القطاع الطبي الإماراتي يتابع 3 تجارب سريرية للقاحات للأطفال
التطعيم يمنح الشخص مناعة ويضعف احتمال إصابته بـ«كورونا»
كشفت المتحدث الرسمي للقطاع الطبي في الدولة، الدكتورة فريدة الحوسني، عن احتمالية إقرار تطعيم «كورونا» كتطعيم سنوي، بسبب تحورات الفيروس المستمرة، والتي تشكل أحد تحديات مواجهة «كوفيد-19»، مشيرة إلى وجود ثلاثة تطعيمات في مرحلة الدراسة السريرية بالنسبة للأطفال، تتابعها الجهات الصحية في الدولة وتنتظر نتائجها، فيما أكدت أن نسبة الإصابة للشخص المطعم أقل بكثير من الشخص الذي لم يأخذ اللقاح، حيث يمنح التطعيم الشخص مناعة، ويضعف احتمال الإصابة بالفيروس.
وأوضحت الحوسني أن أحد التحديات التي تواجه العالم في القضاء على الفيروسات، هي قدرة بعضها على التحور، وحدوث طفرات جينية بها، كما هي الحال في فيروس الإنفلونزا الذي يشكل تحدياً عالمياً، لقدرته على التحور والتغير بشكل مستمر، ما يستدعي القيام سنوياً بتحديد تطعيمات الإنفلونزا التي تحتوي على السلالات المنتشرة على مستوى العالم، قائلة: «قد نصل إلى هذا السيناريو في فيروس كورونا، هذا شيء محتمل أن نحتاج تطعيم كورونا بشكل سنوي، لأننا لاحظنا في الفترة الأخيرة ظهور تحورات في مكونات الفيروس، وكلما زادت التحورات كلما كانت احتمالية وجود تطعيم سنوي ضرورية جداً».
وكشفت الحوسني، في ندوة افتراضية تحت عنوان: «التطعيم نحو حياة أجمل»، التي نظمتها مؤسسة ميثاء بنت أحمد آل نهيان، عن وجود أبحاث، حالياً، تُجرى لهدف إعطاء الأطفال في الفترة المقبلة لقاح «كوفيد-19»، إذ توجد ثلاثة تطعيمات في مرحلة الدراسة السريرية بالنسبة للأطفال، والقطاع الطبي في الدولة يتابع الموضوع بأهمية كبيرة، وينتظر حالياً نتائج الدراسات الخاصة بهذا الأمر، مشيرة إلى أنه حتى الوقت الحالي التطعيمات المتوافرة في الدولة يتم أخذها لمن هم في عمر 16 عاماً، فما فوق حسب نوع التطعيم.
وأشارت إلى أن الهدف الرئيس من التطعيمات هو التركيز على ثلاثة جوانب رئيسة: الأول تقليل الوفيات، والثاني تقليل المضاعفات الناتجة عن المرض، حيث يكون الأمر أهون كثيراً في حال وجدت حالات إصابة دون مضاعفات، فيما يختص الجانب الثالث بتقليل معدل الإصابة ما يسهم في سيطرة أكبر على الفيروس، وبالتالي القدرة على الرجوع للحياة الطبيعية، لافتة إلى أن الوصول للجوانب الثلاثة يحدث بحصول نسبة كبيرة من أفراد المجتمع على التطعيم، خصوصاً أن التطعيمات الموجودة في الإمارات أظهرت نتائجها أنها فعالة في هذه الجوانب الثلاثة، خصوصاً في الوقاية من المضاعفات والوفيات.
ولفتت إلى أن نسبة الإصابة للشخص المطعم أقل بكثير من الشخص الذي لم يأخذ اللقاح، حيث يمنح التطعيم الشخص مناعة ويضعف احتمال الإصابة بالفيروس، إلا أنه من الضروري جداً استمرار الالتزام بالإجراءات الوقائية، حتى يكون الشخص غطى جانبين مهمين للسيطرة على انتقال العدوى، هما: المساعدة في تقليل الإصابة من خلال أخذ اللقاح، وتقليل فرص نقل الإصابة للآخرين ما يساعد في تقليل المرض.
وشددت الحوسني على أن التطعيمات المتوافرة في الدولة آمنة وفعالة للوقاية من الفيروس، وتضافر الجهود سيصل بالمجتمع إلى بر الأمان، مشيرة إلى أن الإمارات صنفت في المرتبة الثالثة عالمياً في أمان التعامل مع حالات «كورونا»، وتوفير العلاج اللازم للمصابين، كما صنفت في معايير عالمية أخرى في المستويات الأولى عالمياً في الجاهزية والطوارئ وغيرها، وتقدمت على كثير من الدول المتقدمة التي عانت التحديات، وأرجعت ذلك إلى الرؤية الاستباقية لقيادتنا الحكيمة، وتعاون المؤسسات والاستجابة المجتمعية.
وأوضحت الحوسني أن الجانب الآخر، الذي يمكن أن يساعد في مرحلة التعافي، هو وجود علاج فعال يمكن من خلاله السيطرة على المرض وتقليل المضاعفات، مشيرة إلى وجود الكثير من البحوث الحالية، التي تركز على تطوير علاجات لمرض «كوفيد-19»، بجانب ما يستخدم حالياً من مضادات فعالة قللت عدد أيام دخول المريض للمستشفى، بالإضافة إلى الكورتيزون الذي يساعد في تقليل مضاعفات المرض، وهذه الجوانب بشكل مجتمع ستؤثر في السيطرة على المرض في الوقت القادم.
50 % من الإصابات في الدولة دون أعراض
أكدت المتحدث الرسمي للقطاع الطبي في الدولة، الدكتورة فريدة الحوسني، أن الإمارات انتهجت استراتيجية مختلفة عن معظم دول العالم، في مواجهة فيروس «كوفيد-19» ومحاصرته، قامت على التوسع في إجراء الفحوص الاستباقية لكل أفراد المجتمع، وقد نجحت هذه الاستراتيجية في تقليل الأعراض، خصوصاً مع زيادة هذه الفحوص في الفئات الأكثر خطورة ككبار السن، حتى لا يتم اكتشافهم في مراحل متأخرة قد تشكل تهديداً لهم.
وقالت الحوسني: «اكتشفنا أن من 40 إلى 50% من الأشخاص المصابين بالمرض لم تكن لديهم أعراض، وهذه الاستراتيجية ساعدتنا في اتخاذ الإجراءات الطبية الصحيحة مع هذه الأعداد والوصول إلى السيطرة على المرض، حيث أثبتت الاستراتيجية أن زيادة الفحص تسهم في اكتشاف حالات الإصابة الجديدة في بدايتها، ما ساعد الدولة في السيطرة على انتشار الفيروس، والمحافظة على انخفاض أعداد حالات الإصابة لفترة كبيرة».
وأضافت: «ننصح أفراد المجتمع بالفحوص الدورية للكشف عن الإصابة، أما كبار السن فمهمة جداً الفحوص الدورية لهم، ومن الممكن أن يطلبوا الفحص بالمنزل، في حال كانت حالتهم الصحية تمنعهم من الفحص في المراكز الصحية، أو مراكز الفحص من المركبة، كما أنه من الضروري في حال شعر أي شخص ببعض الأعراض البسيطة أن يقوم بإجراء فحص (كورونا) للاطمئنان».
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news