أكدوا أهمية التعامل الجدي مع «الإنفلونزا».. والفحص المبكر يجنب خطر الوفاة
أطباء: التهاون مع أعراض «كورونا» يقود إلى «العناية المركزة»
قال أطباء بخط الدفاع الأول إن التعامل مع أعراض البرد، في الوقت الحالي، يتطلب الكثير من اليقظة والحرص، نظراً لتشابهها الشديد مع أعراض فيروس «كوفيد-19»، موضحين أنه بمجرد شعور أي شخص بأعراض البرد، عليه التوجه للطبيب لإجراء مسحة (PCR)، للتأكد ما إذا كانت هذه أعراض مرض الإنفلونزا أم «كورونا»، محذرين من تهاون البعض بتشخيص الأعراض ما يترتب عليه حدوث مضاعفات شديدة لهم، قد تقود لغرف العناية المركزة أو الوفاة.
وأكدوا أن أخطر ما في المرحلة الحالية، هو التهاون والتساهل في تطبيق الإجراءات الوقائية لمكافحة ومنع انتشار فيروس «كورونا»، لأن هذا التهاون يبدد جهود الدولة في محاربة الجائحة، وإنجازاتها في مجالات الكشف المبكر والتقصي، وعلاج المصابين، بالإضافة إلى توفير اللقاح لكل فئات المجتمع، مشددين على أن كل فرد في المجتمع بات مسؤولاً عن سلامته وسلامة عائلته ومحيطه بالتزامه بالإجراءات الوقائية، وعدم التهاون عند الشعور بأي أعراض حتى لا يكون مصدراً ناقلاً للعدوى للآخرين.
وحذر الأطباء من استهتار البعض، خصوصاً الشباب، وعدم انصياعهم للتحذيرات الصحية، والثقة «الزائفة» بقدرتهم على التغلب على الفيروس، إما لسابق إصابتهم وتعافيهم سريعاً، أو لحصولهم على اللقاح، متناسين أن الشخص المصاب قد لا يضر نفسه، لكن قد يتسبب في نقل العدوى للآخرين، وحدوث مضاعفات كبيرة لهم قد تؤدي لوفاتهم.
وتفصيلاً، أهابت المتحدث الرسمي عن القطاع الصحي في الدولة، الدكتورة فريدة الحوسني، بجميع فئات المجتمع التوجه لأقرب مركز صحي، لتشخيص الحالات التي تظهر عليها أعراض الاشتباه في «كورونا»، وتزويد الجهات الصحية بالمعلومات عن المخالطين لحمايتهم وحماية الآخرين، خصوصاً الأشخاص الأكثر عرضة للإصابة بأعراض المرض ومضاعفاته، مشددة على أن جهود البحث والتطوير والدراسات أظهرت أن التدخل السريع بالفحوص المخبرية والسريرية لاكتشاف الحالات، يعد من أهم العوامل المساعدة في التدخل العلاجي والطبي، بالإضافة إلى أن عزل الحالات الإيجابية في الوقت المناسب وحجر المخالطين ومتابعتهم بشكل دوري، تسهم في كسر سلسلة انتقال العدوى، والمساعدة في السيطرة على المرض.
وحذرت الحوسني من أن أعراض «كوفيد-19» شبيهة بأعراض الإنفلونزا أو الزكام أو نزلات البرد، كما يسميها الكثيرون، ولا يمكن التفريق بينها إلا من خلال المسحة، مشيرة إلى أن الإصابة بأعراض بسيطة مثل الحرارة أو الزكام أو السعال، خصوصاً لدى كبار السن وأصحاب الأمراض المزمنة، تعد من المؤشرات الواضحة التي تستدعي مراجعة الطبيب المختص، وعدم الاكتفاء بالرعاية الصحية الذاتية.
من جانبه، حذر استشاري الأمراض المعدية في مستشفى خليفة ومستشفى الرحبة، الدكتور جهاد عبدالله، من تهاون بعض الفئات، خصوصاً الشباب الحاصلين على لقاح «كورونا» في الالتزام بالإجراءات الوقائية، والاعتماد على أنهم محصنون لأخذهم التطعيم، وأنه في حالة الإصابة ستكون أعراضها بسيطة عليهم، متناسين أنهم في حالة إصابتهم سيشكلون خطراً على المجتمع، وقد يتسببون في إصابة الفئات الأكثر عرضة لحدوث مضاعفات لها قد تصل إلى الوفاة، وفي مقدمتهم كبار السن وأصحاب الأمراض المزمنة.
وشدد على أن الكشف المبكر للإصابة بـ«كورونا» لا يُعد وقاية للشخص فقط، لكنه وقاية لعائلته ومن حوله أيضاً، خصوصاً أن عديداً من المصابين بالفيروس لا تظهر عليهم الأعراض، وفي حالة معرفة الإصابة في وقت مبكر يتم عزل الشخص، وبالتالي يحمي نفسه وأهله والمحيطين به، خصوصاً كبار السن وأصحاب الأمراض المزمنة، لأنهم لديهم قابلية للعدوى وحدوث المضاعفات.
وأشار عبدالله إلى أن جميع الدراسات والإحصاءات، التي تم إجراؤها منذ بداية الجائحة، أظهرت أن اكتشاف الإصابة بفيروس «كورونا» في وقت مبكر، يرفع نتائج الشفاء بشكل سريع، ويؤدي إلى نتائج ممتازة، كما أنه يقلل فرص حدوث أي مضاعفات للمريض، على عكس التأخير في التشخيص الذي يترتب عليه التأخير في تلقي العلاج وبالتالي زيادة فرص حدوث مضاعفات.
من جانبه، أكد البروفيسور في جامعة غرب أونتاريو الكندية استشاري طب الأطفال والأمراض المعدية والمناعة بمركز القلب الطبي في مدينة العين، الدكتور حسام التتري، أنه من الصعب على عامة الناس التمييز بين حالات الزكام والإنفلونزا، و«كوفيد-19»، خصوصاً أن أعراض «كورونا» عند معظم المصابين هي حالات خفيفة جداً، تظهر على شكل أعراض تنفسية بسيطة، لكن ما ننصح به في كل هذه الحالات هو اعتزال الناس، بغض النظر ما إذا كان الشخص مصاباً بـ«كورونا» أو أي فيروسات أخرى، لأنه من المصلحة العامة دخول الشخص في عزل تطوعي من سبعة إلى 10 أيام، ومراقبة الأعراض، ومن الضروري أيضاً أن يتوجه الشخص للمستشفى في حالة شعوره بزيادة في هذه الأعراض، لأن هذه الأعراض تزيد احتمال الإصابة بـ«كوفيد-19»، وكلما كان التشخيص مبكراً، والعلاج مبكراً يتم تجنب المضاعفات والنتائج الوخيمة.
فيما أكد الأطباء: وليد دراج، وأيمن السعيد، ومي محمد، وصفاء إبراهيم، أن الجائحة لم تنتهِ، ويجب الاستمرار في الحفاظ على الإجراءات الاحترازية كافة، والتعامل مع الأمر بجدية والالتزام بالإجراءات، مؤكدين ضرورة أن يكون هناك وعي والتزام كامل من أفراد المجتمع، وأن يبدأ كل فرد بنفسه في الحفاظ على الإجراءات الاحترازية، والتواصل مع الطبيب عند الشعور بأي أعراض تتشابه مع أعراض «كورونا»، ليتم فحصه والتأكد من حالته حماية له وللمجتمع.
وأشاروا إلى أن النسبة الكبرى من المصابين، حالياً، تظهر عليهم أعراض بسيطة، وفي حال تهاونهم واستخفافهم بالأمر والتعامل معه على أنه مجرد «برد» يسهمان في انتشار فيروس «كورونا» بالمجتمع، وإصابة العشرات من بينهم مرضى وكبار في السن، قد تتدهور حالتهم الصحية ويتوفون، لذلك يُشكل الفحص المبكر أهمية كبرى في منع انتشار العدوى، بالإضافة إلى أن الشخص سيتلقى الرعاية الصحية، ومتابعة حالته في حالة التأكد من إصابته، ما يسهم في سرعة شفائه.
التهاون بالأعراض التنفسية
قالت المتحدث الرسمي عن القطاع الصحي في الدولة، الدكتورة فريدة الحوسني: «من خلال متابعتنا المستمرة للحالات في الدولة، نجد أن هناك بعض الأشخاص الذين يتهاونون بالأعراض التنفسية التي قد تظهر عليهم، ويعتبرونها من الأعراض الطبيعية، ولا يتوجهون للفحص أو التشخيص، إلى أن تتدهور حالتهم الصحية، ويصابون بأعراض تنفسية حادة مثل ضيق التنفس»، مؤكدة أن التقييم المبكر للحالات المصابة والمخالطين يعد سلاحاً مهماً وفعالاً في الحد من انتشار فيروس «كورونا»، وبالتالي الحد من مضاعفات المرض وتقليل الوفيات. وشددت الحوسني على أن علاج حالات «كوفيد-19» مبكراً، يسهم في تسريع عملية الشفاء، ويقلل احتمال تطور المرض لمضاعفات تؤدي إلى دخول العناية المركزة أو الوفيات، مشيرة إلى أن الدراسات العالمية أظهرت أن نسبة احتمال التعرض لمضاعفات «كوفيد-19»، ودخول المستشفى والوفيات، تتضاعف لدى الأشخاص الذين تزيد أعماهم على 60 عاماً، وأصحاب الأمراض المزمنة.
- بمجرد شعور أي شخص بأعراض البرد عليه التوجه إلى الطبيب لإجراء مسحة «PCR».
- النسبة الكبرى من مصابي «كورونا» تظهر عليهم أعراض بسيطة، وتهاونهم يسهم في انتشار «الفيروس».
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news