وفرت 4 لقاحات و205 مراكز للتطعيم
الإمارات في مقدمة السباق للوصول إلى المناعة المجتمعية
أكد مختصون في خط الدفاع الأول أن توسع الدولة في افتتاح مراكز للقاح، وتوفير أربعة أنواع من اللقاحات بالمجان للمواطنين والمقيمين، أسهما في تسريع وتيرة التلقيح وتطعيم أكثر من 65.54% من إجمالي الفئة المؤهلة للحصول على اللقاح، وجعل الحملة الوطنية للقاح واحدة من أسرع الحملات على مستوى العالم، والاقتراب من الوصول إلى المناعة المجتمعية عبر تطعيم من 70% إلى 80% من أفراد المجتمع.
وتفصيلاً، أظهرت البيانات الرسمية لوزارة الصحة ووقاية المجتمع، اقتراب الجهات الصحية في الدولة من تقديم ما يقارب 10 ملايين جرعة لقاح ضمن أكثر من 205 مراكز طبية في مناطق الدولة المختلفة، في خطوة إيجابية تضع الإمارات بمقدمة الدول في نسبة التطعيم، مشيرة إلى أن هذه الأرقام تعكس الجهود الجبارة التي يبذلها كوادر القطاع الصحي لتوفير أقصى درجات الحماية والمحافظة على الصحة العامة، والعمل بجهود حثيثة للنجاح في تقديم اللقاح لـ100% من أفراد المجتمع، إضافة إلى أنها مؤشر إلى قوة المنظومة الطبية والصحية في دولة الإمارات.
وأكدت الوزارة أن توافر اللقاحات أحد أهم إنجازات الدولة في معركتها ضدّ الجائحة، وهي متوافرة للجميع مجاناً في مختلف المراكز التي تعمل بأقصى طاقتها، الأمر الذي يفرض على الجميع التكاتف والتعاون والمبادرة إلى أخذ اللقاح لضمان تحقيق المناعة المجتمعية والعودة من جديد إلى الحياة الطبيعية.
وقالت مديرة إدارة الأمراض السارية في مركز أبوظبي للصحة العامة المتحدث الرسمي عن القطاع الصحي في الدولة، الدكتورة فريدة الحوسني، إن جميع لقاحات «كورونا» المتوافرة في الدولة تعدّ من أفضل أنواع اللقاحات عالمياً، مشددة على أن الدولة تسعى إلى زيادة أعداد الأشخاص الذين يأخذون التطعيم للوصول إلى مرحلة «المناعة المكتسبة»، ما يسهم في تقليل احتمالية انتشار المرض بين أفراد المجتمع.
وأشارت الحوسني إلى أن الإمارات رسّخت نهجاً استباقياً في التعامل مع الأزمات، وكانت من أولى دول العالم التي توفر لقاحات «كوفيد-19» لجميع السكان مجاناً، وطبقت منظومة متطورة من الإجراءات الوقائية لمواجهة تداعيات الجائحة، وتبنّي استراتيجية فاعلة للتخطيط للتعافي لجميع القطاعات.
فيما أهاب المتحدث الرسمي عن الهيئة الوطنية لإدارة الطوارئ والأزمات والكوارث، الدكتور سيف الظاهري، «خلال الإحاطة الإعلامية الأخيرة»، بالمواطنين والمقيمين ممن تجاوزوا 16 عاماً ولم يتلقوا التطعيم، التوجه إلى أقرب مركز وأخذ اللقاح.
وأضاف أن التأخر، أو الامتناع، عن أخذ اللقاح سيشكل تهديداً لسلامة المجتمع، ويعرض فئاته كافة، خصوصاً الأكثر عرضة للإصابة، لخطر هذا الوباء، كما أنه يشكل تحدياً كبيراً للجهود الوطنية الخاصة بالتعافي، مشيراً إلى أن تردد البعض في أخذ اللقاح يقف عائقاً أمام ما تصبو إليه الدولة، ويعرّض المجتمع للخطر، حيث سيسهم تلقي اللقاح في تحصين وحماية هذا المجتمع من هذا الوباء.
وأشار إلى أن النتائج الأولية، للحالات الإيجابية للحاصلين على الجرعة الثانية من اللقاح، أظهرت نسبة قليلة جداً، حيث راوحت فاعلية اللقاح بين «جيد جداً» و«ممتاز»، وكانت معظم الأعراض التي ظهرت على المصابين بعد أخذ اللقاح بسيطة جداً.
وقال اختصاصي طب الأسرة في وزارة الصحة ووقاية المجتمع عضو الفريق الوطني للتوعية بفيروس «كورونا»، الدكتور عادل سجواني، إن المناعة المكتسبة هي التي يحصل عليها الشخص عند التعرض للفيروس، من خلال الإصابة ثم التعافي، أو بعد الحصول على التطعيم، وتختزن بخلايا الذاكرة في الجسم.
وأضاف أن «المناعة التي يكوّنها الجسم بعد الإصابة، غير مضمونة، حيث يمكن أن يتعافى الشخص، ويمكن أيضاً أن تحدث له أعراض دائمة بعد التعافي تلازمه طوال العمر، ومن الممكن ألا يتعافى وتتسبب الإصابة في الوفاة، وهذا ما نشهده عالمياً منذ ظهور وباء (كورونا)»، وأكد سجواني أن اللقاحات الوسيلة الأمثل للوقاية وتكوين المناعة، خصوصاً أنها آمنة جداً وفعالة. وبحسب الدراسات، عند تطعيم من 70 إلى 80% نحصل على المناعة المجتمعية، وبالتالي يكون انتقال الفيروس بين المطعمين قليلاً، وينخفض مستوى العدوى في الدولة، وتتراجع نسبة انتقال الفيروس بين الأفراد، ونحصل على المناعة المجتمعية التي كانت تسمى سابقاً «مناعة القطيع»، مشيراً إلى أن الحملة الوطنية للقاح تعد واحدة من أسرع الحملات على مستوى العالم، وبالتالي يمكن الوصول للمناعة المجتمعية قريباً، بشرط التزام بقية أفراد المجتمع، ممن يبلغون سن 16 عاماً فأكثر، بأخذ اللقاح.
وشدّد على أن جهود الدولة كبيرة جداً في هذا الجانب، ولكنّ هناك واجباً على المجتمع يتمثل في أخذ التطعيمات لتقليل انتشار الفيروس والتخلص منه، والعودة للحياة الطبيعية.
من جانبه، ذكر استشاري الأمراض المُعدية في مستشفى خليفة ومستشفى الرحبة، الدكتور جهاد عبدالله، أن دخول المجتمع في مرحلة المناعة المكتسبة يتطلب تطعيم ما لا يقل عن 70% من أفراد المجتمع، لذا يعد أخذ اللقاح مسؤولية شخصية، لكونه الطريق الأمثل للمناعة الجماعية والوقاية من مخاطر الفيروس وتقليل نسبة العدوى، وعودة الحياة إلى طبيعتها في أسرع وقت، داعياً كل أفراد المجتمع إلى المبادرة بالحصول على اللقاح في أسرع وقت ممكن.
وأشار البروفيسور في جامعة غرب أونتاريو الكندية استشاري طب الأطفال والأمراض المعدية والمناعة في مركز القلب الطبي بمدينة العين، الدكتور حسام التتري، إلى أن الطريق لمحاصرة الفيروس والقضاء على الجائحة هو الحصول على التطعيم، لأن أفضل ما يمكن أن يصل إليه البشر هو الوصول إلى حالة من «مناعة القطيع» المكتسبة عن طريق اللقاح.
وأفاد الأطباء في خط الدفاع الأول، مي محمد، ووليد صبحي، وأسامة ياسر، ومنى جلال، بأن توفير الدولة أربعة أنواع من اللقاحات، وإتاحتها بالمجان لجميع أفراد المجتمع من المواطنين والمقيمين، وافتتاح أكثر من 205 مراكز لتلقي اللقاح في جميع أنحاء الإمارات، سهلت من وصول اللقاح إلى أكبر شريحة ممكنة، وهو الأمر المهم في سلسلة إجراءات مواجهة الجائحة، والوصول إلى المناعة المكتسبة، وكسر حلقة العدوى.
وشددوا على ضرورة حصول الأشخاص المؤهلين على التطعيم ضد «كورونا»، لتوفير المناعة الجماعية التي تعدّ جزءاً من مراحل الحماية غير المباشرة من الأمراض المعدية، وهي تحدث عندما تكتسب نسبة كبيرة من أفراد المجتمع مناعة لعدوى معينة بعد أخذ التطعيم، مشيرين إلى أن تحصين معظم السكان مناعياً ضد مرض معدٍ، سيؤدي إلى توفير حماية للأشخاص غير المحصنين ضد المرض، وتحديداً الأطفال وبعض المرضى الذين لا يُسمح لهم بأخذ التطعيم.
وأكدوا أن الإعلان عن دراسة اتخاذ إجراءات مشددة قريباً في جميع القطاعات، لتقييد حركة غير المطعمين، كخطوة لتطبيق الإجراءات الوقائية، مثل عدم السماح لهم بدخول بعض الأماكن والحصول على بعض الخدمات، سيدفع العديد من الأشخاص المترددين والمتكاسلين إلى الإسراع بأخذ اللقاح لتفادي هذه الإجراءات، ما سيسهم في زيادة أعداد المطعمين والوصول بشكل أسرع إلى المناعة المجتمعية.
الإصابة بعد الجرعة الثانية
كشفت دراسة أجراها مركز أبوظبي للصحة العامة عن انخفاض ملحوظ في نسب الإصابة بفيروس «كوفيد-19» بعد تلقي الجرعة الثانية من اللقاح.
وأكدت ندرة الإصابة التي تحدث بعد التطعيم، وأن أعراضها تكون بسيطة، ولا تتطلب الدخول إلى المستشفى.
وأظهرت أن فاعلية التطعيم في الوقاية من دخول المستشفى تصل إلى 93%، في حين تصل إلى 95% في خفض الحاجة إلى العناية الطبية المركزة، ولم تسجل أيّ حالة وفاة من مرض «كوفيد-19» في الإمارة بعد استكمال جرعات اللقاح اللازمة.
وأكدت أن التطعيم يعدّ أفضل الطرق للحصول على المناعة مع الحرص على اتباع الإجراءات الاحترازية، خصوصاً أن لها أوجهاً متعددة ولا تقتصر على الأجسام المضادة.
وتابعت أن أخطار الإصابة بالفيروس تتزايد مع تزايد فرص تحوره وانتشاره، إلى جانب إمكانية أن تؤدي، حتى لو بعوارض خفيفة، إلى مشكلات صحية طويلة الأمد. وبيّنت الدراسة أن «متلازمة ما بعد كوفيد-19» تصيب بعض كبار السن وأصحاب الأمراض المزمنة، وأحياناً الأصحاء، وتشمل تلف الأعضاء والجلطات وتأثيرات أخرى غير معروفة حالياً.
• أطباء: وصول نسبة المطعمين إلى 70% يوصلنا إلى مرحلة «المناعة المجتمعية».
• توافر اللقاحات أحد أهم إنجازات الدولة في معركتها ضدّ الجائحة، وهي متوافرة للجميع مجاناً.
• صفر وفاة بين الحاصلين على لقاحات «كورونا».
• %93 فاعلية التطعيم في الوقاية من دخول المستشفى.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news