خلطات تجميل «الإنترنت» ترقق الجلد وتصيب بالتهابات وحروق
حذر أطباء من منتجات تجميل تباع عبر وسائل التواصل الاجتماعي، تحتوي على نسب عالية من الكورتيزون، وتسبب التهابات فطرية، وتورمات، وحروقاً، مشيرين إلى أن جائحة كورونا دفعت كثيرين إلى الاعتماد على التسوق الإلكتروني، ما أوقعهم ضحايا لتجار يعرضون منتجات غير مطابقة للمواصفات، بعضها يصنع منزلياً.
وأكدوا أن الاعتماد على منتجات وخلطات مجهولة المصدر، بزعم ادعاءات تجميلية وعلاجية قد يعطي نتائج خادعة لوقت قصير، تتبعها مشكلات صحية تستدعي تدخلات طبية، مشددين على ضرورة الاعتماد على المواد والمنتجات المسجلة والمرخصة في الدولة، بعيداً عن المنتجات مجهولة المصدر.
وتفصيلاً، قال استشاري الأمراض الجلدية رئيس شعبة الأمراض الجلدية في جمعية الإمارات الطبية، الدكتور أنور الحمادي، إن كثيراً من منتجات التجميل التي تباع عبر الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي، يصعب السيطرة عليها، إلا من خلال الوعي الصحي لدى الأفراد، خصوصاً أن كثيراً من الخلطات والمنتجات التجميلية لا تناسب أنواعاً كثيرة من البشرة.
ولفت إلى أن أكثر المنتجات التجميلية التي تباع عبارة عن خلطات لتفتيح البشرة، يعلن عنها عبر وسائل التواصل الاجتماعي، مشدداً على ضرورة تكثيف الرقابة على هذه الممارسات، حرصاً على الصحة العامة.
ولفت إلى أن غالبية هذه المواد تحوي نسباً عالية من مادة الكورتيزون، وتعطي نتائج سريعة بالفعل لقوتها، إلا أنها تسبب مشكلات صحية على المدى الطويل، مثل ترقق الجلد، وظهور الأوعية الدموية في الجسم، وظهور أعراض تشبه البهاق، تتطلب برامج علاجية طويلة المدى.
من جهته، حذر استشاري الأمراض الجلدية والتجميل والليزر، الاستاذ الإكلينيكي في كلية الطب في جامعة الشارقة، الدكتور خالد سالم النعيمي، من أن عيادات التجميل تستقبل حالات كثيرة لضحايا منتجات تجميلية تباع عبر الانترنت، خصوصاً أن سوق الانترنت نشطت كثيراً خلال جائحة كورونا، ومنها خلطات تجميلية مجهولة المصدر، وغير مرخصة أو مسجلة في الدولة، وتنوعت الأعراض بين تهيج البشرة، وترقق الجلد، وتهيجات تشبه الحروق بسبب استخدام مواد تحتوي على كورتيزون بنسب مرتفعة، كونه يعطي نتائج سريعة في تبييض البشرة.
وذكر أن بعض المواقع تروج لمنتجات طبية، ولا يملكون العلم الكافي بها، لتحديد محاذير استخدام المنتج والأعراض الجانبية، الأمر الذي سبب تورمات والتهابات وحروقاً، وأنواعاً من الحساسية.
وذكر أن كثيراً من أفراد المجتمع يطلبون احتياجاتهم عبر الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي، ما يؤدي إلى وقوعهم ضحايا منتجات غير مطابقة للمواصفات، مطالباً بتقنين بيع وتداول هذه المنتجات حفاظاً على الصحة العامة.
بدوره، حذر أخصائي طب الأسرة، الدكتور عادل سجواني، من شراء منتجات تجميل غير مرخصة، والتأكد من ذلك، موضحاً أن غالبية المنتجات غير المرخصة تحوي مواد مجهولة المصدر بنسب مرتفعة، قد تعطي نتائج ملموسة لوقت قصير، إلا أن أضرارها تفوق نفعها إلى حد كبير.
وقال إن أكثر هذه المنتجات انتشاراً كريمات وخلطات تفتيح البشرة، ومقاومة التجاعيد، التي تحتوي على مواد منشطة، ومواد سامة تسبب أضراراً ومشكلات بالغة الخطورة على صحة الإنسان.
ولفت إلى أن بعض المواقع لم تقف عند حد بيع مواد مجهولة المصدر وحسب، إنما لجأت إلى صناعة خلطات منزلية وعرضها بأسعار زهيدة، وترويجها بادعاءات علاجية مضللة وغير منطقية، ما يسبب حروقاً ومشكلات صحية مختلفة.
ورصت «الإمارات اليوم» منتجات تجميل تباع عبر وسائل التواصل الاجتماعي، تروج ضمن عروض خاصة، وتحمل ادعاءات علاجية وتجميلية، تفوق بكثير مثيلاتها المرخصة، ولا يملك تجارها محال أو أماكن لبيعها حيث تباع من خلال خدمة التوصيل إلى المنازل.
قاعدة بيانات للمستهلكين
شددت بلدية دبي على ضرورة التأكد قبل شراء منتجات التجميل سواء من الأسواق أو عبر المواقع الإلكترونية، من أنها مسجلة لديها، عبر تطبيق «منتجي» الذي يوفر قاعدة بيانات للمستهلك ترشده بكل البيانات عن المنتج، ليشعر بالأمان قبل استهلاكه، ولحمايته من المنتجات التي قد تضر بصحته.
وأكدت أن جميع المنتجات الاستهلاكية تخضع لنظام رقابي متكامل، يبدأ من مرحلة التقييم والدراسة الفنية لسلامة كل منتج يُراد استيراده وتداوله أثناء عملية تسجيله، حيث يتم السماح باستيراد المنتجات الاستهلاكية وتداولها بعد تسجيلها في نظام «منتجي» بعد استيفائها اشتراطات الصحة والسلامة.