العمادي: «التعليم عن بُعد» بريء من إصابة الأطفال بـ «التوحّد»
أكّد مدير عام مركز دبي للتوحّد عضو مجلس إدارته، محمد العمادي، أن الإفراط في مشاهدة التلفاز والبقاء أمام الشاشات للتعلم عن بُعد لفترات طويلة له تأثيره السلبي على الأطفال، لكنه لا يصيب الطفل بـ«التوحد»، إذ إنه من المتفق عليه أن اضطراب طيف التوحد يصاحب الطفل منذ الولادة، ويمكن ملاحظة أعراض التوحد مبكراً قبل بلوغ الطفل عامه الثالث، والتي من النادر ظهورها بعد سن الخامسة، لذلك فإننا نستبعد تماماً إصابة الأطفال بالتوحد بسبب عامل خارجي بعد سن الخامسة.
وأفاد بأن المركز استقبل في العام الدراسي الجاري 84 طفلاً، بينهم 24 طفلاً إماراتياً، مشيراً إلى أن المركز يضم مرافق متكاملة على مساحة بناء تصل إلى 166 ألف قدم مربعة، بطاقة استيعابية تصل إلى 180 طفلاً، إذ يحتوي المركز على 34 فصلاً دراسياً، و22 غرفة للعلاج الوظيفي والحركي، و13 غرفة لعلاج النطق، وثلاث غرف للعلاج الحسي، وجناح يحاكي نظام المنزل لتعليم المهارات المعيشية، وعدد من المعامل والعيادات الطبية والمرافق الترفيهية كذلك، وصُمّمت جميعاً وفق أحدث المعايير العالمية المتخصصة لتوفير البيئة التعليمية المناسبة للأطفال المصابين بالتوحّد.
وأضاف العمادي لـ«الإمارات اليوم» أن المركز شهد في بداية العام الدراسي الجاري، إعادة هيكلة خدماته إلى أربعة أقسام رئيسة، هي التقييم، والتدخل، والتأهيل، والتدريب، بهدف تعزيز مرونة الخدمات المقدمة للأطفال المصابين بالتوحد وأسرهم، وحصولهم عليها بطريقة منظمة ومتكاملة وبشكل أكثر دقة وكفاءة، مشيراً إلى أن فريقاً متعدد التخصصات، يشرف على هذه الخدمات، ويقدّم برامجه المتخصصة في إطار منهج (PEAK) القائم على برامج تحليل السلوك التطبيقي (ABA)، بالإضافة إلى باقة واسعة من البرامج الحديثة التي تم اعتمادها في منهاج المركز.
وذكر أن التدخل المبكر لا يُعدّ عامل شفاء من الإصابة بالتوحد، لكنه عامل مهم لتطور حالة الطفل إلى الأفضل، لأن التوحد ليس مرضاً يمكن الشفاء منه، لكنه إعاقة يتم التعامل معها بمجموعة من برامج التدخل والتأهيل المتخصصة، والتي تعمل على تخفيف الأعراض السلبية، وتمكين الطفل المصاب بالتوحد، وإيصاله إلى أعلى مستوى من الاستقلالية، بما يضمن له الحياة الكريمة.
ولفت إلى أنه لا توجد دراسة تدل على تراجع أعداد المصابين بالتوحد، وما كشفت عنه دراسة أميركية نشرت في 2018، هو تزايد حالات التوحد بين الأطفال بمعدل واحد من كل 54 طفلاً، مؤكداً أن ذلك لا يعني بالضرورة ازدياد أعداد المصابين بالتوحد بشكل مفاجئ، وإنما السبب في ارتفاع الأعداد المكتشفة هو زيادة دقة معايير التشخيص، كما هو الحال في الدليل التشخيصي (DSM-5)، وكذلك انتشار الوعي بأهمية التشخيص والكشف المبكر للتوحد.
وتابع العمادي: «كمبادرة من مركز دبي للتوحد لتشجيع الأهالي على التشخيص والكشف المبكر للتوحد، أعلن عن تقديمه لجلسات استشارية مجانية للأطفال المشتبه في إصابتهم بالتوحد ضمن حملته المنظمة تحت رعاية سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي، والتي تستمر طوال شهر أبريل الجاري، فعلى الرغم من الوعي المتزايد باضطراب طيف التوحد، إلا أنه لايزال هناك تقاعس لشريحة كبيرة من أولياء الأمور في طلب عملية التشخيص المبكر».
ولفت إلى أن كلفة علاج الطفل المصاب بالتوحد تتضاعف سبع مرات في الحالات المتقدمة التي لم تحصل على التدخل المبكر، حسب دراسة أميركية في هذا الشأن، موضحاً أن خضوع الطفل للعلاج المبكر يخفض من كلفة العلاج، إذ بالإمكان توجيه دماغ الطفل بمرونة عالية في هذه المرحلة العمرية، كما أشارت الدراسة إلى أن التدخل المبكر يسهم في تخفيف الأعراض السلبية للتوحد بنسبة تصل إلى 50%.
وشدّد على أهمية أن يكسر الأهالي حاجز الخوف الذي يتولد بين أفراد الأسرة نتيجة تشخيص أحد أطفالهم باضطراب طيف التوحد، وضرورة التحرر من المشاعر السلبية التي قد تسيطر على الوالدين في هذه الفترة، والتي قد تشكل عائقاً تجاه التركيز على تنمية قدرات الطفل وإلحاقه في برامج التدخل المبكر.
وأكد أهمية تكامل الجهود بين مراكز أصحاب الهمم، وكذلك مؤسسات الرعاية الصحية، متابعاً: «هذا التكامل يمنع التشخيص الخاطئ بالإصابة باضطراب طيف التوحد اعتماداً على الأعراض المتعارف إليها عند بعض الأطباء ومقدّمي الرعاية غير المتخصصين في ظل المعتقدات الخاطئة والمفاهيم غير الدقيقة السائدة في المجتمع، حيث يتم الخلط بين اضطراب طيف التوحد واضطراب صعوبات التعلم في كثير من الأحيان». وقال العمادي: «إن الالتزام بأهداف استراتيجية القيادة لتمكين أصحاب الهمم ينعكس على مدى اتباع المقاييس المعتمدة دولياً في عملية التشخيص والتقييم للاضطرابات النمائية، والتي تشمل تخصصات متنوعة بمقاييس مختلفة، من بينها مقاييس علم النفس، ومقاييس تحليل السلوك التطبيقي، ومقاييس اللغة والتخاطب، ومقاييس التربية الخاصة، ومقاييس العلاج الوظيفي».
أنظمة وبرامج رقمية
ذكر مدير عام مركز دبي للتوحّد، محمد العمادي، أن المركز تمكّن خلال جائحة «كورونا» من اعتماد عدد من الأنظمة والبرامج الرقمية الذكية، وذلك لإتاحة الفرصة لأولياء أمور الطلبة للحصول على الخدمات بوسائل مبتكرة في بيئة تأهيلية وتعليمية آمنة، سواء في المركز أو في المنزل، بما يكفل تحقيق الأهداف المرجوة منها، إضافة إلى أن برامج المركز التدريبية لم تتوقف رغم ظروف الجائحة، إذ إن المحاضرات التدريبية تم تنظيمها «عن بُعد» عبر التطبيقات الذكية ووسائل التواصل الاجتماعي قد حققت نتائج إيجابية استفاد منها الكثير من أولياء الأمور والمهنيين، مشيراً إلى أن إجمالي عدد مشاهدات تلك المحاضرات وصل إلى ما يقارب 50 ألف مشاهدة خلال عام 2020.
• المركز أعاد هيكلة خدماته إلى أقسام التقييم، والتدخل، والتأهيل، والتدريب.
• جلسات استشارية مجانية للأطفال المشتبه في إصابتهم بالتوحّد ضمن حملة تستمر طوال شهر أبريل الجاري.
• 24 طفلاً إماراتياً استقبلهم مركز دبي للتوحّد العام الدراسي الجاري.