.
ومنذ عام 2014، أتاحت دولة الإمارات الكثير من مواردها وخبراتها ميدانياً في باكستان، من خلال حملة الإمارات للتطعيم ضد شلل الأطفال، حيث وفرت أمصال التطعيم والمساعدات إلى المناطق النائية هناك، التي كان يتعذر الوصول إليها في السابق.
وفي عام 2019، استضاف صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، إعلان التعهدات الخاصة بالمبادرة العالمية للقضاء على شلل الأطفال، في منتدى بلوغ الميل الأخير، وجمع أكثر من 2.8 مليار دولار، ويعد صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، أحد الداعمين للعاملين الصحيين في الخطوط الأمامية لشلل الأطفال، من خلال جوائز HOPE وجوائز REACH.
وتأتي حملة الإمارات للتطعيم ضد مرض شلل الأطفال في إطار برنامج المشروع الإماراتي لمساعدة باكستان، الذي انطلق بناء على توجيهات صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، بغية مد يد العون والمساعدة الإنسانية لأبناء الشعب الباكستاني، ودعم جهودهم التنموية نحو تحقيق المستقبل الأفضل.
«كورونا» وشلل الأطفال
وشكّلت أحداث العام الجاري تحديات غير مسبوقة بالنسبة لجهود استئصال شلل الأطفال على المستوى العالمي، وحملة الإمارات للتطعيم ضد شلل الأطفال، حيث أوقف فيروس «كورونا» حملات التطعيم في جميع أنحاء العالم، في الوقت الذي حذرت قيادات بارزة في مجتمع الصحة العالمي من تسبب الانقطاع عن التطعيم في أزمة جديدة بسبب تفشي شلل الأطفال.
وخلال هذه الفترة الحاسمة، حشدت حملة الإمارات للتطعيم ضد شلل الأطفال الجهود، ونفذت، في يوليو، أول حملة تطعيم تستأنف بعد فيروس «كورونا»، بهدف محاصرة مناطق انتشار فيروس شلل الأطفال، الذي بلغ عدد حالات الإصابات به هذا العام في باكستان 60 حالة.
وتم اعتماد خطة ميدانية لاستهداف أكثر من 766 ألف طفل في المناطق ذات الخطورة الأمنية العالية، التي يعد أطفالها الأكثر تهديداً وعرضة للإصابة بالفيروس.
وتم تنفيذ الحملة وسط إجراءات وتدابير حديثة وبمعايير وقائية عالية، حيث شارك في تنفيذها أكثر من 3465 من فرق التطعيم وعناصر الأمن، بعد تلقيها دورات تدريبية لتأهيلها لأداء المهمة، في ظل التحديات الميدانية والمخاطر المتعلقة بحمايتها وسلامتها، وضمان حماية الأطفال المستهدفين بالتطعيم من الإصابة بفيروس «كورونا»، كما تم تزويدها بمعدات وقاية شخصية تشمل الملابس والكمامات والقفازات ومواد التعقيم، إضافة إلى تنفيذ خطة جديدة للتوعية الإعلامية والاجتماعية، لتشجيع الآباء وحثهم على المبادرة بتطعيم أبنائهم ووقايتهم من الإصابة بشلل الأطفال.
وتضمنت الإجراءات الاحترازية لفرق التطعيم، أثناء تنفيذ الحملة، إجراء الفحوص الشاملة لها، والتأكد من سلامتها من الإصابة بفيروس «كورونا» قبل المشاركة في الحملة، ومنع مشاركة من يتجاوز عمره 50 عاماً في الحملة، وكذلك منع مشاركة أي مصاب بأمراض مزمنة، ومنعهم من لمس الأطفال مباشرة أثناء التطعيم، وحماية الأمصال من اللمس من أي طرف آخر، إضافة إلى إجراء وقائي آخر لآباء وأمهات الأطفال يتعلق بتعقيم أيديهم، وتوزيع كمامات مجانية عليهم.
وقدمت الحملة، منذ إطلاقها، 483 مليون جرعة تطعيم ووصلت إلى 86 مليون طفل، حيث تصل الحملة إلى نحو 16 مليون طفل باكستاني شهرياً.
الحد من انتشار الأوبئة
نفذ المشروع الإماراتي لمساعدة باكستان - ضمن مبادرة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، لاستئصال مرض شلل الأطفال في العالم - أول حملة تطعيم ضد شلل الأطفال على مستوى العالم في ظل تفشي فيروس «كورونا» المستجد، استهدفت أكثر من 766 ألف طفل باكستاني ممن تقل أعمارهم عن خمس سنوات، واستطاعت إيصال اللقاحات وتطعيم 722 ألفاً و500 طفل ضد شلل الأطفال، بنسبة نجاح بلغت 94.3%.
تم تنفيذ الحملة من 20 إلى 26 يوليو الماضي، وتمثل ترجمة ميدانية لتوجيهات القيادة بتعزيز الجهود العالمية الرامية إلى الحد من انتشار الأوبئة، والوقاية من التداعيات الصحية السلبية التي يعانيها الأطفال في المناطق المنكوبة بالعالم، كما أنها تأتي ضمن النهج والمبادئ الإنسانية النبيلة لدولة الإمارات، بالالتزام بمساعدة الشعوب المحتاجة والفقيرة، وتطوير برامج التنمية البشرية، والاهتمام بالإنسان وفئة الأطفال المحتاجين للرعاية الصحية الوقائية، والحماية من الأمراض والأوبئة.
مكافحة شلل الأطفال
مارست دولة الإمارات دوراً رائداً في مكافحة انتشار مرض شلل الأطفال، وأسهمت بالتعاون مع شركائها بفاعلية في الجهود الدولية بهذا الصدد، وقدمت كثيراً من مواردها وخبراتها ميدانياً في باكستان، من خلال حملة الإمارات للتطعيم ضد شلل الأطفال. وجاء تخصيص يوم عالمي لشلل الأطفال بهدف التوعية بضرورة تآزر الجهود لاستئصال هذا المرض نهائياً من العالم.
99 % انخفاض الإصابة بشلل الأطفال عالمياً
أكدت الإحصاءات العالمية انخفاض معدلات الإصابة بشلل الأطفال بنسبة 99%، في جميع أنحاء العالم منذ عام 1988، إلا أن خطر عودة المرض يظل قائماً، حيث لم تنجح جهود البشرية في القضاء التام على أي مرض سوى الجدري، لذا سيكون القضاء على شلل الأطفال إنجازاً تاريخياً، وستساعد جهود حملة الإمارات للتطعيم ضد شلل الأطفال في تراكم الخبرات التي تدعم جهود القضاء على أي أمراض أخرى مستقبلاً.
ويذكر أن فعاليات اليوم العالمي الثامن لشلل الأطفال ستنعقد غداً.
وتبذل الجهود الدولية للقضاء على المرض تحت مظلة المبادرة العالمية لاستئصال شلل الأطفال، وهي شراكة بين القطاعين الحكومي والخاص، تتبناها الحكومات الوطنية بالتعاون مع خمسة شركاء أساسيين: منظمة الصحة العالمية، ومنظمة الروتاري الدولية، ومراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها (الولايات المتحدة)، ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف)، ومؤسسة بيل وميليندا غيتس.
2.8
مليار دولار جمعتها المبادرة العالمية للقضاء على شلل الأطفال في الميل الأخير.
483
مليون جرعة تطعيم قدمتها الحملة إلى 86 مليون طفل منذ إطلاقها.
766
ألف طفل في المناطق ذات الخطورة الأمنية العالية، استهدفتهم حملة التطعيم.
- الإمارات نفذت أول حملة تطعيم ضد شلل الأطفال على مستوى العالم، في ظل تفشي «كورونا».